التوبـــة التوبـــة
فينبغـي للمسـلم أن يسـتقبل مواسـم الخيـرات
بالتوبـة الصادقـة النصــوح ، التوبـة مـن التقصيـر فـي الواجبـات ، والتوبـة مـن ارتكـاب المحرمـات ، والتوبـة مـن التقصيـر فـي شـكر نعـم الله علينـا ،فكـم مـن نعـم أنعمهـا الله علينـا قَـلَّ أن نشـكرها ، وكـم قصرنـا فـي طاعـة الله ومـا تبنـا .
* عـن سـلمة بـن عبيـد الله بـن مِحْصـنٍ الخَطْمـي ، عـن أبيــه وكانـت لـه صُحبـة قــال : قــال رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( مـن أصبـح منكـم آمنًـا فـي سـربه ، معافـى فـي جسـده ، يملـك قـوت يومـه ، فكأنمـا حِيـزت لـهالدنيـا )) .
سنن الترمذي " المجلد الواحد " / تحقيق الشيخ الألباني / ( 34 ) ـ كتاب : الزهد عن رسول الله صلى الله عليهوسلم / ( 34 ) ـ باب /حديث رقم : 2346 / ص : 529 / حديث حسن .
فَمَـنْ مِنَّـا أدى شكـر هـذه النعـم ؟ !
ثـم ينبغـي علـى المسـلم أن يغتنـم مواسـم الخيـرات فيمـا يقربـه إلـى ربـه ويرفـع درجتـه فـي الجنـة ، قـال تعالـى :
{ وَسَـارِعُواْ إِلَـى مَغْفِـرَةٍ مِّـن رَّبِّكُـمْ وَجَنَّـةٍ عَرْضُهَـا السَّـمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِـدَّتْ لِلْمُتَّقِيـنَ } .
سورة آل عمران / آية : 133 .
" تـزود مـن التقـوى ، فإنـك لا تـدري إذا جـنَّ الليـل هـل تعيـش إلـى الفجـر ! .
فممـا يتأكـد فـي هـذه العشـر : التوبـة إلـى الله تعالـى والإقـلاع عـن المعاصـي وجميـع الذنـوب .
والتوبـة هـي :
الرجـوع إلى الله تعالـى وتـرك مـا يُغضِـب الله ظاهـرًا وباطنًـا ؛ ندمًـا علـى مـا مضـى ، وتركًـا فـي الحـال ، وعزمًـا علـى ألا يعـود ، والاسـتقامة علـى الحـق ؛ بفعـل مـا يحبـه الله تعالـى ، ويرضـاه .
والواجـب علـى المسـلم إذا تلبـس بمعصيـة أن يبـادر إلـى التوبـة فـي الحـال بـدون تمهـل لأنـه :
أولا : لا يـدري فـي أي لحظـة يمـوت .
ثانيــا : لأن السـيئات تجـر أخواتهـا .
وقـد أثنـى الله سـبحانه فـي كتابـه العزيـز علـى مـن يسـارع بالتوبـة :
قـال تعالـى : { وَالَّذِيـنَ إِذَا فَعَلُـواْ فَاحِشَـةً أَوْ ظَلَمُـواْ أَنْفُسَـهُمْ ذَكَـرُواْ اللهَ فَاسْـتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِـمْ وَمَـن يَغْفِـرُ الذُّنُـوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَـمْ يُصِـرُّواْ عَلَـى مَـا فَعَلُـواْ وَهُـمْ يَعْلَمُـونَ * أُوْلَئِـكَ جَزَآؤُهُـم مَّغْفِـرَةٌ مِّن رَّبِّهِـمْ وَجَنَّـاتٌ تَجْـرِي مِن تَحْتِهَـا الأَنْهَـارُ خَالِدِيـنَ فِيهَـا وَنِعْـمَ أَجْـرُ الْعَامِلِيـنَ } .
سورة آل عمران / آية : 135 ، 136 .
وللتوبـة فـي الأزمنـة الفاضلـة شـأن عظيـم ؛ لأن الغالـب إقبـال النفـوس علـى الطاعـات ، ورغبتهـا فـي الخيـر ، فيحصـل الاعتـراف بالذنـب والنـدم علـى مـا مضـى . وإلا فالتوبـة واجبـة في جميع الأزمـان ، فـإذا اجتمــع للمسـلم توبـة نصـوح مـع أعمـال فاضلـة فـي أزمنـة فاضلـة فهـذا عنـوان الفـلاح إن شـاء الله . قـال تعالـى :
{ فَأَمَّـا مَـن تَـابَ وَآمَـنَ وَعَمِـلَ صَالِحـاً فَعَسَـى أَن يَكُـونَ مِـنَ الْمُفْلِحِيـنَ } . سورة القصص / آية : 67 .
فبـادر ...أيهـا الصحيـح بالتوبـة النصـوح ، وسـارع يـا مسـلم للنجـاة ، وتذكـر أن الصحـة لا تـدوم ، وأن اللحظـة لا تعـود ، وأن المـوت الـذي تفـر منـه آت لا محالـة ،واشـكر ربـك بالتوبـة والعبـادة والذكـر والنـدم ، واسـأله سـبحانه الثبـات علـى الحـق والخيـر ...وتذكـر لـن ينفعـك يـوم الديـن إلا عملـك الصالـح ، ومنهـا التوبـة التـي تمحي الذنـوب الصغائـر والكبائـر .