ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى القرآن وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 10-02-2020, 12:25 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

قواعد قرآنية :

القاعدة الثامنة:

🔅 * {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}* [الزمر:7].

هذه قاعدة قرآنية عظيمة، تؤسس لمبدأ من أشرف المبادئ، وهو مبدأ العدل، وهي قاعدة طالما استشهد بها العلماء والحكماء؛ لعظيم أثرها في باب العدل والإنصاف،

💡ومعنى هذه القاعدة باختصار: أن المكلّفين إنما يجازَون بأعمالهم إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، وأنه لا يحمل أحدٌ خطيئة أحد، ما لم يكن سببًا فيها، وهذا من كمال عدل الله -تبارك وتعالى- وحكمته.

🔅وهذا المعنى الذي قررتْه القاعدة لا يُعارِض ما دلّ عليه قوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت:13]،
🔅وقولُه: {وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [النحل:25]؛

⇦لأنّ هذه النصوص تدلُّ على أن الإنسان يتحمل إثم ما ارتكب من ذنوب، وإثم الذين أضلَّهُم بقوله وفعله، كما أنّ الدُّعاة إلى الهدى يُثيبهم الله على عملهم وعمل من اهتدى بهديهم، واستفاد من علمهم.

🎯 وإليك هذه الصورة التي قد تتكرر كثيرًا في واقع بيوتنا:

يعود الرجل من عمله متعبًا، فيدخل البيت فيجد ما لا يعجبه من بعض أطفاله -إما من إتلاف تحفة، أو تحطيم زجاجة- أو يرى ما لا يعجبه من قِبَلِ زوجته -كتأخرها في إعداد الطعام، أو غير ذلك من الأمور التي قد تستثير بعض الناس-

⚠️ فإذا افترضنا أن هذه المواقف مما تستثير الغضب، أو أن هناك خطأ يستحقّ التنبيه، أو التوبيخ، فما ذنب بقية الأولاد الذين لم يشاركوا في كسر تلك التحفة -مثلًا-؟! وما ذنب الزوجة -مثلًا- حينما يكون المخطئ هم الأولاد؟!

◁◁ومثله يقال في علاقة المعلم والمعلمة مع طلابهم، أو المسؤول في عمله، بحيث لا ينقلوا مشاكلهم إلى أماكن عملهم، فيكون مَن تحت أيديهم من الطلاب والطالبات أو الموظفين ضحية لمشاكل ليس لهم علاقة بها!!

💡هنا يستحضر المؤمن أمورًا، من أهمها: أن يتذكر هذه القاعدة القرآنية العظيمة: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} ؛ فإن هذا خيرٌ وأحسن تأويلًا، وأقرب إلى العدل و القسط

⚠️ وثمّة فهمٌ خاطئ لهذه القاعدة القرآنية:

وهو أنّ البعض يظن أن هذه القاعدة مخالفة لما يراه من بعض العقوبات الإلهية التي تعمّ مجتمعًا من المجتمعات، أو بلدًا من البلدان، حينما تفشو المنكرات والفواحش والمعاصي،

وسبب خطأ هذا الفهم، أن المنكر إذا استعلن به الناس، ولم يوجد من ينكره، فإن هذا ذنب عظيمٌ اشترك فيه كلُّ من كان قادرًا على الإنكار ولم ينكر، سواء كان الإنكار باليد أو باللسان أو بالقلب وذلك أضعف الإيمان، ولا عُذر لأحد بترك إنكار القلب،

⇦فإذا خلا المجتمع من هذه الأصناف الثلاثة -عياذًا بالله- مع قدرة أهلها عليها استحقوا العقوبة، وإن وجد فيهم بعض الصالحين.

🔅تأمل معي قول الله: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال:25].

🔅ويوضّح معنى هذه الآية الكريمة ما رواه الإمام أحمد: بسند حسن -كما يقول الحافظ ابن حجر- من حديث عدي بن عميرة سمعت رسول الله -ﷺ- يقول: "إن الله -ﷻ- لا يعذّب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم -وهم قادرون على أن ينكروه- فإذا فعلوا ذلك عذَّب الله الخاصة والعامة".

🔅وفي صحيح مسلم عن زينب بنت جحش -رضي الله عنها- أنها سألت رسول الله ﷺ فقالت له: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث".

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، يضيق المقام بذكرها، والمقصود إزالة هذا الإشكال الذي قد يعرض للبعض في فهم هذه القاعدة القرآنية، والله أعلم.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10-03-2020, 12:35 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

واعد قرآنية :

القاعدة التاسعة:

🔅 {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ}
[آل عمران:36]

📌هذه قاعدة من القواعد القرآنية العظيمة، التي هي أثر من آثار كمال علم الله وحكمته وقدرته في خلقه -ﷻ-.

🔅ولقد بيَّن القرآن هذا التفاوت بين الجنسين في مواضع كثيرة، منها: قوله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ}:
⇦وهم الرجال، {عَلَى بَعْضٍ}:
⇦وهنّ النساء،

🔅ومنها: قوله -تعالى-: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة:228]،

💡وذلك لأنّ الذكورة كمال خلقي، وقوة طبيعية، والأنوثة نقص خَلْقي، وضعف طبيعي، كما هو محسوسٌ مشاهَد لجميع العقلاء، لا يكاد ينكره إلا مُكابر في المحسوس.

⇦وهذا راجع إلى مراعاة طبيعة المرأة من حيث خلقتها، وتركيبها العقلي، والنفسي، وغير ذلك من صور الاختلاف التي لا ينكرها العقلاء والمُنصِفون، وشأنُ المؤمن الحقّ أن لا يُعارض الشرع بعقله القاصر، بل شأنه أن يتلمس الحِكَم من وراء ذلك التفريق، أو هذا الجمع.

⚠️ إذا تبين هذا؛ فعلى المؤمن أن يحذر من كلمةٍ راجَتْ على كثيرٍ من الكتّاب والمثقّفين، وهي كلمة «المساواة» في مقام الحديث عن موضوع المرأة،

🔅والصوابُ أن يُعبَّر عن ذلك بالعدل؛ لأن الله -تعالى- يقول:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل:90]،
ولم يقل: يأمر بالمساواة!

💡إن دلالة العدل تقتضي أن يتولى الرجل ما يناسبه من أعمال، وأن تتولى المرأة ما يناسبها من أعمال، بينما كلمة مساواة تعني أن يعمل كلٌّ من الجنسين في أعمال الآخر!

📍وهذا كلّه عين المضادة للفطرة التي فطر الله عليها كلًا من الرجل والمرأة، ولهذا لما أصرَّت بعضُ المجتمعاتِ الغربية على هذه المصادمة للفطرة، وبدأت تساوي المرأة بالرجل في كل شيء ذاقت ويلاتها ونتائجها المرّة، حتى صرخ العقلاء منهم -رجالًا ونساء- وكتبوا الكتب والرسائل التي تحذّر مجتمعاتهم من الاستمرار وراء هذه المصادمة،

💬ومن ذلك ما قالته هيلين أندلين -وهي خبيرة في شؤون الأسرة الأمريكية-: "إن فكرة المساواة (التماثُل) بين الرجل والمرأة غير عملية أو منطقية، وإنها ألحقت أضرارًا جسيمة بالمرأة والأسرة والمجتمع".

▪️إنك لا تتعجب أن يقع الرد لهذا الحكم القدري من كفار أو ملاحدة، وإنما تستغرب أن يقع هذا من بعض المنتسبين لهذا الدين، والذين يصرّحون في مقالاتهم وكتاباتهم بأن هذا الحكم كان في فترة نزول الوحي يوم كانت المرأة جاهلة لم تتعلم! أما اليوم فقد تعلمت المرأة، وحصلت على أعلى الشهادات!

⚠️وهذا الكلام خطير جدًا، وقد يكون رِدّةً عن الدين؛ لأنه ردٌّ على الله -تعالى-، فإنه هو الذي قدَّر هذا الحكم، وهو الذي يعلم ما ستؤول إليه المرأة إلى يوم القيامة، وصدق الله العليم الخبير:
{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} ،

فهل من مُدَّكِر؟!

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10-04-2020, 12:56 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

قواعد قرآنية

القاعدة العاشرة

🔅 {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}
[الحج:40].

هذه قاعدة جليلة من القواعد القرآنية العظيمة، تشع منها القدرة الإلهية؛ لتساند جند الإيمان في كل زمان ومكان.

تأتي هذه القاعدة لتقول لأهل القرآن: إنّ حقيقة النصر إنما هي: بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه ونصرة رسله وأتباعهم، ونصرة دينه وجهاد أعدائه، وقهرهم حتى تكون كلمته -جل وعلا- هي العليا، وكلمة أعدائه هي السفلى.

والسؤال: كيف يكون نصر الله؟ وهل الله محتاج إلى نصره وهو الغني القوي العزيز؟

والجواب على ذلك: أنّ نصره يكون بنصرة دينه، ونصرة نبيه -ﷺ- في حياته، ونصرة سنته بعد مماته، وتتمةُ الآيةِ التي بعدها تكشفُ حقيقة النصر الذي يحبه الله ويريده، بل هو النصر الكفيلُ باستمرار التمكين في الأرض،

🔅قال -تعالى-: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}
[الحج:41].

💡ولذا، ما نُصِرَ دين اللهِ بأعظم من إظهار هذه الشعائر العظيمة:

◇الصلاة: التي هي صلةٌ بين العباد وربهم، وبها يستمدون قوتهم الحسية والمعنوية، وراحتهم النفسية.

◇وإيتاءُ الزكاةِ: فأدّوا حق المال، وانتصروا على شح النفس، وتطهروا من الحرص، وغلبوا وسوسة الشيطان، وسدّوا خَلة الجماعة، وكفلوا الضعاف فيها والمحاويج، وحققوا لها صفة الجسم الحيّ.

◇والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وفيه إصلاحٌ لغيرهم،
▼فالناس ما بين جاهلٍ أو غافلٍ؛ فهؤلاء يؤمَرون بالخير ويُذكَّرون به،
▼أو عاصٍ ومعاندٍ؛ فهؤلاء يُنهَون عن المنكر.

⇦فمتى ما علم الله من أي أمة من الأمم أو دولة من الدول أنها ستقيم هذه الأصول الأربعة من أصول التمكين؛ أمدّها الله بتوفيقه، وعونه وإن تكالبت عليها الأمم، وفي سيرة النبي -ﷺ- وخلفائه الراشدين، ومن سار سيرتهم أصدق الشواهد وأنصعها.

والسؤال: أين النصر اليوم عن المسلمين؟ المسلمون في بلدان كثيرة مضطهدون مهزومون، يعيشون ضعفًا ويذوقون عجزًا!
أين النسخ المكررة من يوم الفرقان في بدر الكبرى؟ ويوم الأحزاب؟ واليرموك؟ ونهاوند؟ أو يوم كُسِرَ التتار حين غزوا بلاد الإسلام في أوائل القرن الثامن؟!

💬 وللعلامة الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله- جواب عن هذا السؤال، يحسن إيراده، وهو العالم الذي عاش فترة ضعف وهوانٍ شديدين مرت بهما أمة الإسلام:

«وإن الله لا يخلف وعده ولا يُبطل سننه، وإنما ينصر المؤمن الصادق وهو من يقصد نصر الله وإعلاء كلمته، ويتحرّى الحق والعدل في حربه لا الظالم الباغي على ذي الحقّ والعدل من خلقه،

🔅يدل على ذلك أول ما نزل في شرع القتال قوله تعالى -من سورة الحج-: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} [الحج:39] إلى قوله: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40]،
والإيمان سبب حقيقي من أسباب النصر المعنويّة...».

💬 أما العلامة عبد الرحمن السعدي فيضمّن بيانه عن الداء والدواء حديثًا مهمًا عن الفأل، فيقول:

«إيمانٌ ضعيف، وقلوب متفرّقة، وحكومات متشتتة، وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين، وأعداء ظاهرون وباطنون، يعملون سرًّا وعلنًا للقضاء على الدين، وإلحاد وماديات، جرفت بتيارها الخبيث، وأمواجها المتلاطمة الشيوخَ والشبان، ودعايات إلى فساد الأخلاق، والقضاء على بقية الرمق!!

◁ ثمّ إقبال الناس على زخارف الدنيا، وبحيث كانت هي مبلغ علمهم، وأكبر همّهم، ولها يرضون ويغضبون، ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة، والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا وتدمير الدين، واحتقار واستهزاء بالدين وما يُنسب إليه، وفخر وفخفخة، واستكبار بالمدنيّات المَبنيّة على الإلحاد التي آثارها وشرها وشررها قد شاهده العباد...

💡ولكن مع ذلك: فإنّ المؤمن لا يقنط من رحمة الله، ولا ييأس من رَوح الله، ولا يكون نظره مقصورًا على الأسباب الظاهرة، بل يكون ملتفتًا في قلبه كلِّ وقت إلى مُسبِّب الأسباب، الكريم الوهّاب، ويكون الفرج بين عينيه، ووعده الذي لا يخلفه، بأنه سيجعل الله بعد عُسرٍ يسرًا، وأن الفرج مع الكرب، وأن تفريج الكربات مع شدّة الكربات وحلول المفظعات».

نسأل الله -تعالى- أن يعزّ دينه وأن يجعلنا من أنصاره، وأن يُظهر أولياءه، ويُذلَّ أعداءه.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10-05-2020, 01:37 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية :

القاعدة الحادية عشرة:

🔅 {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ}
[طه:69]

📌هذه قاعدة من القواعد القرآنية المحكمة، والتي يتعين إبرازها للناس، وخصوصًا في هذا الزمن الذي راجت فيه سوق السحرة والمشعوذين!

❗️كم هي الآيات التي تحدثت عن السِّحر والسَّحَرة في كتاب الله تعالى، وأخبرت عن ضلالهم، وخسارتهم في الدنيا والآخرة! ومع هذا فيتعجب المؤمن كثيرًا؛ من رواج سوق السحر والسحرة في بلاد الإسلام!

🔻وليس العجب من وجود ساحر أو ساحرة؛ فهذا لم يخلُ منه أفضل الأزمان، وهو الزمن الذي عاش فيه النبي -ﷺ- فضلًا عن غيره، وليس العجبُ -أيضًا- من ساحر يسعى لكسب الأموال بأي طريق؛

‼️لكن العجب من أمّة تقرأ هذا الكتاب العظيم، وتقرأ ما فيه من آيات صريحة واضحة في التحذير من السحر وأهله، وبيان سوء عاقبتهم ومآلهم في الدنيا والآخرة، ومع ذلك يقفون أمام عتبات أولئك السحرة المجرمين!! سواء أمام بيوتهم، أم أمام شاشات قنوات السحر والشعوذة، والتي راجت سوقها منذ فترة من الزمن! يلتمسون منهم التسبُّب في إيقاع الضر بأحد أو إزالته عن آخر، وكأن هؤلاء لم يقرؤوا قول الله -تعالى-:

🔅 {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
[البقرة:102]!

⚠️إن مرور الإنسان بحالة مرضية صعبة، أو حالة نفسية شديدة، لا يبيح له بحال أن يرد هذه السوق الكاسدة -سوق السحرة- وكيف يُرجى الربح من أناس حكم عليهم ربهم بالخسران؟! وإن الله -تعالى- أرحم وأحكم من أن يحرّم عليهم إتيان السحرة، ولا ينزل لهم دواء لما ابتلوا به!

🔅عن أبي هريرة أن النبي -ﷺ- قال: "ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء" [رواه البخاري].

💡إنَّ مَن أيقنَ بأنَّ الساحر لا يفلح حيثُ أتى، وأيقنَ بأنه لا يفلح الساحرون، دفعه هذا إلى أمورٍ، من أهمها:

▪️البُعد عن إتيان هذا الصّنف من الناس الذين نفى الله فلاحهم في الدنيا والآخرة -بغية علاج أو نحوه- وكيف يُرتجى النفع ممن حكم عليه رب العالمين بأنه خاسر في الدنيا والآخرة!!

▪️الحذر من التفكير في ممارسة شيء من أنواع السحر، مهما كان المبرّر، سواء بقصد العطف، أو الصرف -كما تفعله بعض النساء- وتظن أن قصدَ استمالةِ الزوجِ، أو منعِه من الزواج عليها، ونحو ذلك من الشبه، أن ذلك يبيح لها ما تصنع، فإن هذا كله من تزيين الشيطان وتلبيسه.

▪️ليعلم كل من يمارس السحر أو تسبب في فعله ذلك أنه على خطر عظيم، وأنه قد باع دينه بثمن بخس، وأن الشياطين هم شيوخه وأساتذته في عمله هذا!

▪️إن ضعفت النفس لحظة، وزيَّن الشيطان لها شيئًا من هذه الأفعال المنكرة، فليبادر بالتوبة الآن، وليقلع عن هذا العمل الباطل، وليتحلل ممن لحقه الأذى من جراء هذا الفعل، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، وقبل أن يوقف للحساب بين يدي من لا تخفى عليه خافية، الذي يعلم من هو الساحر؟ ومن هو المسحور؟ ومن هو المتسبب في ذلك كله! فيقتص للمظلوم من ظالمه، حين تكون الحسنة أغلى من الدنيا وما عليها!

▪️إن يقين المؤمن بهذه القاعدة مما يقوي عبادة التوكل عنده، وعدم الخوف من إرهاب هذا الصنف الحقير من الناس، وهم السحرة، ويتذكر عندها قول الله -عز وجل-: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}؟ والجواب: بلى والله.

📍ومما يحسن تأمله والتفكرُ فيه: أن هؤلاء السحرة رغم ما يملكون من الأموال، وما يعيشونه من سكرة التفات الناس إليهم، إلا أنهم من أتعس الناس حياةً، وأخبثهم نفوسًا، ولا عجب! فمن سلّم قياده للشياطين، وكفر برب العالمين، كيف يسعد أو كيف يفلح؟!

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 10-06-2020, 02:10 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية :

القاعدة الثانية عشرة:

🔅* {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}* [الحجرات:13]

📌هذه الآية العظيمة جاءت في سورة الحجرات، -وإن شئت فسمِّها: جامعة الآداب-، فبعد أن ذكر الله جملةً من الآداب العظيمة، والخلال الكريمة، ونهى عن جملة من الأخلاق الرذيلة، والطباع السيئة، قال -مقررًا الأصل الجامع الذي تنطلق منه الأخلاق الحسنة، وتضعف معه أو تتلاشى الأخلاق السيئة، وأنه معيار التفاضل والكرامة عند الله-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13].

💡لن يتبيَّنَ لك موقع هذه الآية الكريمة إلا إذا استعرضتَ في ذهنك شيئًا من الموازين التي كان يتعامل بها عرب الجاهلية في نظرتهم لغيرهم من غير قبائلهم، سواء كانوا من قبائل أخرى أقل منهم درجة في النسب، أو في نظرتهم للأعاجم، أو في تعاملهم مع العبيد والموالي!

🔅وإليك هذا الموقف الذي وقع في حياة النبي ﷺ وحدّث به الصحابي صادق اللهجة أبو ذر -رضي الله عنه- قال: إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام، وكانت أمّه أعجمية فعيَّرتُه بأمِّه، فشكاني إلى النبي -ﷺ-، فلقيت النبي ﷺ فقال: "يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية"! قلتُ: "يا رسول الله، مَن سبّ الرجالَ سبوا أباه وأمه"، قال: "يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية، هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم" [رواه البخاري ومسلم].

💡فهذا أبو ذر مع صدق إيمانه، وسابقته في الإسلام، لامَه النبي ﷺ، وعاتبه لما خالف هذه القاعدة القرآنية العظيمة، وعيّر الرجل بمنطق أهل الجاهلية!

🔅أما سيرة أصحابِهِ -رضي الله عنهم- والتابعين لهم بإحسان فالمواقف فيها كثيرة وعظيمة، أكتفي منها بهذا الموقف:

كان علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم -المعروف بـ"زين العابدين"، وهو من سكان مدينة النبي ﷺ- إذا دخل المسجد، يتخطى حِلَق قومه من قريش، حتى يأتي حلقة زيد بن أسلم -وهو مولى لكنه من علماء المدينة الكبار في زمانه- فيجلس عنده، فكأنَّ بعض الناس لامه: "كيف تجلس -وأنت الرجل القرشي وحفيد النبي ﷺ- عند رجل من الموالي؟!"؛ فقال كلمةً مِلؤها العقل: "إنّما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه".

💡إنَّ مِن عظمة هذا الدين أنه لم يربط مكانة الإنسان ومنزلته عند الله بشيء لا قدرةَ له به، فالإنسان لا يختار أن يكون شريف النسب -مثلًا-، ولم يربطه بطولٍ ولا قِصَر، ولا وسامة ولا دمامة، ولا غير ذلك من المعايير التي ليست في مقدور البشر، بل ربطه بمعيارٍ هو في مقدور الإنسان.

💬 قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وليس في كتاب الله آية واحدةٌ يَمدح فيها أحدًا بنسبه، ولا يَذُمُّ أحدًا بنسبه، وإنما يمدحُ الإيمانَ والتقوى، ويذمّ الكفرَ والفسوقَ والعصيان".

⚠️ وإنّ مما يؤسَف عليه -في واقعنا المعاصر- وجود أمثلة كثيرة مخالفة لهذه القاعدة الشريفة: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) والتي أدَّت إلى ذوبانِ المعايير الشرعية عند البعض!

⇦فليتَّقِ الله مَن يسمع ويقرأ قول ربه: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} من التفاخر المذموم، وليعلم المؤمن أن من بطَّأَ به عمله لم يُسرِع به نسبه.

نسأل الله أن يعيذنا من أخلاق أهل الجاهلية، وأن يرزقنا التأسّي برسوله -ﷺ- في جميع أمورنا.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 10-07-2020, 03:12 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية :

القاعدة الثالثة عشرة:

🔅 {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا} [النساء:11]

📌هذه قاعدة من القواعد القرآنية، تُوقِفُ العبدَ على شيءٍ من عظمة الله -تعالى- في خلقه وحِكمته في شرعه، وتُوقف العبد على قصوره في علمه.

وهذه القاعدة جاءت في سياق آيات الفرائض في صدر سورة النساء، والمعنى:

🔅{آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ} يعني: الذين يرثونكم من الآباء والأبناء، {لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا} أي: لا تعلمون أيّهم أنفع لكم في الدين والدنيا، فمنكم من يظن أن الأب أنفع له، فيكون الابن أنفع له، ومنكم من يظن أن الابن أنفع له فيكون الأب أنفع له، وأنا العالِم بمن هو أنفع لكم، وقد دبَّرت أمركم على ما فيه المصلحة فاتّبعوه.

💡ولو رُدَّ تقدير الإرث إلى عقولكم واختياركم لحصل من الضرر ما الله به عليم؛ لنقص العقول وعدم معرفتها بما هو اللائق الأحسن، في كل زمان ومكان.

🎯 من تطبيقات هذه القاعدة:

1- أنَّ بعض الآباء قد تكون خلفته من الذرية بنات فقط؛ فيضيق لذلك صدره، ويغتمّ لهذا الابتلاء، فتأتي هذه القاعدة لتسكب في قلبه اليقين والرضا، وكم من بنتٍ كانت أنفع لوالديها من عددٍ من الأبناء! والواقع شاهدٌ بذلك.

💡وأمّا في الآخرة فالأمر أعظم، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أطوعكم لله -ﷻ- من الآباء والأبناء أرفعكم درجة يوم القيامة، والله -تعالى- يُشَفِّع المؤمنين بعضهم في بعض"، فإن كان الوالد أرفع درجة في الجنة رُفع إليه ولده، وإن كان الولد أرفع درجة رُفع إليه والده لتقر بذلك أعينهم.

2-والآية سلوة لأولئك الذين ابتلوا بأولاد معاقين، سواء كانت إعاقتهم سمعيةً أو بصريةً أو عقليةً أو بدنية، فقد يكون هذا المعاق أقرب لهم نفعًا في الدنيا قبل الآخرة!

💡فكم فتحت هذه الابتلاءات لوالديّ هؤلاء المعاقين من لذة التعلق بالله، ومناجاته، ورجائه الفرج! وكم ربّت في نفوسهم من معاني الصبر والاحتمال ما لم تكن تحصل لهم لولا هذه الابتلاءات!

ولعلّ أمثال هذه الابتلاءات بهؤلاء المعاقين تكون سببًا في رفعة درجاتهم عند الله -تعالى- رفعةً قد لا تبلغها أعمالهم!

3-ولئن كانت الآية واضحة المعنى في موضوع الابتلاء بالبنات، أو بأبناء فيهم عاهات أو إعاقات، فإنه يمكن أن يقاس عليها أمور أخرى، مثل: الأعمال الصالحة، والمؤلفات، والمقالات، والكلمات، بل والعبادات، فلا يدري الإنسان أي تلك الأعمال، والمؤلفات، والعبادات أكثر نفعًا له في الآخرة.

⇦وهذا كله يدعو العبد لأن يُكثر من أبواب الخير؛ فالإنسان لا يدري أيّ أعماله التي قد تكون سببًا في نيل رضوان الله والجنة،

⚠️ولرُبَّ عملٍ كبير لكن داخَلَه ما داخَلَه من حظوظ النفس؛ فلم ينتفع به صاحبه، ولرُبَّ عملٍ قليلٍ عَظُمت فيه النية، وصدَق صاحبها مع الله؛ فأثابه ثوابًا لا يخطر على باله، وفي قصة المرأة البغيّ التي سقت كلبًا أكبر شاهد على ذلك.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار وتصرُّف)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 10-08-2020, 01:31 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

قواعد قرآنية :

القاعدة الرابعة عشرة:

🔅 {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ}
[القصص:50]

📌هذه قاعدة من القواعد القرآنية المحكمة، التي تجلّي معنى عظيمًا ومهمًّا في باب التسليم والانقياد لأوامر الله ورسوله، والانقياد لحكم الشريعة.

💡إنّ الحاجة إلى التذكير بهذه القاعدة القرآنية العظيمة من الأهمية بمكان، خصوصًا في هذا العصر الذي كثرت فيه الأهواء، وتنوعت فيه المشارب في التعامل مع النصوص الشرعية بدعاوى كثيرة: فهذا ينصر بدعته، وهذا يروّج لمنهجه في تناول النصوص، وثالث يتتبع الرخص التي توافق مراد نفسه، لا مراد الله ورسوله!

▫️لقد أتى على الناس زمانٌ لا يحتاج الشخص ليمتثل الأمر أو يترك النهي إلا أن يُقال له: "قال الله، قال رسوله، قال الصحابة"؛ ⇦فيمتثل وينصاع، ويندر أن تجد من يناقش مناقشة المتملص من الحكم الشرعي،

▪️أما اليوم -وقد انفتحت على الناس أبواب كثيرة يتلقون منها المعلومات- وسمعوا أقوالًا متنوعة في المسائل الفقهية، وليست هذه هي المشكلة -فالخلاف قديمٌ جدًا، ولا يمكن إلغاء أمرٍ قدره الله ﷻ-

⚠️إلا أنّ المشكلة، بل المصيبة: أنّ بعض الناس وجد في بعض تلك الأقوال -التي قد تكون شاذةً في المقياس الفقهي- فرصةً للأخذ بها؛ بحجة أنه قد وجد في هذه المسألة قولًا يقول بالإباحة! ضاربًا عُرض الحائط بالقول الآخر الذي يكاد يكون إجماعًا أو شبه إجماع من السلف الصالح على تحريم هذا الفعل أو ذاك القول!

هذا فضلًا عن تلك المسائل التي تَبيَّنَ فيها خطأ قائلها من أهل العلم؛ بسبب خفاء النص عليه، أو لغير ذلك من الأسباب المعروفة التي لأجلها يختلف العلماء،

📍ولئن كان ذلك الإمام معذورًا مأجورًا -لخفاء النص عليه أو لغير ذلك من الأسباب- فما عُذْرُ من بلغه النص عن الله أو عن رسوله؟!

💬 لقد جرى لي مرةً حوار عارض مع بعض هذه الفئة، التي أخذت تخوض عمليًا في جملةٍ من المسائل المخالفة لما عليه جماهير العلماء، فقلتُ له: يا هذا! دعنا من البحث الفقهي المحض، وأخبرني عن قلبك: كيف تجده وأنت تفعل ما تفعل؟!
فأقسَمَ لي بالله: أنه غير مرتاح! وإنما يخادع نفسه بأن الشيخ الفلاني يفتي بهذا، وهو في قرارة نفسه غير مطمئن لتلك الفتوى! فقلتُ له: يا هذا، إن العالِم الذي قال بهذه المسألة معذور؛ لأنّ هذا هو مبلغ علمه، ولكن انجُ بنفسك، فإن صنيعك هذا هو الذي قال العلماء: إنه تتبّع الرخص، وذمّوا فاعله، بل جعلوا هذا الفعل نوعًا من النفاق واتباع الهوى .

📌ومن تَّأمل كلمة الهوى في القرآن الكريم، لم يجدها ذُكِرت إلا في موطن الذمّ! ولهذا حذَّر الله نبيًا من خيرة أنبيائه من هذا الداء القلبي الخطير فقال: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}
[ص:26]!
فمن يأمن على نفسه من الهوى بعد ذلك؟!

ولو أن رجلًا أخذ برخص الفقهاء من عدة مذاهب في مسائل متنوعة، لاجتمع فيه شرٌّ عظيم، ولأصبح دينه مرقعًا ورقيقًا!

وليتذكر المؤمن جيدًا -وهو يسلك مسلك تتبع الرخص- أنه إنما يفعل ما يفعل، ويترك ما يترك ديانةً لله، وقيامًا بواجب العبودية لهذا الربّ العظيم، فكيف يرضى العبد أن يتعامل مع ربه بدينٍ شعاره الهوى؟!

💡وقبل أن نختم الحديث عن هذه القاعدة العظيمة، يجب أن نتنبه لأمرين:

▫️الأول: الحذر من تنزيل هذه القاعدة على المسائل الشرعية التي الخلاف فيها معتبر ومعروف عند أهل العلم.

▫️الثاني: أنَّ المقصود بالذمّ هنا، هو من اتبع هواه في الاستفتاء، بحيث يتنقل بين المفتين، فإن وافقت الفتيا ما في نفسه طبقها، وإلا بحث عن آخر حتى يجد من يفتيه، وهذا هو اتباع الهوى بعينه، نعوذ بالله من اتباع الهوى، ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يجعل اتباع الحقِّ رائدنا وغايتنا.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 10-09-2020, 02:27 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

💥 معذرة ؛ من مصدر تجميع الدرس ؛
إما خطأ ف تسلسل الأرقام أو سقطت الحلقة الخامسة عشر سهو📩 قواعد قرآنية


القاعدة السادسة عشرة:

🔅 {قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} [المائدة:100]

📌هذه قاعدة قرآنية عظيمة، يحتاجها الإنسان في مقام التمييز بين الأقوال والأفعال، والسلوكيات والمقالات.

▪️والخبيث: ما يُكره بسبب رداءته وخساسته، سواء كان شيئًا محسوسًا، أو شيئًا معنويًا،
⇦فالخبيث إذًا يتناول: كل قول باطلٍ ورديء في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح من الفعال، فكل خبيث: لا يحبه الله ولا يرضاه.

▫️وإذا تبين معنى الخبيث ههنا؛ فإن الطيب بعكسه فيدخل فيه الواجب والمستحب والمباح -من الأقوال والأفعال والصحيح من المعتقدات- فدخل في هذه القاعدة كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الواجبات والمستحبات والمباحات.

💡فلا يستوي الإيمان والكفر، ولا الطاعة والمعصية، ولا أهل الجنة وأهل النار، ولا الأعمال الخبيثة والأعمال الطيبة، ولا المال الحرام بالمال الحلال.

🔅وهذه القاعدة القرآنية هي صدر الآية الكريمة: {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة:100]،

❗️ولما كان في بعض النفوس ميلٌ إلى بعض الأقوال أو الأفعال أو المكاسب الخبيثة، وكان كثيرٌ من الناس يؤثر العاجل على الآجل، والفاني على الباقي؛

◁◁جاء التحذير من الخبيث بأسلوب عجيب يقطع الطريق على من قد يحتجُّ بكثرة من يتناول هذا الخبيث، فقال ﷻ: {وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}
وذلك أن في بعض الخبائث شيءٌ من اللذة الحسية أو المعنوية، كالحصول على مالٍ كثير لكن من طريق حرام، أو الوصول إلى اللذة الجسدية عن طريق الزنا، أو الخمر أو غيرهما من الملذات المحرمة، فهذه قد تغري الإنسان، وتعجبه، إلا أنه -مع كثرة مقداره، ولذاذة متناوله- سببٌ للحرمان من السعادات الباقية الأبدية السرمدية .

❗️ولعظيم موقع هذه القاعدة وما دلّت عليه، فإن المتأمل للقرآن يجد عجبًا من كثرة التأكيد على العمل بما دلّت عليه هذه القاعدة! ومن ذلك:

1- التأكيد على ضرورة العناية بالمكاسب الطيبة، ولم يستثنِ الله أحدًا من عباده المؤمنين في الحثّ على هذا الأمر.

2- أنّه لا يصحّ -أبدًا- أن نجعل الكثرة مقياسًا لطِيْب شيءٍ ما، وصحّته وسلامته من المحاذير الشرعية، وهذا أمرٌ يصدق على الأقوال والأفعال والمعتقدات، بل يجب أن نحكم على الأشياء بكيفيتها وصفتها وبمدى موافقتها للشرع المطهر.

🔅تأمل -مثلًا- في قلة أتباع الرسل وكثرة أعدائهم: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله}
[الأنعام:116]،

⇦وهذا مما يؤكّد على الداعية أهمية العناية بالمنهج وسلامته، وأن لا يكون ذلك على حساب كثرة الأتباع! وهذا موضعٌ لا يفقهه إلا من وفقه الله تعالى، ولا يصبر عليه إلا من أعانه الله وسدده؛ لأن في الكثرة فتنة، وفي القلة ابتلاء.

وواللهِ ما في الخبيث من لذّة إلا وفي الطيّب مثلها وأحسن، مع أمْنٍ من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة، والعاقل حين يتحرّر من هواه، ويمتلئ قلبه من التقوى ومراقبة الله تعالى؛ فإنه لا يختار إلا الطيب، بل إن نفسه ستعاف الخبيث، ولو كان ذلك على حساب فوات لذات، ولحوق مشقات؛ فينتهي الأمر إلى الفلاح في الدنيا والآخرة، مسليًّا نفسه بقوله تعالى:

🔅 {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}
[النساء:77].

اللهم اجعلنا من الذين طابت أقوالهم وأفعالهم، فطاب منقلبهم ومآلهم.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღا ؛
💥

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 10-09-2020 الساعة 02:29 AM
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 10-10-2020, 01:59 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية :

القاعدة السابعة عشرة:

🔅 {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص:26]

📌هذه القاعدة القرآنية جاءت في سياق قصة موسى مع صاحب مدين، والذي كان عاجزًا عن طلب الماء فخرجت ابنتاه للسقيا، بيدَ أنهما تأخرتا انتظارًا لصدور الناس عن البئر، إلا أنّ مروءة موسى وشهامته حملته على أن يبادر -من غير أن ينتظر سؤالهما- بقضاء حاجتهما، والسقيِ لهما، فأعجَبَ هذا الفعلُ الفتاتين، فذكرتاه لوالدهما المقعد عن العمل، فأرسل في طلبه، فلما جاء وحدثه بخبره، قالت له إحداهما -وهي العالمة بعجز والدها عن القيام بمهام الرجال-: ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾
[القصص:26]

💡 وهذا التنصيص على هذين الوصفين هو من وُفُور عقل هذه المرأة التي رأت اكتمال هاتين الصفتين في موسى، فإنهما من المطالب التي يتّفق عليها عقلاء البشر في جميع الأمم والشرائع.


💬 قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

«وينبغي أن يُعرف الأصلح في كل منصب؛ فإنّ الولايةَ لها ركنان: القوة والأمانة؛ كما قال تعالى:
﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ …

📍والقوّة في كل ولايةٍ بحسبها:

◆فالقوّة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب، وإلى الخبرة بالحروب والمخادعة فيها، وإلى القدرة على أنواع القتال: من رمي وطعنٍ وضربٍ وركوبٍ وكرٍّ وفرّ...

◆ والقوة في الحكم بين الناس ترجع إلى العلم بالعدل الذي دلَّ عليه الكتاب والسنة، وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام.

📍والأمانة ترجع إلى خشية الله، وألا يشتري بآياته ثمنًا قليلًا، وتركِ خشية الناس، وهذه الخصال الثلاث التي اتخذها الله على كل من حَكم على الناس في قوله -تعالى-:
{فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:٤٤]»

💬 وكان ابن تيمية -رحمه الله- قد قال كلمة تكتب بماء الذهب، وهي:

«أنّ المؤدّي للأمانة -مع مخالفة هواه- يثبّته الله، فيحفظه في أهله وماله بعده، والمطيع لهواه يعاقبه الله بنقيض قصده...

▪️وفي ذلك الحكاية المشهورة، أن بعض خلفاء بني العباس سأل بعض العلماء أن يحدثه عما أدرك؟

فقال: أدركت عمر بن عبد العزيز، فقيل له: يا أمير المؤمنين أقفرت أفواه بنيك من هذا المال، وتركتهم فقراء لا شيء لهم -وكان في مرض موته- فقال: أدخِلوهم عليَّ، فأدخَلوهم، وهم بضعةَ عشر ذكرًا، ليس فيهم بالغ،

⇚فلما رآهم ذرفت عيناه، ثم قال: يا بَنِيّ! والله ما منعتكم حقًا هو لكم، ولم أكن بالذي آخذ أموال الناس فأدفعها إليكم، وإنما أنتم أحد رجلين: إما صالح، فالله يتولى الصالحين، وإما غير صالح، فلا أترك له ما يستعين به على معصية الله، قوموا عني!

قال هذا العالم -الذي يحكي هذه القصة-: فلقد رأيتُ بعض بنيه حمل على مائة فرس في سبيل الله، يعني أعطاها لمن يغزو عليها!».

💬 قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وفي هذا الباب من الحكايات والوقائع المشاهدة في الزمان والمسموعة عما قبله، ما فيه عبرة لكل ذي لب!».

اللهم ارزقنا فهمَ كتابك والعمل به، واجعلنا ممن يقوم بحق ما ولاه الله عليه.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 10-11-2020, 11:28 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

📩 قواعد قرآنية

القاعدة الثامنة عشرة

🔅 {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر:43]

📌تأتي هذه القاعدة القرآنية المحكمة لتبين سنة من سنن الله -تعالى- في تعامل الخلق مع بعضهم؛ وهذا المعنى الذي قررته هذه القاعدة، جاء معناه في آيات أخر من كتاب الله؛

🔅كقوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [يونس:23] ، وقولِه -تعالى-: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} [الفتح:10]

📍وأما الأمثلة الفردية التي تبين معاني هذه القاعدة، فكثيرة في كتاب الله -تعالى-، لكن حسبنا أن نشير إلى بعضها، فمن ذلك:

1- ما قَصَّه الله -تعالى- عن مكر إخوة يوسف بأخيهم، فماذا كانت العاقبة؟ يقول تعالى: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} [يوسف:102] صحيح أن إخوته تابوا، لكن بعد أن آذوا أباهم وأخاهم بأنواعٍ من الأذى، فعاد مكرهم على غير مرادهم، وفاز بالعاقبة الحسنة، والمآل الحميد مَن صبر وعفا وحلَم.

2- قوله -تعالى- عمَّن أرادوا كيدًا بنبيّ الله عيسى -عليه الصلاة والسلام-: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران:54]

3- ولما تحايل المشركون بأنواع الحيل لأذية نبينا-ﷺ- قال الله عنهم: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ [الأنفال:30]، فكانت العاقبة له -عليه الصلاة والسلام-.

📍وأما في السُنة، وفي التاريخ فكثيرٌ جدًّا، ومن قرأ التاريخ قراءة المتدبر المتأمل؛ وجد من ذلك عِبرًا، وأدرك معنى هذه القاعدة القرآنية المحكمة: ﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾.

📍 وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- أمثلةً تطبيقية وعملية من واقع الناس لهذه القاعدة في سياق حديثه عن المتحايلين على الأحكام الشرعية، كالمتحايلين على أكل الربا ببعض المعاملات، أو يحتالون على بعض الأنكحة، وأمثال هؤلاء، فقال:

«فالمحتال بالباطل مُعَامَلٌ بنقيض قصده شرعًا وقَدَرًا، وقد شاهد الناس عيانًا أنه مَن عاش بالمكر؛ مات بالفقر؛

▫️ولهذا عاقب الله من احتال على إسقاط نصيب المساكين (أصحاب الجنة المذكوين في سورة القلم) وقت الجَداد بحرمانهم الثمرة كلها،

▫️وعاقب من احتال على الصيد المحرَّم بأن مسخهم قردة وخنازير،

▫️وعاقب من احتال على أكل أموال الناس بالربا بأن يمحق ماله، كما قال -تعالى-: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾، [البقرة:276]

💡وأصل هذا: أن الله -سبحانه- جعل عقوبات أصحاب الجرائم بضدِّ ما قصدوا له بتلك الجرائم،…

وهذا بابٌ واسعٌ جدًا عظيمُ النفع، فمَن تدبّره يجده متضمنًا لمعاقبة الربّ -سبحانه- من خرج عن طاعته؛ بأن يعكس عليه مقصوده شرعًا وقدرًا، دنيا وأخرى،

🔻وقد اطَّردت سنته الكونية -سبحانه- في عباده بأن: مَن مكر بالباطل مُكر به، ومَن احتال احتيل عليه، ومن خادع غيره خُدِعَ،

🔅قال الله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}، فلا تجد ماكرًا إلا وهو ممكورٌ به، ولا مخادِعًا إلا وهو مخدوع ولا محتالًا إلا وهو مُحتال عليه».

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب ღ
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 11:59 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology