قال : فَاَمَّا الفَتْحَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَة لِلنَّصْبِ في ثَلاُثَةِ مَوَاضِعَ : فِي الاِسْمِ الْمُفْرَدِ ، وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ ، وَالْفِعْلِ الْمُضَارِعِ إِذَا دَخَلَ عِلَيْهِ نَاصِبٌ ، وَلَمْ يَتَّصِلُ بِآخِرِهِ شَيْءٌ. أقول تكون الفتحة علامة على أن الكلمة منصوبة في ثلاثة مواضع ، الموضع الأوَّل: الاسم المفرد ، والموضع الثاني ، جمع التكسير ، والموضع الثالث : الفعل المضارع الذي سَبَقَهُ ناصب ، ولم يتصل بآخره ألفُ اثنين ، ولا واو جماعة ، ولا ياء مخاطبة ، ولا نون توكيد ، ولا نون نسوة . أما الاسم المفرد فقد سبق تعريفه، والفتحة تكون ظاهرة على آخره في نحو" لقيتُ عَلِيًّا " ونحو "قَابَلْتُ هِنْداً" فَعليًّا ، وهندًا : اسمان مفردان ، وهما منصوبان لأنهما مفعولان ، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة ، والأول مذكر والثاني مؤنث ، وتكونُ الفتحةُ مُقَدَّرَةً نحو : لَقِيتُ الْفَتى " ونحو " حَدَّثْتُ لَيْلَى " فالفَتى وَلَيْلَى : اسمان مفردان منصوبان ؛ لكون كلِّ منهما واقع مفعولاً به ، وعلامة نصبهما فتحة مقدرة على الألف منع ظهورها التعذر ، والأول مذكر والثاني مؤنث . وأما جمعُ التكسيرِ فقد سبقَ تعريفُهُ أيضًا،والفتحةُ قد تكونُ ظاهرةً على آخرِهِ ، نحو " صَاحَبْتُ الرِّجَالَ " ونحو " رَعَيْتُ الْهُنُودَ " فالرجال والهنود جَمْعَا تكسير منصوبانِ ، لكونهما مفعولين، وعلامة نصبهما الفتحة الظاهرة ، والأول مذكر ، والثاني مُؤَنث ، وقد تكون الفتحة مقدرة ، نحو قوله تعالى"وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى "ونحو قوله تعالى"أَنْكِحُوا الأيَامَى "فَسُكَارَى و الأيَامَى : جَمْعَا تكسير منصوبانِ؛ لكونهما مفعولينِ، وعلامة نصبهما فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . وأما الفعلُ المضارعُ المذكورُ فنحو قوله تعالى"لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ "فنَبْرَحَفعل مضارع منصوب بلَنْ ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وقد تكون الفتحة مقدرة ، نحو " يَسُرُّنِي أن تَسْعَى إلى المَجْدِ " فتسعى : فعل مضارع منصوب بأنْ ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . فإن اتصل بآخر الفعل المضارع ألف اثنين ، نحو " لَنْ يَضْرِبَا " أو واو جماعة نحو" لَنْ تَضْرِبُوا " أو ياء مُخَاطَبة ، نحو " لَنْ تَضْرِبِي " لم يكن نصبه بالفتحة ، فكُلٌّ من " تَضْرِبَا " و " تَضْرِبُوا " و " تَضْرِبِي " منصوب بلَنْ ، وعلامة نصبه حذف النون، والألف أو الواو أو الياء فاعل مبني على السكُون في محل رفع ، وستعرف توضيح ذلك فيما يأتي . وإن اتصل بآخره نون توكيد ثقيلة ، نحو " والله لَن تَذْهَبَنّ" أو خفيفة " والله لَنْ تَذْهَبَنْ " فهو مبني على الفتح في محل نصب . وإن اتصل بآخره نون النسوة ، نحو " لَنْ تُدرِكْنَ المَجْدَ إلاَّ بالْعَفَافِ " فهو حينئذ مبني على السكون في محل نصب. تدريبات: استعمل الكلمات الآتية في جمل مفيدة، بحيث تكون منصوبةً؟ الحقل، الزَّهْرة، الطلاَّب، الأُكْرَة، الحديقة، النهر، الكتاب، البستان، القلم، الفرس، الغلمان، العَذارى ، العصا، الهُدى، يشرب، يرضَى، يَرْتَجي، تسافر. *ضعْ في كل مكان مِنَ الأمكنةِ الخاليةِ في العبارات الآتية اسمًا مناسبًا منصوبًا بالفتحةِ الظاهرةِ، واضبطْهُ بالشكلِ؟ أ) إنَّ.... يعطفون على أبنائهم. ب) أطِع.... لأنَّه يهذبك ويثقفك. ج) احترمْ... لأنها ربَّتْك. د) ذاكر.... قبل أن تحضرها. هـ) أدِّ..... فإنَّك بهذا تخدم وطنك. و) كُن... فإنَّ الجبن لا يؤخِّر الأجل. ز) الْزم... فإنَّ الهذر عيب. ح) احفظْ... عن التكلم في الناس. ط) إنَّ الرجل... هو الذي يؤدِّي واجبه. ي) مَن أطاع.... أوردَه المهالك. ك) اعمل... ولو في غيرِ أهله. ل) أحسن... يرضَ عنك الله.
أسئلة
في كم موضع تكون الفتحة علامة على النصب ؟ مثّل للاسم المفرد المنصوب بأربعة أمثلة : أحدها للاسم المفرد المنصوب بالفتحة الظاهرة ، وثانيها للاسم المفرد المنصوب بفتحة مقدرة ، وثالثها للاسم المفرد المؤنث المنصوب بالفتحة الظاهرة ، ورابعها للاسم المفرد المؤنث المنصوب بالفتحة المقدرة. مَثِّل لجمع التكسير المنصوب بأربعة أمثلة مختلفة،متى يُنْصَبُ الفعل المضارع بالفتحة ؟ مثّل للفعل المضارع المنصوب بمثالين مختلفين . بماذا يُنْصبُ الفعل المضارع الذي اتصل به ألف اثنين ؟ إذا اتصل بآخر الفعل المضارع المسبوق بناصب نُونُ توكيد فما حكمه ؟ مثّل للفعل المضارع الذي اتصل بآخره نون النسوة و سَبَقَه ناصِبٌ مع بيان حكمه .
*في كم موضِع تنوب الألِفُ عن الفتحة؟مَثِّل للأسماء الخمسة في حالِ النصب بأربعة أمثلة؟
*****
« نيابة الكسرة عن الفتحة »
قال :وَأَمَّا الْكّسْرَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِلنَصْبِ في جَمْعِ المُؤَنَثِ السَّالِمِ وأقول: قد عرفتَ فيما سبق جَمْعَ الْمُؤَنَّثِ السالمِ ، والآن نخبرك أنه يمكنك أن تستدلَّ على نصبِ هذا الجمعِ بوجودِ الكَسْرَةِ في آخرهِ ، وذلك نحو قولك " إِنَّ الْفَتَيَاتِ الْمُهَذَّبَاتِ يُدْرِكْنَ الْمَجْدَ " فكُلٌّ من " الفتياتِ" و " المهذباتِ" جمعُ مؤنثٍ سالمٌ ، وهما منصوبان ؛ لكون الأول اسْمًا لأِنّ ، ولكون الثاني نعتًا للمنصوب ، وعلامة نصبهما الكَسْرَة نيابة عنِ الفتحةِ. وليس للكَسرةِ موضعٌ تنوب فيه تنوب فيه عنِ الفتحةِ سوى هذا الموضع .
تمرينات
1ـ اجمع المفردات الآتَيةَ جمعَ مؤنثٍ سالمًا وهي : العاقلة ، فاطمة ، سُعْدَى ، المُدرِّسَة ، المهذَّبة ، الْحمَّام ، ذكرى . 2ـ ضع كلَّ واحدٍ من جموعِ التأنيثِ الآتيةِ في جملةٍ مفيدةٍ ، بشرط أن يكون في موضع نصبٍ ، واضبطه بالشكل ، وهي : العاقلات ، الفاطمات ، سُعْدَيات ، المُدَرِّسَاتُ ، اللهَوَات ، الْحَمَّامَات ، ذِكْرَيَات . 3ـ الكَلِمَات الآتية مُثَنَّيَات ، فَرُدَّ كلَّ واحدة منها إلى مفردها ، ثم اجمع هذا المفرد جمع مؤنث سالمًا ، واستعمل كل واحد منها في جملة مفيدة ، وهي: الزينبان ، الْحُبْلَيَان ، الكاتبتان ، الرسالتان ، الحمراوان