وبات بمنى أيام التشريق حتى يكتمل له نسكه
ورمى الجمار الصغرى والوسطى والكبرى
فيها اقتداء بإبراهيم الخليل عليه السلام
ثم جعل أخر عهده بالبيت طواف الوداع
امتثلا لأمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم
" لا ينفرن أحدكم حتى يكون أخر عهده بالبيت"(1)
رواه مسلم
فالحج مناسك ومشاعر
يعيشها الإنسان المسلم متقلباً في عبودية الله
بين امتثال أمره وتطبيق شرعه
وإتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
في أداء مناسك الحج القائل
" خذوا عني مناسككم" (2)
وبين ذكر الله والابتهال إليه
فالحاج من حين أن يحرم إلى أن يرمي جمرة العقبة
وهو يهل بالتوحيد
" لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"
كذلك هو يتقلب بين المناسك يدعوا الله ويلتجئ إليه
ففي عرفة الموقف العظيم, وفي مزدلفة المشعر الكريم
الذي ما وفق أحد للدعاء فيهما فرُدَّ كما قال أهل العلم
كذلك في طوافه وسعيه بين الصفا والمروة
مواطن لدعاء الله والالتجاء إليه
وبين رميه للجمار مواطن للدعاء كذلك
فكل الحج بمشاعره ومناسكه موطن للذكر والدعاء
{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ
فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ } (27:الحـج)
وقال تعالى: { وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ }
(203:البقرة)
ثم جعل الله ختام المناسك الأمر بذكر الله أشد الذكر
فقال سبحانه:{ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ
فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا }
(200:البقرة)
وإنما أمر الله بهذا بعد الحج
يتـــبع
~~~
(1)الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1327
خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(2)الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7882
خلاصة حكم المحدث: صحيح