فهـذه الكلمـة تشـمل علـى شـقين :
نفـي و إثبـات ،
ولا يتـم التوحيـد إلا بالنفـي والإثبـات جميعًـا،
فنثبـت أنـه واحـد ، وننفـي عنـه
الشـريك والمثيـل سـبحانه .
***
" أشـهد أن لا إله إلا الله ، وأشـهد أن
محمـدًا رسـول الله " ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
لا يدخـل العبـد فـي الديـن إلا بهمـا .
* عـن ابـن عمـر أن رسـول الله ـ صلى الله عليه
وعلى آله وسلم ـ قـال :
" أُمـرتُ أن أقاتـلَ النـاسَ حتـى يشـهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمـدًا رسـول الله ويقيمـوا الصـلاة ويؤتـوا الزكـاة ، فـإذا فعلـوا ذلـك عصمـوا منـي دماءهـم وأموالهـم إلا بحـق الإسـلام وحسـابهم علـى الله " .
فتح الباري بشرح البخاري / ج : 1 / ( 2 ) ـ كتاب : الإيمان / ( 17 ) ـ باب :
فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم / حديث رقم : 25 / ص : 104
***
" أشـهد " : بمعنـى أقـر بقلبـي ناطقًـا بلسـاني ،
لأن الشـهادة نطـق وإخبـار عمـا فـي القلـب .
واختيـرت الشـهادة دون الإقـرار ؛ لأن الشـهادة أصلهـا
مـن شـهود الشـيء ؛ أي : حضـوره ورؤيتـه ؛ فكـأن
هـذا المخبِـر عمـا فـي قلبـه الناطـق بلسـانه ؛
كأنـه يشـاهد الأمـرَ بعينـه .
شرح العقيدة الواسطية / للشيخ العثيمين / ج : 1 / ص : 42
معنـى شـهادة أن محمـدًا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
تجريـد المتابعـة لـه صلـى الله عليه وعلـى آله وسـلم ، هـذا هـو المعنـى المجمـل .
أمـا المعنـى المفصـل فهـو :
التصديـق الجـازم مـن صميـم القلـب المواطـئ
لقـول اللسـان بـأن محمـدًا عبـده ورسـوله
إلـى كافـة النـاس إنسـهم وجنِّهـم ،
قـال تعالـى :
" يَـا أَيُّهَـا النَّبِـيُّ إِنَّـا أَرْسَـلْنَاكَ شَـاهدًا
وَمُبَشِّـرً وَنَذِيـرًا * وَدَاعِيًـا إِلَـى اللهِ بِإِذْنِـهِ
وَسِـرَاجًا مُّنِيـرًا "
سورة الأحزاب / آية : 45 ، 46 .
· والعمـل بمقتضـى ذلـك بتصديقـه فـي جميـع مـا أخبـر بـه مـن أنبـاء مـا قـد سـبق وأخبـار مـا سـيأتي وفيمـا أحـل مـن حـلال ، وحـرَّم مـن حـرام ، والامتثـال والانقيـاد لمـا أمـر بـه ، والكـف والانتهـاء عمـا نهـى عنـه .
*****
مستخلص
المراد بالشهادتين نفي الألوهية عما سوى الله وإثباتها
لله تعالى مع الإقرار برسالة نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم .
قال الله تعالى: