ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-23-2016, 03:01 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
بَاب الْعَمَلِ الَّذِي يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري

المجلس الحادي عشر
6 جمادالأول 1437 هـ
بَاب الْعَمَلِ الَّذِي يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ فِيهِ سَعْدٌ
قال الإمام البخاري رحمه الله
6059 حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ وَزَعَمَ مَحْمُودٌ أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا مِنْ دَلْوٍ كَانَتْ فِي دَارِهِمْ قَالَ سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصارِيَّ ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ قَالَ غَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:- لَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ.


الشرح


9612 قَوْلُهُ بَابُ الْعَمَلِ الَّذِي يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ - تَعَالَى - ) ثَبَتَتْ هَذِهِ التَّرْجَمَةُ لِلْجَمِيعِ وَسَقَطَتْ مِنْ شَرْحِ ابْنِ بَطَّالٍ فَأَضَافَ حَدِيثَهَا عَنْ عِتْبَانَ الَّذِي قَبْلَهُ ثُمَّ أَخَذَ فِي بَيَانِ الْمُنَاسَبَةِ لِتَرْجَمَةِ مَنْ بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً فَقَالَ خَشِيَ الْمُصَنِّفُ أَنْ يُظَنَّ أَنَّ مَنْ بَلَغَ السِّتِّينَ وَهُوَ مُوَاظِبٌ عَلَى الْمَعْصِيَةِ أَنْ يَنْفُذَ عَلَيْهِ الْوَعِيدُ فَأَوْرَدَ هَذَا الْحَدِيثَ الْمُشْتَمِلَ عَلَى أَنَّ كَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ تَنْفَعُ قَائِلَهَا إِشَارَةً إِلَى أَنَّهَا لَا تَخُصُّ أَهْلَ عُمُرٍ دُونَ عُمُرٍ وَلَا أَهْلَ عَمَلٍ دُونَ عَمَلٍ ، قَالَ وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ التَّوْبَةَ مَقْبُولَةٌ مَا لَمْ يَصِلْ إِلَى الْحَدِّ الَّذِي ثَبَتَ النَّقْلُ فِيهِ أَنَّهَا لَا تُقْبَلُ مَعَهُ وَهُوَ الْوُصُولُ إِلَى الْغَرْغَرَةِ وَتَبِعَهُ ابْنُ الْمُنِيرِ فَقَالَ يُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّ الْأَعْذَارَ لَا تَقْطَعُ التَّوْبَةَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِنَّمَا تَقْطَعُ الْحُجَّةَ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ لِلْعَبْدِ بِفَضْلِهِ وَمَعَ ذَلِكَ فَالرَّجَاءُ بَاقٍ بِدَلِيلِ حَدِيثِ عِتْبَانَ وَمَا ذُكِرَ مَعَهُ . قُلْتُ وَعَلَى مَا وَقَعَ فِي الْأُصُولِ فَهَذِهِ مُنَاسَبَةُ تَعْقِيبِ الْبَابِ الْمَاضِي بِهَذَا الْبَابِ

قَوْلُهُ فِيهِ سَعْدٌ كَذَا لِلْجَمِيعِ وَسَقَطَ لِلنَّسَفِيِّ وَلِلْإِسْمَاعِيلِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَسَعْدٌ فِيمَا يَظْهَرُ لِي هُوَ ابْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَحَدِيثُهُ الْمُشَارُ إِلَيْهِ مَا تَقَدَّمَ فِي الْمَغَازِي وَغَيْرِهَا مِنْ رِوَايَةِ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ فِي قِصَّةِ الْوَصِيَّةِ وَفِيهِ الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ وَفِيهِ قَوْلُهُ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي ؟ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً الْحَدِيثَ وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا اللَّفْظُ فِي كِتَابِ الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ .
9613 قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ هُوَ الْمَرْوَزِيُّ ، وَشَيْخُهُ عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ .قَوْلُهُ غَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لَنْ يُوَافِيَ هَكَذَا أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا وَلَيْسَ هَذَا الْقَوْلُ مُعَقَّبًا بِالْغُدُوِّ بَلْ بَيْنَهُمَا أُمُورٌ كَثِيرَةٌ مِنْ دُخُولِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْزِلَهُ وَصَلَاتِهِ فِيهِ وَسُؤَالِهِمْ أَنْ يَتَأَخَّرَ عِنْدَهُمْ حَتَّى يُطْعِمُوهُ وَسُؤَالِهِ عَنْ مَالِكِ بْنِ الدَّخْشَمِ وَكَلَامِ مَنْ وَقَعَ فِي حَقِّهِ وَالْمُرَاجَعَةِ فِي ذَلِكَ وَفِي آخِرِهِ ذَلِكَ الْقَوْلُ الْمَذْكُورُ هُنَا وَقَدْ أَوْرَدَهُ فِي " بَابِ الْمَسَاجِدِ فِي الْبُيُوتِ " فِي أَوَائِلِ الصَّلَاةِ وَأَوْرَدَهُ أَيْضًا مُطَوَّلًا مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي أَبْوَابِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ وَأَخْرَجَ مِنْهُ أَيْضًا فِي أَوَائِلِ الصَّلَاةِ فِي " بَابِ إِذَا زَارَ قَوْمًا فَصَلَّى عِنْدَهُمْ " عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَسَدٍ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ فِي حَدِيثِ الْبَابِ مِنَ الْمَتْنِ طَرَفًا غَيْرَ الْمَذْكُورِ هُنَا وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ " حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ " وَقَعَ فِي الرِّوَايَةِ الْمَاضِيَةِ " حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ " قَالَ الْكَرْمَانِيُّ مَا مُلَخَّصُهُ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ لِوُجُودِ التَّلَازُمِ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ وَاللَّفْظُ الْأَوَّلُ هُوَ الْحَقِيقَةُ لِأَنَّ النَّارَ تَأْكُلُ مَا يُلْقَى فِيهَا وَالتَّحْرِيمُ يُنَاسِبُ الْفَاعِلَ فَيَكُونُ اللَّفْظُ الثَّانِي مَجَازًا

شرح الشيخ بن عثيمين رحمه الله
6- باب العمل الذي يُبتغى به وجه الله. فيه سعد.
قوله: ( فيه سعد ) يشير إلى حديث سعد بن أبي وقاص الطويل المشهور أنه مرض في مكة وجاءه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقال يا رسول الله: إنني ذو مال كثير ولا يرثني إلا ابنة لي ( أي لا يرثه من الأولاد إلا بنت ) أفتصدق بثلثي مالي ؟ ( أي اثنتين من ثلاثة ) قال: لا. قال: فالشطر ؟ قال: لا. قال: فالثلث ؟ قال: الثلث والثلث كثير ، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ، ثم قال: يا رسول الله ، أخلِّف بعد أصحابي ( أي أموت في مكة وأنا مهاجر منها ) فقال صلى الله عليه وسلم: إنك لن تخلَّف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا ازددت به رفعة ودرجة ، ولعلك أن تخلَّف حتى ينتفع بك أقوام ويُضرُ بك أقوام آخرون.
وقوله: ( تخلَّف ) أي تبقى في الدنيا ، وتعمر حتى ينتفع بك أقوام ، ويُضر بك آخرون ، فكان الأمر كما توقع عليه الصلاة والسلام تخلف سعد وعُمِّر وحصل على يديه فتوحات كثيرة في فارس رضي الله عنه ومات عن سبعة عشر ابناً واثنتي عشرة امرأة (أي بنتاً ) وكان في ذلك الوقت ليس عنده إلا بنت واحدة ، وعمِّر ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها حتى ما تجعله في فم امرأتك ).
لهذا الشاهد قوله: ( العمل الذي تبتغي به وجه الله ).
ثم قال: ( فيه سعد ) أي حديث سعد ، وفي هذا دليل على أنه ينبغي للإنسان إخلاص النية وأن يستحضر دائماً أنه يريد بعمله وجه الله ، والناس
ينقسمون في هذا الباب ثلاثة أقسام:
1-قسم غفلوا عن النية فصارت عباداتهم عادات.
2-قسم تذكر فصارت عاداتهم عبادات.
3- قسم بين هؤلاء وهؤلاء فصارت عباداتهم عبادات ، وعاداتهم عادات.
والكمَّل هم الذين تذكروا حتى صارت عاداتهم عبادات.
وكيف تكون عاداتهم عبادات ؟ الأكل والشرب والنوم والنكاح كل هذا عادات ، فإذا نوى الإنسان به التقرب إلى الله صار عبادة وانتفع به ، صار إن أكله غداءه وعشاءه سمى الله عند الأكل وحمد الله عند انتهائه ، وكذا في الشرب ، وكذا إذا نوى بأكله التقوى على طاعة الله ونوى التنعم بكرم الله عز وجل وجوده وفضله صار طعامه وأكله له عبادة.
أما القسم الثاني: فإنه يأتي ويصلي على العادة ، ولا يستحضر أنه إذا جاء المسجد يعبد الله ويقف بين يديه ويناجيه بكلامه وبدعائه ، فيكون عند هذا غفلة كبيرة ، وتنقلب عباداته عادات.أما الوسط: فهم العبادة للعبادة ، والعادة للعادة ، فهؤلاء لا شك أنهم أتوا بالواجب وقاموا به ، لكن الأولون هم الكمَّل.

__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-23-2016, 03:31 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي



المجلس الثاني عشر
بتاريخ 12 جمادى الأول 1437هـ
تابع باب العمل الذي يبتغى به وجه الله
*~*~*~*~*~*~*~*~*~*~
شروط لا إله إلا الله:
لا بد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها؛ وهي على سبيل الإجمال:
الأول: العلم المنافي للجهل.
الثاني: اليقين المنافي للشك.
الثالث: القبول المنافي للرد.
الرابع: الانقياد المنافي للترك.
الخامس: الإخلاص المنافي للشرك.
السادس: الصدق المنافي للكذب.
السابع : المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء.
وأما تفصيلها فكما يلي:
الشرط الأول: العلم:
أي العلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تثبته، المنافي للجهل بذلك، قال تعالى: ((إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ))[الزخرف:82].

أي شهد بلا إله إلا الله، وهم يعلمون بقلوبهم ما شهدت به ألسنتهم، فلو نطق بها وهو لا يعلم معناها، لم تنفعه، لأنه لم يعتقد ما تدل عليه.
[معنى شهادة أن لا إله إلا الله: الاعتقاد والاقرار، أنه لا يستحق العبادة إلا الله، والتزام ذلك والعمل به، (فلا إله) نفي لاستحقاق من سوى الله للعبادة كائناً من كان (إلا الله) إثبات لاستحقاق الله وحده للعبادة، ومعنى هذه الكلمة إجمالا: لا معبود بحق إلا الله. وخبر (لا) يجب تقديره: (بحق) ولا يجوز تقديره بموجود؛ لأن هذا خلاف الواقع، فالمعبودات غير الله موجودة بكثرة؛ فيلزم منه أن عبادة هذه الأشياء عبادة لله، وهذا من أبطل الباطل وهو مذهب أهل وحدة الوجود الذين هم أكفر أهل الأرض.
وقد فُسرت هذه الكلمة بتفسيرات باطلة منها:
(أ‌) أن معناه: لا معبود إلا الله. وهذا باطل؛ لأن معناه: أن كل معبود بحق أو باطل هو الله، كما سبق بيانه قريباً.
(ب‌) أن معناها: لا خالق إلا الله. وهذا جزء من معنى هذه الكلمة؛ ولكن ليس هو المقصود؛ لأنه لا يثبت إلا توحيد الربوبية، وهو لا يكفي وهو توحيد المشركين.
(ت‌) أن معناها: لا حاكمية إلا الله، وهذا أيضاً جزء من معنى هذه الكلمة؛ وليس هو المقصود؛ لأنه لو أفرد الله بالحاكمية فقط ودعا غير الله أو صرف له شيئاً من العبادة لم يكن موحداً، وكل هذه تفاسير باطلة أو ناقصة؛ وإنما نبهنا عليها لأنها توجد في بعض الكتب المتداولة.
والتفسير الصحيح لهذه الكلمة عند السلف والمحققين:
أن يُقال: (لا معبود بحق إلا الله) كما سبق.
لا إله إلا الله لها ركنان هما: النفي والإثبات:
فالركن الأول: النفي: لا إله: يُبطل الشرك بجميع أنواعه، ويُوجب الكفر بكل ما يعبد من دون الله.
الركن الثاني: الإثبات: إلا الله: يثبت أنه لا يستحق العبادة إلا الله، ويُوجب العمل بذلك.
وقد جاء معنى هذين الركنين في كثير من الآيات، مثل قوله تعالى: ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [البقرة:256]
فقوله: ((فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ)) هو معنى الركن الأول (لا إله) وقوله: ((وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ)) هو معنى الركن الثاني (إلا الله).
وكذلك قوله عن إبراهيم عليه السلام: ((إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ)) [الزخرف:26-27]
فقوله: ((إِنَّنِي بَرَاءٌ)) هو معنى النفي في الركن الأول، وقوله: ((إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي)) هو معنى الإثبات في الركن الثاني.]
الشرط الثاني: اليقين:
بأن يكون قائلها مستيقناً بما تدل عليه؛ فإن كان شاكاً بما تدل عليه لم تنفعه، قال تعالى: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا)) [الحجرات:15].
فإن كان مرتاباً كان منافقاً، وقال النبي -صل الله عليه وسلم- : ((من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا قلبه فبشره بالجنة)) [الحديث في الصحيح] فمن لم يستيقن بها قلبه، لم يستحق دخول الجنة.
الراوي : أبو هريرة -المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 31

الشرط الثالث: القبول:
لما اقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه فمن قالها ولم يقبل ذلك ولم يلتزم به كان من الذين قال الله فيهم: ((إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ)) [الصافات:35-36]
وهذا كحال عباد القبور اليوم فإنهم يقولون لا إله إلا الله ،ولا يتركون عبادة القبور، فلا يكونون قابلين لمعنى لا إله إلا الله.
الشرط الرابع: الانقياد:
لما دلت عليه، قال تعالى: ((وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)) [لقمان:22]
والعروة الوثقى: لا إله إلا الله؛ ومعنى يسلم وجهه أي ينقاد لله بالإخلاص له.
الشرط الخامس: الصدق:
وهو أن يقول هذه الكلمة مصدقاً بها قلبه، فإن قالها بلسانه ولم يصدق بها قلبه كان منافقاً كاذباً، قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا)) [البقرة:9]
الشرط السادس: الإخلاص:
وهو تصفية العمل من جميع شوائب الشرك بأن لا يقصد بقولها طمعاً من مطامع الدنيا ولا رياء ولا سمعة؛ لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال: ((فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله)) [أخرجه الشيخان] (1)


الشرط السابع: المحبة:
لهذه الكلمة، ولما تدل عليه، ولأهلها العاملين والعاملين بمقتضاها، قال تعالى: ((وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)) [البقرة:165]
فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حباً خالصاً ، وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره، وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله.
مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله:
هو ترك عبادة ما سوى الله من جميع المعبودات، المدلول عليه بالنفي وهو قولنا: (لا إله). وعبادة الله وحده لا شريك له، المدلول عليه بالإثبات، وهو قولنا: (إلا الله)، فكثير ممن يقولها يُخالف مقتضاها؛ فيثبت الإلهية المنفية للمخلوقين والقبور والمشاهد والطواغيت والأشجار والأحجار.
وهؤلاء اعتقدوا أن التوحيد بدعة، وأنكروه على من دعاهم إليه، وعابوا على من أخلص العبادة لله.
[كتاب عقيدة التوحيد النسخة الكاملة طبعة المكتبة العصرية صفحة 26-31]







قال الإمام البخاري رحمه الله
6060 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةُ .
الشرح
قَوْلُهُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ يَقُولُ اللَّهُ - تَعَالَى - مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ ) أَيْ ثَوَابٌ .
قَوْلُهُ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ ) بِفَتْحِ الصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ التَّحْتَانِيَّةِ وَهُوَ الْحَبِيبُ الْمُصَافِي كَالْوَلَدِ وَالْأَخِ وَكُلِّ مَنْ يُحِبُّهُ الْإِنْسَانُ وَالْمُرَادُ بِالْقَبْضِ قَبْضُ رُوحِهِ وَهُوَ الْمَوْتُ
قَوْلُهُ ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الْجَنَّةُ ) قَالَ الْجَوْهَرِيُّ احْتَسَبَ وَلَدَهُ إِذَا مَاتَ كَبِيرًا فَإِنْ مَاتَ صَغِيرًا قِيلَ أَفْرَطَهُ (2) وَلَيْسَ هَذَا التَّفْصِيلُ مُرَادًا هُنَا بَلِ الْمُرَادُ بِـ احْتَسَبَهُ صَبَرَ عَلَى فَقْدِهِ رَاجِيًا الْأَجْرَ مِنَ اللَّهِ عَلَى ذَلِكَ وَأَصْلُ الْحِسْبَةِ بِالْكَسْرِ الْأُجْرَةُ وَالِاحْتِسَابُ طَلَبُ الْأَجْرِ مِنَ اللَّهِ - تَعَالَى - خَالِصًا وَاسْتَدَلَّ بِهِ ابْنُ بَطَّالٍ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ وَاحِدٌ يَلْتَحِقُ بِمَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ وَكَذَا اثْنَانِ وَأَنَّ قَوْلَ الصَّحَابِيِّ كَمَا مَضَى فِي " بَابِ فَضْلِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ " مِنْ كِتَابِ الْجَنَائِزِ " وَلَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الْوَاحِدِ " لَا يَمْنَعُ مِنْ حُصُولِ الْفَضْلِ لِمَنْ مَاتَ لَهُ وَاحِدٌ فَلَعَلَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سُئِلَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنِ الْوَاحِدِ فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ أَوْ أَنَّهُ أَعْلَمَ بِأَنَّ حُكْمَ الْوَاحِدِ حُكْمُ مَا زَادَ عَلَيْهِ فَأَخْبَرَ بِهِ قُلْتُ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ تَسْمِيَةُ مَنْ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ وَالرِّوَايَةُ الَّتِي فِيهَا " ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الْوَاحِدِ " وَلَمْ يَقَعْ لِي إِذْ ذَاكَ وُقُوعُ السَّائِلِ عَنِ الْوَاحِدِ وَقَدْ وَجَدْتُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ مَحْمُودِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ جَابِرٍ وَفِيهِ " قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاثْنَانِ ؟ قَالَ وَاثْنَانِ قَالَ مَحْمُودٌ فَقُلْتُ لِجَابِرٍ : أَرَاكُمْ لَوْ قُلْتُمْ وَاحِدًا لَقَالَ
وَاحِدٌ قَالَ : وَأَنَا وَاللَّهِ أَظُنُّ ذَاكَ "
وَوَجْهُ الدَّلَالَةِ مِنْ حَدِيثِ الْبَابِ أَنَّ الصَّفِيِّ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ وَلَدًا أَمْ غَيْرَهُ وَقَدْ أَفْرَدَ وَرَتَّبَ الثَّوَابَ بِالْجَنَّةِ لِمَنْ مَاتَ لَهُ فَاحْتَسَبَهُ وَيُدْخِلُ هَذَا مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ قُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْتِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ فَقَالَ أَتُحِبُّهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَفَقَدَهُ فَقَالَ : مَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاتَ ابْنُهُ ، فَقَالَ أَلَا تُحِبُّ أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ يَنْتَظِرُكَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِكُلِّنَا ؟ قَالَ بَلْ لِكُلِّكُمْ وَسَنَدُهُ عَلَى شَرْطِ
الصَّحِيحِ وَقَدْ صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ .(3)
(1) إنَّ اللهَ تعالى قد حرَّم على النارِ ، من قال لا إلَه إلا اللهُ ، يبتغي بذلِك وجْه اللهِ
الراوي : عتبان بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1793 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

(2) إِنَّي بين أيديكم فرطٌ لكم ، وأنا شهيدٌ عليكم ؛ وإِنَّ موعدَكم الحوضُ ، وإِنَّي واللهِ لَأَنظُرُ إلى حوضي الآنَ ، وإِنَّي قد أُعْطيتُ مفاتيحَ خزائِنِ الأرضِ ، وإِنَّي واللهِ ما أخافُ عليكم أنْ تُشْرِكوا بعدي ، ولكني أخافُ عليكم الدنيا أنْ تَنَافَسُوا فيها .
الراوي: عقبة بن عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2456- خلاصة حكم المحدث: صحيح


معنى كلمة فرط
وقول النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ولد الوالد يَموت كَانَ لَهُ فرطًا : الفرط السَّابق المتقدّم ، كأنه يقول إنه يتقدم أباهُ سابقًا لَهُ ، إلى الجنة منتظرًا لَهُ.(لم أجده محققاً)وقد جاء فِي الخبر عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطفل أَنَّهُ يظلّ بباب الجنة ، يقول : لا أدخل حَتَّى يدخل أبواي.
الراوي: محمد بن سيرين المحدث: الألباني- المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 5893خلاصة حكم المحدث: ضعيف.
وأصلُ الفروطِ التقدّم ، يُقال للذي يتقدّم القوم فلي مسيرهم ، لارتياد الماء وإعداده لَهم هُوَ فارطُ القوم وقال الله عَزَّ وَجَلَّ حاكيًا عَن نبيّه موسى وهارون عليهما السَّلام : قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى سورة طه آية 45 المعنى : أن يسبق إلينا من بوادر فرعون ما نكرهه.
ويُقال : فَرَطَ من فلانٍ كلام سوء ، أي : سبق وبدر.
ويُقالُ فِي دعاء المصلين على من مات من أطفالِ المسلمين : اللَّهُمَّ اجعله لنا فرطًا ، أي : سابقًا لنا إلى الجنة ينتظرنا.
الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المعافى ... » المجلس الرابع والثمانون » معنى الفرط.
(3) الراوي: قرة بن إياس المزني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2007خلاصة حكم المحدث: صحيح


__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم




رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 01:04 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology