شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري الباب الأول 1437هـ.
والرقاق ما يرقق القلب ويلينه ذلك أن القلب قد يقسو بالمعاصي وكثرة الذنوب فيحتاج إلى شيء يرققه ، النصوص التي توجب رقة القلب يسميها أهل العلم: الرقاق ، لأنها ترقق القلب وتلينه.
صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام إن هاتين النعمتين لمغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ، فإن كثير من الناس قد أضاعهما !! كثير من الناس تمضي عليه أيام طويلة وهو صحيح البدن فارغ وتضيع عليه ، وهذا غُبن بلا شك ، ولا يعرف هذا الغبن إلا إذا مرض يقول: كيف لم أفعل كذا في أيام الصحة ؟ كيف ذهبت الأيام ويتبين له الغبن ؟ وكذا الفراغ فرزقه يأتيه على عتبة بابه لا يحتاج إلى طلبه ، ثم إذا به ينشغل في طلب الرزق أو في غيره فحينئذٍ يذكر أنه مغبون في ما سبق حيث لم يعمل في فراغه ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ( مغبون فيهما كثير من الناس ) وأفاد الحديث أن من الناس من لا يُغبن فيهم ، وهؤلاء هم أهل الحزم والعزم الذين يقدرون الأمور ، ويعرفون أن الوقت أسرع مما يتصورون ، فكم من إنسان يستبطئ الأجل فإذا به قد حل ، وكم من إنسان يستبطئ زوال النعمة فإذا بها قد زالت ، ويكون صحيح البدن فيقول متى أعجز عن العمل ؟ فإذا هو به يُصاب بآفة تمنعه من العمل ، وهكذا الدنيا لا تأمنها .... لذلك يجب على الإنسان أن يكون حازماً ، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) (1).
المصدر
(1) أخَذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمَنكِبي فقال : ( كُنْ في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرُ سبيلٍ ) . وكان ابنُ عُمرَ يقولُ : إذا أمسيْتَ فلا تنتَظِرِ الصباحَ، وإذا أصبحْتَ فلا تنتظِرِ المساءَ، وخُذْ من صحتِك لمرضِك، ومن حياتِك لموتِك .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري |
المصدر : صحيح البخاري برقم: 6416 .
يتبــــــــــــــــــــــــع
إن شاء الله
__________________
مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم
التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 01-09-2016 الساعة 02:24 AM
|