ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى المعتقد الصحيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-17-2018, 12:25 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي


🍃1⃣7⃣🍃


■ صفات الرسل ■

✋ البشرية :

شاءت حكمة العليم الخبير أن يكون الرسل الذين يرسلهم إلي البشر من البشر أنفسهم :
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ }
[سورة الكهف 110]

■ وسنجلي هذا الموضوع في أربعة مطالب :
■ المطلب الأول :

👈 أهلية البشر لتحمل الرسالة

الذين يستعظمون و يستبعدون اختيار الله بعض البشر لتحمل الرسالة لا يقدرون الإنسان قدره ؛ ف الإنسان مؤهل لتحمل الأمانة العظمي ؛ أمانة الله التي أشفقت السموات والأرض و الجبال من حملها ؛ :

{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا }
[سورة اﻷحزاب 72]

✋ والذين استعظموا أختيار الله البشر رسلا نظروا إلي المظهر الخارجي للإنسان ؛ نظروا إليه علي أنه جسد يأكل و يشرب و ينام ؛ و يمشي في الأرض لتلبية حاجاته :
{ وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ }
[سورة الفرقان 7]
و لم ينظروا إلي جوهر الإنسان ؛ و هو تلك الروح التي نفخة من روح الله :

{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }
[سورة الحجر 29]

وبهذه الروح تميز الإنسان ؛ و صار إنسانا ؛ و استخلف في الأرض ؛ و قد أودعه الله الاستعداد للاتصال به عن طريق تلك النفخة العلوية التي ميزته ؛ فلا عجب أن يختار الله واحدا من هذا الجنس ؛ صاحب استعداد للتلقي ؛ فيوحي إليه ما يهدي به إخوانه إلي الطريق كلما غام عليهم الطريق ؛ و مايقدم به إليهم العون كلما كانوا بحاجة إلى العون :

{ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ}
[سورة إبراهيم 11]

👈 ثم إن الرسل يعدون إعدادا خاصا لتحمل النبوة و الرسالة ؛ و يصنعون صنعا فريدا :
{ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }
[سورة طه 41]
واعتبر هذا حال نبينا محمد صل الله عليه وسلم ؛ كيف رعاه الله و حاطه بعنايته علي الرغم من يتمه و فقره :

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ }
[سورة الضحى 6 - 8]

و قد زكاه و طهره ؛ و أذهب عنه رجس الشيطان ؛ و أخرج منه حظ الشيطان منذ كان صغيرا ؛ فعن أنس بن مالك أن رسول الله صل الله عليه وسلم آتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان ؛ فأخذه فصرعه ؛ فشق عن قلبه ؛فاستخرج القلب ؛ فاستخرج منه علقة ؛ فقال هذا حظ الشيطان منك ؛ ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ؛ ثم لأمه ؛ ثم أعاده في مكانه ؛ و جاء الغلمان يسعون إلي أمه -- أمه في الرضاع وهي حليمة السعدية --
فقالوا : إن محمد قد قتل ؛ فاستقبلوه و هو ممتقع اللون ؛ قال أنس : وقد كنت أري أثر ذلك المخيط في صدره .

✋ وحدث قريب من هذا عندما جاء جبريل عليه السلام يهيئه للرحلة الكبري للعروج به إلي السموات العلي ؛ ففي حديث الإسراء :
(( فرج سقف بيتي و أنا بمكة ؛ فنزل جبريل عليه السلام ؛ ففرج صدري ؛ ثم غسله من ماء زمزم ؛ ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة و إيمانا ؛ فأفرغها في صدري ؛ ثم أطبقه ))
[[ متفق عليه ]]


🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-18-2018, 01:08 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي


🍃1⃣8⃣🍃

■ لم لم يكن الرسل ملائكة ■

👈 لقد كثر اعتراض أعداء الرسل علي بعثة الرسل من البشر ؛ و كان هذا الامر من أعظم ماصد الناس عن الإيمان ؛

{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا }
[سورة اﻹسراء 94]
و عدوا اتباع الرسل بسبب كونهم بشرا فيما جاؤوا به من عقائد و شرائع أمرا قبيحا ؛ و عدوه خسرانا مبينا ؛

{ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ }
[سورة المؤمنون 34]

{ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ }
[سورة القمر 24]

وقد اقترح أعداء الرسل الذين يبعثون إليهم من الملائكة يعاينوهم و يشاهدونهم ؛ أو علي الأقل يبعث إليهم مع الرسول البشري رسولا من الملائكة ؛

{ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ }
[سورة الفرقان 21]

{ وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا }
[سورة الفرقان 7]

✋ و عندما نتأمل النصوص القرآنية يمكننا أن نرد علي هذه الشبهة. من وجوه :

● الاول : أن الله اختارهم بشرا لا ملائكة لانهم أعظم في الابتلاء و الاختبار ؛ ففي الحديث القدسي الذي يرويه مسلم في صحيحه :
(( إنما بعثتك لأبتليك و أبتلي بك ))
● الثاني : أن في هذا إكراما لمن سبقت لهم منه الحسني ؛ فإن اختيار الله لبعض عباده ليكونوا رسلا تكريم و تفضيل لهم ؛

{ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ }
[سورة مريم 58]
● الثالث : أن البشر أقدر علي القيادة و التوجيه ؛ و هم الذين يصلحون قدوة و أسوة .
● الرابع : صعوبة رؤية الملائكة ؛ فالكفار عندما يقترحون رؤية الملائكة ؛ و ان يكون الرسل إليهم ملائكة لا يدركون طبيعة الملائكة ؛ ولا يعلمون مدي المشقة و العناء الذي سيلحق بهم من جراء ذلك .

✋ ف الاتصال بالملائكة و رؤيتهم أمر ليس ؛ فالرسول صل الله عليه وسلم مع كونه أفضل الخلق ؛ و هو علي جانب عظيم من القوة الجسمية و النفسية عندما راي جبريل علي صورته أصابه هول عظيم و رجع إلي منزله يرجف فؤاده و قد كان صل الله عليه وسلم يعاني من اتصال الوحي به بشدة ؛ و لذلك قال في الرد عليهم :
{ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ }
[سورة الفرقان 22]

ذلك أن الكفار لايرون الملائكة إلا حين الموت او حين نزول العذاب ؛ فلو قدر أنهم رأوا الملائكة لكان ذلك اليوم يوم هلاكهم ،

✋ فكان إرسال الرسل من البشر ضروريا كي يتمكنوا من مخاطبتهم و الفقه عنهم و الفهم منهم ؛ ولو بعث الله رسله إليهم من الملائكة لما أمكنهم ذلك .

{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا * قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا }
[سورة اﻹسراء 94 - 95]

فلو كان سكان الأرض ملائكة لأرسل الله إليهم رسولا من جنسهم ؛ أما و ان الذين يسكنون الارضى بشرا فرحمة الله وحكمته تقتضي أن يكون رسولهم من جنسهم :

{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ }
[سورة آل عمران 164]

✋و إذا كان البشر لا يستطيعون رؤية الملائكة و التلقي عنهم بيسر و سهولة فيقتضي هذا -- لو شاء الله أن يرسل رسولا إلي البشر -- أن يجعله رجلا :

{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ }
[سورة اﻷنعام 9]
فالله يخبر أنه لو بعث رسولا ملكيا لكان علي هيئة رجل ليمكنهم مخاطبته و الانتفاع بالأخذ عنه ؛ و لو كان كذلك لالتبس الامر عليهم ؛

👈 والتباس الأمر عليهم بسبب كونه في صورة رجل ؛ فلا يستطيعون أن يتحققوا من كونه ملكا ؛ و إذا كان الامر كذلك فلا فائدة من إرسال الرسل من الملائكة علي هذا النحو ؛ بل إرسالهم من الملائكة علي هذا النحو لا يحقق الغرض المطلوب ؛ لكون الرسول الملك لا يستطيع أن يحس بإحساس البشر و عواطفهم و انفعالاتهم و إن تشكل بأشكالهم .

🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-19-2018, 02:17 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي


🍃1⃣9⃣🍃



◀ أولا ▶

■ مقتضي بشرية الأنبياء والرسل■

مقتضى كون الرسل بشرا أن يتصفوا بالصفات التي لا تنفك البشرية عنها و هي :
👈 أولا : يأكلون و يشربون و ينامون و يتزوجون و يولد لهم :
الرسل والأنبياء يحتاجون لما يحتاج إليه البشر من الطعام و الشراب ؛ و يحدثون كما يحدث البشر لأن ذلك من لوازم الطعام والشراب :
{ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ *
وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ }
[سورة اﻷنبياء 7 - 8]

ومن ذلك أنهم ولدوا كما ولد البشر ؛ لهم آباء و أمهات ؛ و أعمام و عمات ؛ و أخوال و خالات ؛ يتزوجون و يولد لهم ؛

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ }

[سورة الرعد 38]

و يصيبهم ما يصيب البشر من أعراض ؛ فهم ينامون و يقومون ؛ و يصحون و يمرضون ؛ و ياتي علي البشر وهو الموت ؛ فقد جاء ذكر إبراهيم خليل الرحمن لربه :

{ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ }
[سورة الشعراء 79 - 81]

و قال الله لعبده و رسوله محمد صل الله عليه وسلم :
{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }
[سورة الزمر 30]

وقال مبينا أن هذه سنته في الرسل كلهم :

{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ }

[سورة آل عمران 144]

وقد جاء في وصف الرسول صل الله عليه وسلم :
""" كان بشرا من البشر ؛ يفلي ثوبه ؛ و يحلب شاته و يخدم نفسه """

👈 وقد صح عن الرسول صل الله عليه وسلم قال لأم سليم :
(( قال " يا أمَّ سُلَيمٍ ! أما تعلَمين أنَّ شرْطي على ربِّي ، أني اشترطتُ على ربِّي فقلتُ : إنما أنا بشرٌ . أرضَى كما يرضى البشرُ . وأغضب كما يغضب البشرُ . فأيما أحدٍ دعوتُ عليه ، من أمتي ، بدعوةٍ ليس لها بأهلٍ ، أن تجعلَها له طهورًا وزكاةً وقربةً يقرِّبُه بها منه يومَ القيامةِ " .

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 2603 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))


🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-19-2018 الساعة 02:26 AM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-21-2018, 12:49 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي


🍃2⃣0⃣🍃


◀ ثانيا ▶

■ تعرض الأنبياء للبلاء ■

ومن مقتضي بشرية الرسل أنهم يتعرضون للابتلاء كما يتعرض البشر ؛ فقد يسجنون كما سجن يوسف عليه السلام ؛

{ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِين َ}
[سورة يوسف 33]
و قد يصيبهم قومهم بالأذي ؛ و قد يدمونهم ؛ كما أصابوا الرسول صل الله عليه وسلم في معركة أحد فأدموه ؛ و كسروا رباعيته ؛ و قد يخرجونهم من ديارهم كما هاجر إبراهيم عليه السلام ؛ من العراق إلي الشام ؛ و كما هاجر نبينا محمد صل الله عليه وسلم من مكة إلي المدينة ؛ و قد يقتلونهم :

{ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ }
[سورة البقرة 87]
وقد يصابون باﻷمراض ؛ كما ابتلي الله نبيه داوود عليه السلام فصبر ؛ و قد صح عن الرسول صل الله عليه وسلم :
(( أن نبي الله أيوب لبث في بﻻؤه ثمان عشرة سنة ؛ فرفضه القريب البعيد إلا رجلين من إخوانه ))
وكان من ابتلائه أن ذهب أهله و ماله ؛ و كان ذا مال و ولد كثير :
{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ }
[سورة اﻷنبياء 83 - 84]

👈 والانبياء لا يصابون بالبلاء فحسب ؛ بل هم أشد الناس بلاءه ؛

(( سُئِلَ رسولُ اللهِ أيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً قال الأنبياءُ ثم الأمثلُ فالأمثلُ يُبتَلى الناسُ على قدرِ دِينِهم فمن ثَخنَ دِينُه اشتدَّ بلاؤه ومن ضعُف دِينُه ضعُفَ بلاؤه وإنَّ الرجلَ لَيصيبُه البلاءُ حتى يمشيَ في الناسِ ما عليه خطيئةٌ
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب

الصفحة أو الرقم: 3402 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

يقول ابو سعيد الخدري ؛ دخلتُ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ يوعَكُ فوضعتُ يدي عليهِ فوجدتُ حرَّهُ بينَ يديَّ فوقَ اللِّحافِ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ ما أشدَّها عليكَ قالَ إنَّا كذلِكَ يضعَّفُ لَنا البلاءُ ويضعَّفُ لَنا الأجْرُ

قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً قالَ الأنبياءُ قلتُ يا رسولَ اللَّهِ ثُمَّ مَن قالَ ثُمَّ الصَّالِحونَ إن كانَ أحدُهُم ليُبتَلى بالفَقرِ حتَّى ما يجدُ أحدُهُم إلَّا العَباءةَ يَحويها وإن كانَ أحدُهُم ليفرَحُ بالبلاءِ كما يفرَحُ أحدُكُم بالرَّخاءِ

الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه

الصفحة أو الرقم: 3266 | خلاصة حكم المحدث : صحيح


🌸🍃🌸🍃🌸🍃

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-21-2018 الساعة 01:06 AM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-22-2018, 01:00 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي


🍃2⃣1⃣🍃

◀ ثالثا ▶

■ اشتغال الانبياء بأعمال البشر ■

ومن مقتضى بشريتهم أنهم قد يقومون بالاعمال و الاشغال التي يمارسها البشر ؛ فمن ذلك اشتغال الرسول صل الله عليه وسلم بالتجارة قبل البعثة ؛ و من ذلك رعي الانبياء للغنم ؛ فقد روي جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال :
كُنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نَجْنِي الكباثَ ، وإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : ( عليكم بالأسودِ منهُ ، فإنَّهُ أطيبُهُ ) . قالوا : أكنتَ ترعى الغنمَ ؟ قال : ( وهل من نبيٍّ إلا وقد رعاها ) .
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 3406 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

👈 و من الانبياء الذين نص القرآن علي إنهم رعوا الغنم نبي الله موسى عليه السلام ؛ فقد عمل في ذلك عدة سنوات فقد قال له العبد الصالح :
{ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَٰلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ۖ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ ۖ وَاللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ }
[سورة القصص 27 - 28]

✋وقال ابن حجر : والذي قاله اﻷئمة أن الحكمة في رعاية الانبياء للغنم ليأخذوا أنفسهم بالتواضع ؛ وتعتاد قلوبهم بالخلوة ؛ و يترقوا من سياستها إلي سياسة الامم ،
ومن الانبياء الذين عملوا باعمال البشر داود عليه السلام ؛ فقد كان حدادا يصنع الدروع ؛ قال تعالى :
{ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ }
[سورة اﻷنبياء 80]
كان حدادا و في نفس الوقت كان ملكا ؛ وكان يأكل مما تصنعه يداه ؛
و نبي الله زكريا كان يعمل نجارا
؛ فعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صل الله عليه وسلم قال :
كانَ زَكَريَّا نجَّارًا
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه

الصفحة أو الرقم: 1760 | خلاصة حكم المحدث : صحيح


التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-22-2018 الساعة 01:07 AM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-24-2018, 12:44 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي


🍃2⃣2⃣🍃

■ الكمال البشري ■

👈 لاشك أن البشر يتفاوتون فيما بينهم تفاوتا كبيرا في الخلق " بفتح الخاء " و الخلق " بضم الخاء " ؛ و المواهب ؛ فمن البشر القبيح و الجميل و بين ذلك ؛ ومنهم الاعمي و الاعور و المبصر بعينه ؛ و المبصرون يتفاوتون في جمال عيونهم وفي قوة أبصارهم ؛ و منهم الاصم و السميع و بين ذلك ؛ و منهم ساقط المروءة ؛ ومنهم ذو المروءة و الهمة العالية ،

✋ولاشك أن الأنبياء والرسل يمثلون الكمال الإنساني في ارقي صوره ؛ ذلك ان الله اختارهم و اصطفاهم لنفسه ؛ فلابد ان يختار اطهر البشر قلوبا ؛ و ازكاهم أخلاقا ؛ و اجودهم قريحة ؛

{ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ }
[سورة اﻷنعام 124]

👈 الكمال البشري يتحقق فيما يأتي 👉

1⃣ الكمال في الخلقة الظاهرة :

لقد حذرنا الله تعالي من إيذاء الرسول صل الله عليه وسلم ؛ كما آذي بنو إسرائيل موسي عليه السلام ؛

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا }
[سورة اﻷحزاب 69]

👈 وقد بين لنا الرسول صل الله عليه وسلم أن إيذاء بني إسرائيل لموسي عليه السلام باتهامهم بعيب خلقي في جسده ؛
والانبياء في خلقهم و خلقهم علي غاية الكمال ؛ و أن من نسب نبيا إلي نقص في خلقته فقد آذاه ؛ و يخشي علي فاعله الكفر .

✋ الصور الظاهرة مختلفة :

ليس معني كون الرسل أكمل الناس أجساما ؛ أنهم علي صفة واحدة و صورة واحدة ؛ ف الكمال الذي يدهش و يعجب متنوع و ذلك من بديع صنع الواحد الاحد و كمال قدرته .
و قد وصف لنا رسول الله صل الله عليه وسلم بعض الانبياء والرسل ؛
و وصف لنا الصحابة رضي الله عنهم رسولنا محمد صل الله عليه وسلم ؛

2⃣ الكمال في الأخلاق :

👈 لقد بلغ الانبياء في هذا مبلغا عظيما ؛ ولقد استخقوا أن يثني عليهم رب العالمين ؛ فقد أثني الله علي خليله إبراهيم عليه السلام فقال :

{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ }
[سورة هود 75]

وقالت ابنة العبد الصالح تصف موسي عليه السلام :
{ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }
[سورة القصص 26]

واثني الله علي اسماعيل عليه السلام بصدق الوعد ؛

{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا }
[سورة مريم 54]

و أثني الله جل جلاله و تقدست اسماؤه علي خلق نبينا محمد صل الله عليه وسلم ثناءا عطرا :

{ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ }
[سورة القلم 4]
ومن خلقه الكريم صل الله عليه وسلم الذي نوه الله سبحانه وتعالى ماجبله عليه من الرحمة و الرأفة :

{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }
[سورة التوبة 128]

✋وقد كان لهذه الاخلاق أثر كبير في هداية الناس و تربيتهم ؛
ولو لم يتصف الرسل بهذا الكمال الذي حباهم الله به لما انقاد الناس إليهم ؛ ذلك أن الناس لا ينقادون عن رضا و طواعية لمن كثرت نقائصه ؛ و قلت فضائله .

🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-24-2018, 08:44 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي


🍃2⃣3⃣🍃

■ خير الناس نسبا ■

👈 الرسل ذوو أنساب كريمة ؛ فجميع الرسل بعد نوح من ذريته ؛ و جميع الرسل بعد إبراهيم من ذرية إبراهيم ؛ قال تعالي :
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ۖ }
[سورة الحديد 26]
و لذلك فإن الله سبحانه وتعالى يصطفي لرسالته من كان خيار قومه في النسب ؛ و في الحديث الذي يرويه البخاري ؛ يقول الرسول صل الله عليه وسلم :
(( بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا ؛ حتي كنت من القرن الذي كنت منه ))
و في مسند أحمد و سنن الترمذي عن الرسول صل الله عليه وسلم قال :
(( أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ؛ إن الله تعالى خلق الخلق فجعلني في خيرهم ؛ ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة ؛ ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ؛ ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم في خيرهم بيتا ؛ فأنا خيركم بيتا ؛ و خيركم نفسا ))
وفي صحيح مسلم عن وائلة بن الأسقع قال سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم :
(( إن الله اصطفي كنانة من ولد إسماعيل ؛ و اصطفي قريشا من كنانة ؛ و اصطفي من قريش بني هاشم ؛ و اصطفاني من بني هاشم )) .

■ أحرار بعيدون عن الرق ■

ومن صفات الكمال أن الأنبياء لا يكونون أرقاء ؛ يقول االسفاريتي في هذا :
[ الرق وصف نقص لا يليق بمقام النبوة ؛ و النبي يكون داعيا للناس آناء الليل و أطراف النهار ؛ و الرقيق لا يتيسر له ذلك ؛ و أيضا الرقية وصف نقص يأنف الناس و يستنكفون من اتباع من اتصف بها ؛ و أن يكون إماما لهم و قدوة ؛ وهي أثر الكفر ؛ و الانبياء منزهون عن ذلك ))

■ التفرد في المواهب و القدرات ■

الأنبياء أعطوا العقول الراجحة ؛ و الذكاء الفذ ؛ و اللسان المبين ؛ و البديهية الحاضرة ؛ و غير ذلك من المواهب و القدرات التي لا بد منها لتحمل الرسالة ثم إبلاغها و متابعة الذين تقبلوها بالتوجية و التربية.
لقد كان الرسول صل الله عليه وسلم يحفظ مايلقي إليه و لا ينسي منه كلمة :

{ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَىٰ }
[سورة اﻷعلى 6]

✋و قد كانوا يعرضون دين الله للمعارضين و يفحمونهم في معرض الحجاج ؛ و في هذا المجال اسكت إبراهيم عليه السلام خصمه :
{ِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
[سورة البقرة 258]
وقال الله عز وجل معقبا علي محاججة إبراهيم عليه السلام لقومه :

{ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ }
[سورة اﻷنعام 83]
و موسي عليه السلام كان يجيب فرعون علي البديهة حتي انقطع ؛ ف نتقل إلي التهديد بالقوة :

{ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ }
[سورة الشعراء 23 - 29]

■الكمال في تحقيق العبودية ■

بينا الكمال الذي حبا الله به رسله في صورهم الظاهرة ؛ و أخلاقهم الباطنة ؛ و المواهب و السجايا التي أعطاهم في ذوات أنفسهم ؛ و هناك نوع آخر من الكمال وفق الله رسله و أنبياءه لتحصيله ؛ وهو تحقيق العبودية لله في أنفسهم ؛
فكلما كان الإنسان أكثرتحقيقا للعبودية لله تعالي ؛ كلما كان أكثر رقيا في سلم الكمال الإنساني ؛ و كلما ابتعد عن تحقيق العبودية لله كلما هبط و انحدر ،

👈 و الرسل عليهم السلام حازوا السبق في هذا الميدان ؛ فقد كانت حياتهم انطلاقة جادة في تحقيق هذه العبودية لله .

■ الذكورة ■

و من الكمال الذي حباهم به أنه أختار جميع الرسل الذين أرسلهم من الرجال ؛ و لم يبعث الله رسولا من النساء يدل علي ذلك صيغة الحصر التي وردت في قوله تعالى :

{ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۖ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }
[سورة اﻷنبياء 7]

✋ الحكمة في كون الرسل رجالا :

☆ أن الرسالة تقتضي الاشتهار بالدعوة ؛ و مخاطبة الرجال والنساء ؛ و مقابلة الناس في السر و العلانية ؛ و التنقل في فجاج الارض ؛ و مواجهة المكذبين ؛ و محاججتهم و مخاصمتهم ؛ و إعداد الجيوش و قيادتها ؛ و الاصطلاء بنارها ؛ و كل هذا يناسب الرجال دون النساء ،

☆ الرسالة تقتضي قوامة الرسول علي من يتابعه ؛ فهو من أتباعه الآمر الناهي ؛ و هو فيهم الحاكم و القاضي ؛ و لو كانت الموكلة بذلك امرأة لم يتم ذلك لها علي الوجه الاكمل ؛ و لا ستنكف أقوام من الاتباع و الطاعة ؛

☆ الذكورة أكمل كما بينا آنفا ؛ و لذلك جعل الله القوامة للرجال علي النساء ؛

{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ }
[سورة النساء 34]

و أخبر الرسول صل الله عليه وسلم :
(( أن النساء ناقصات عقل ودين ))

☆ المرأة يطرأ عليها ما يعطلها عن كثير من الوظايف و المهمات ؛ ك الحيض و الحمل و الولادة و النفاس ؛ و يصاحب ذلك إضطرابات نفسية و آلام و أوجاع ؛ عدا مايتطلبه الوليد من عناية ؛
و كل ذلك مانع من القيام بأعمال الرسالة .

🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 02:10 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology