ملتقى قطرات العلم النسائي
 
 

الـــمـــصـــحـــــف الـــجـــامـــع
مـــصـــحـــــف آيـــــات
موقع الدرر السنية للبحث عن تحقيق حديث

العودة   ملتقى قطرات العلم النسائي > ::الملتقى العام:: > ملتقى عام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-16-2016, 07:03 PM
الصورة الرمزية أم سليمان
أم سليمان أم سليمان غير متواجد حالياً
مشرفة ملتقى البراعم والأسرة المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 458
الصلح خير

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
الصلح خير
إنَّ اختلافَ الناسِ وتفاوُت مدارِكهم ورغباتهم وطبائعهم لَبعيدُ الشُّقَّة،
مع أنهم من أبَوين اثنين، وهو في الحقيقة مثارُ امتحانٍ بالغِ الجَدوى،
كما قال سبحانه: {
وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} [الفرقان: 20].




ثم إن في الناسِ الحليمَ المُتأنِّي المُحتفظَ برجاحة الفِكرِ وسماحة الخُلُق،
فلا يحمَى من قليلٍ يسمعُه فيُوقِعُه في كثيرٍ يكرهُه.




وإن في الناسِ الطائشَ الأهوَج، والغِرَّ المأفون، وضيِّقَ العَطَن الذي تستخِفُّه التوافِه فيحمَقُ
على عجَلٍ، ويكونُ لسانُه وفعلُه قبل قلبه وعقله.

والمؤمنُ الكبيرُ من هؤلاء إنما هو مُصلِحٌ عظيم، يجمعُ ولا يفرِّق، ويصلِح ولا يُفسِد،
ويُفيضُ من أناته على ذوي النَّزَق والشِّقاق حتى يُلجِئَهم إلى الخيرِ إلجاءً، فيُطلِقُ الناسُ
ألسنتَهم له بالدعاء والثناء الحسَن لكونه مُصلِحًا بين الفُرَقاء.

الصُّلحُ نهجُ قويم، ومنارٌ لكلِّ تائهٍ في مهامِهِ الخُصومةِ، الصُّلحُ جائزٌ بين المسلمين
في الحقوق، وواجبٌ لنزعِ فتيلِ التباغُض والتدابُر، به يقرُبُ البعيد، ويتَّسِعُ المضيق.


وبئسَ الخَصمان اللذان يستكبِران أن يُصلِح بينهما رسولُ الهدى -صلوات الله
وسلامه عليه-، والله -جل وعلا- يقول:
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا
شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
} [النساء: 65].

بالصُّلح يُرفعُ الفهمُ الخاطِئ بإحلالِ الفهمِ الصحيحِ.
وبالصُّلح يعظُمُ الأجرُ، ويُمحَى الوِزر.
بالصُّلح بين المُتخاصِمَين يصلُح حالُ الأسرة التي يصلُح بسببها المُجتمع، ثم الأمةُ بأسرِها.
ولن يتأتَّى ذلك كلُّه إلا إذا وُجِد العزمُ الصادقُ، والنيةُ الخالصةُ في الإصلاح من قِبَل
المُصلِح والمُتخاصِمَيْن جميعًا؛ لأن الله -جل وعلا- علَّق تمام التوفيق في الإصلاح بحُسن
الإرادة، كما قال -سبحانه-:
{إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]، ومفهومُ
المُخالفة في ذلك: أنه إذا لم تكن إرادةُ الإصلاح حاضرةً لدى المُصلِح والمُتخاصِمين فشتَّان
ما بينهم وبين التوفيق.


وقد تقدَّم للحسن البصري -رحمه الله- خصمان من ثقيفٍ، فقال الحسن: "وأنتما أيضًا في
أسنانكما وقرابتكما تختصِمان؟!". فقالا: يا أبا سعيد! إنما أردنا الصُّلح. قال: "نعم إذًا، فتكلَّما"
، فوثَبَ كلُّ واحدٍ منهما على صاحبه بالتكذيب، فقال الحسن: "كذبتُما وربِّ الكعبة،
ما الصُّلح أردتُما؛ لأن الله -جل وعلا- يقول:
{إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]".

ألا فاتقوا الله، وكفى خُصوماتٍ وتدابُرًا، لا سيَّما فيما هو من تفاهات الأمور وسفسَافها،
{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40].






لفضيلة الشيخ/ سعود الشريم -حفظه الله-


__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الساعة الآن 09:27 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir
Powered & Developed By Advanced Technology