بل تقدمني كثير من الرسل .
ويقال : ابتدع فلان بدعة ، يعني : ابتدأ طريقة لم يسبق إليها .
والابتداع على قسمين :
ابتداع في العادات كابتداع المخترعات الحديثة ،
وهذا مباح ؛ لأن الأصل في العادات الإباحة .
وابتداع في الدين ، وهذا مُحرَّم ؛ لأن الأصل فيه التوقيف ،
*قال أبو داود في سننه
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّازُ،قال: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، ح
و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ،قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ
الْمَخْرَمِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- صلى الله عليه وسلم - :
" مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ "
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب السنة /باب في لزوم
السنة /حديث رقم : 4606 / التحقيق : صحيح
فهنيئـًا لمـن وفَّقَـهُ اللهُ فـي عبادتـه لاتِّبـاع سـنة نبيـه
ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، ولم يخالطهـا ببدعـةٍ ،
إذن ؛ فَلْيُبْشِـرْ ويرجو أن يتقبـل الله عـز وجـل لعبادته،
وإدخالـه إيـاه فـي جنتـه .
جعلنـا اللهُ مـن المتبعيـن للسـنن كيفمـا دارتْ ،
والمتباعديـنَ عـن الأهـواء حيثمـا مالـتْ ؛ إنـه
خيـر مسـئول ، وأعظـم مأمـول
يحـاول تيـار البـدع والضـلال ، أن يسـوق الأمـة
الإسـلامية بعصـاه ليلقـي بهـا فـي مهـاوي
الضيـاع والفنـاء .
وهـذا التيـار منـع الأمـة الإسـلامية مـن العـودة
إلـى الطريـق الصحيـح ، الـذي أرشـدنا إليـه
النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مصداقـًا
لقـول الله عـز وجـل :
{ قُـلْ هَـذِهِ سَـبِيلِي أَدْعُـو إِلَـى اللهِ عَلَـى بَصِيـرَةٍ أَنَـاْ
وَمَـنِ اتَّبَعَنِـي وَسُـبْحَانَ اللهِ وَمَـا أَنَـاْ مِـنَ الْمُشْـرِكِينَ } .
سورة يوسف / آية : 108 .
وهـذا الطريـق القويـم لا يمكـن العـودة إليـه إلا
بالعـودة إلـى كتـاب الله عـز وجـل ، وسـنة نبينـا
صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بفهـم السـلف الصالـح
رضـوان الله عليهـم .
ورحـم الله القائـل :
العلـم قـال الله ، قـال رسـوله قـال الصحابـة
ليـس خُلـف فيـه .
ومـا هـذه الفوضـى التـي انتشـرت بيـن النـاس ،
فأصبحـوا فـي حيـرة وضيـاع وتيـه وغمـوض
وارتجـال بيـن السـنة والبدعـة ، إلا لأنهـم أرادوا أن
يقيمـوا ديـن رب العالميـن ، وينصـروه بغيـر طريـق
السـلف الصالـح .
فهـذه لفتـة ناصـح للتشـمير عـن السـواعد ،
والاسـتعانة بالله ،لتعلـم ديـن الله كمـا تعلمـه
السـلف الصالـح .