الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
إن من الناس من يكون حبه وبغضه وإرادته وكراهته
بحسب محبة نفسه وبغضها
لا بحسب محبة الله ورسوله وبغض الله ورسوله
وهذا من نوع الهوى
فإن اتبعه الإنسان فقد اتبع هـواه
قال تعالى
{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ }
القصص:50
والمرء يلام على إتباع الهوى
أما إذا دافع الإنسان هواه فإنه يؤجر على ذلك
إن شاء الله
قال تعالى
{ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ
فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}
(ص26)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
ثلاث منجيات
خشية الله تعالى في السر و العلانية
و العدل في الرضا و الغضب ، والقصد في الفقر والغنى
و ثلاث مهلكات
هوى متبع ، و شح مطاع ، و إعجاب المرء بنفسه (1)
" فكل من خالف أمر الله
وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم
وهو يعلم ذلك فقد إتبع هواه وضل عن سبيل الله
قال تعالى
{ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}
القصص:50
وبقدر معصية العبد وإعراضه واتباعه لهواه يناله الذل
والخزي في الدنيا
ويناله العذاب يَوْمَ القِيَامَةِ
وهذه سنة الله التي لا تتخلف ولا تتبدل
قال تعالى
{ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ}
(النجم28)
ويقول ابن القيم رحمه الله
والعبد إذا اتبع هواه فسد رأيه
ونظره فأَرَتْهُ نفسُه الحسنَ في صورة القبيح
والقبيحَ في صورة الحسن
فالتبس عليه الحق بالباطل ؛
فأنّى له الانتفاع بالتذكر أو بالتفكر أو بالعظة
ويقول ابن تيمية رحمه الله
والإنسان خُلق ظلوماً جهولاً،فالأصل فيه عدم العلم
وميله إلى ما يهواه من الشر
وقد جاء ذم إتباع الهوى
في القرآن الكريم العظيم في آيات كثيرة
بل ووصف الله أهل تلك الصفة بأسوأ الأوصاف
فقال عز وجل في من اتبع هواه
ماذا يدل هذا الجواب
( إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم و فروجكم
و مضلات الهوى )(2)
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام
(كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق
والأعمال والأهواء)(3)
الرسول المؤيَّد بالوحي يدعو الله تعالى بهذا الدعاء الجامع الحار
يسأله الهداية لما اختلف فيه من الحق
(سألت عائشة بم كان يستفتح النبي صلى الله عليه وسلم
صلاته إذا قام من الليل
قالت كان يقول اللهم رب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل
فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة
أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك
إنك لتهدي إلى صراط مستقيم) (4)
أي: الزيادة فيها والثبات عليها
فكل ناشد للحق أولى بهذا الدعاء
فما أحوجنا أن نتجرد في طلبنا للحق وأن ندور معه حيث دار
وأن ننصره حيث كان ومن أي جهة صدر
فإنه وربي من علامة الصدق والإخلاص
الراوي: قطبة بن مالك الثعلبي المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3591
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(4)
الراوي: أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف المحدث: الألباني
المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1124
خلاصة حكم المحدث: حسن