بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وبعد :
قوله تعالى: {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً} ، وصف في
هذه الآية الكريمة ظل الجنة بأنه ظليل، ووصفه في
آية أخرى بأنه دائم، وهي قوله: {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا}
[13/35]، ووصفه في آية أخرى بأنه ممدود،
وهي قوله: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [56/30]، وبين في
موضع آخر أنها ظلال متعددة، وهو قوله:
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ} الآية [77/41].
وذكر في موضع آخر أنهم في تلك الظلال متكئون
مع أزواجهم على الأرائك وهو قوله: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ
فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} [36/56]،
والأرائك: جمع أريكة وهي السرير في الحجلة،
والحجلة بيت يزين للعروس بجميع أنواع الزينة،
وبين أن ظل أهل النار ليس كذلك بقوله:
{انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ, انْطَلِقُوا إِلَى
ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ, لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ}
[77/30،29]، وقوله:
{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ, فِي
سَمُومٍ وَحَمِيمٍ, وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ, لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ}
[56/44،41].- أعاذنا الله منها -
تفسير سورة النساء ـ للإمام الشنقيطي رحمه الله
منقول