وأن المصائب كلما استحكمت واشتدت فإن الفرج قريب وأن ما أصابكِ قد يكون رفعة في درجاتكِ وتكفير الذنوب حينها.. سيزيد إيمانكِ...وينشرح صدركِ وتتذوقين السعادة الحقيقية لأنكِ فوضت أمركِ لله وصبرتِ واحتسبتِ الأجر عند الله وعلمتِ علم اليقين أن هذه المصائب وهذا الوضع الذي أنتِ فيه قد أختاره الله لكِ..وهو ابتلاء من الله أما.. إن جزعتِ وسخطتِ.. فليس لك إلا الإثم ..وضيق الصدر
لذلك أعلمي أختي الكريمة أن الراحة في الحقيقة هي راحة النفس واطمئنانها مهما كانت المصائب كبيرة..ومهما كانت الظروف صعبة
فانظري وتأملي واقرئي في سير الأنبياء والعلماء والصالحين والصالحات
تجدي أنهم مروا في محن وابتلاءات..وضيق في العيش وظلم من الناس
ومع ذلك عاشوا في سعادة وحياة طيبة فاقت ما عليه الملوك والأمراء وأصحاب الأموال
قال الله تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }(3) ( أختي وفقك الله ) مهماحصل لك في هذه الحياة .. من ضيق في العيش أو كثرة للمشاكل. أو تسلطٍ عليك من قريب أو قريبة أو زوجة أب. أو تأخر في الرزق أو مرض مزمن
أو ظلم ممن حولك. أو شقاوة أولاد. أو قلة توفيق. أو تسلط زوج. أوحرمان من حق. أو...أو.... من مصائب الدنيا وأكدارها.
فاحذري ثم احذري
أن تكون هذه الأشياء عائق لك من التقدم إلى الأمام وإلى الأفضل
بل احرصي على فعل كل ما ينفع نفسك
من إحراز النجاحات والإبداعات..وتقديم الخير للغير
وعمل ما يرفع درجاتك عند ربك
وإياك أن يذهب يومك بالتفكير فيما مضى أو بكثرة الهم في ما أنت فيه
فيضيع عليك الوقت ..ويذهب عنك الناس
وأنت لا زلت في مكانك..قد سيطر عليك الخمول
وإنما عليك أن تعيشي يومك..لأن أمس ذهب بما فيه وغدا في الغيب
أما اليوم فأنت تعيشين فيه
فافتحي صفحة جديدة..وليكن يومك أحسن من أمسك
وتعايشي مع ما أنت فيه قدر المستطاع..وحاولي التناسي
واستعيني بالله وتوكلي عليه ثم افعلي الأسباب
وكوني واثقة به سبحانه وتعالى وأنه سيغير حالك إلى الأحسن وليكن التفاؤل عنوانك..والهمة العالية طريقك
( ولهذا فإن العبد المؤمن الموفَّق لا يزال يسعى في حياته بتحقيق أمرين عظيمين ومطلبين جليلين
الأول: تقوية الإيمان وفروعه والتحقق بها علماً وعملاً
والثاني: السعي في دفع ما ينافيها وينقضها أو ينقصها
من الفتن الظاهرة والباطنة
ويداوي ما قصَّر فيه من الأول وما تجرّأ عليه من الثاني
بالتوبة النصوح وتدارك الأمر قبل الفوات
والإقبال على الله جلّ وعلا إقبالا صادقاً بقلب منيب
ونفس مخبتة مطمئنة مقبلة على الله ترجو رحمة الله وتخاف عقابه)
من مقال تجديد الإيمان للشيخ عبد الرزاق البدر هنا
______________
(1) الطلاق 2-3
...
(2) الراوي: ابن الديلمي المحدث: الألباني
المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 62
خلاصة حكم المحدث: صحيح
...
(3) النحل97