{ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا} أي طريقاً بالإيمان به ، وتصديقه واتباعه.
{يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا } وهو الشيطان الإنسي أو الجني، { خَلِيلا } أي حبيباً مصافياً ، عاديت انصح الناس لي، وأبرهم بي، وارفقهم بي، وواليت أعدى عدو لي، الذي لم تفدني ولايته ، إلا الشقاء والخسار والخزي، والبوار.
{لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي } حيث زين له، ماهو عليه من الضلال ، بخدعه وتسويله.
{وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا } يزين له الباطل، ويقبح له الحق، ويعده الأماني، ثم يتخلى عنه، ويتبرأ منه ، كما قال لجميع أتباعه ، حين قضي الأمر، وفرغ الله من حساب الخلق قال تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
سورة إبراهيم - 22
فلينظر العبد لنفسه وقت الإمكان ، وليتدارك الممكن قبل أن لايمكن ، وليُوالِ من ولايته، فيها سعادته ، وليُعادِ من تنفعه عداوته، وتضره صداقته. والله الموفق.
منقول