السنة تناول الشراب على ثلاثة أنفاس
السنة تناول الشراب على ثلاثة أنفاس
ذكرتم حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
أنه قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يتنفس في الإناء ثلاثاً عند الشرب ،
وكان يقول :
( هو أهنأ وأمرأ وأبرأ )
رواه مسلم في صحيحة
وقال ابن القيم في " زاد المعاد "
معلقاً على هذا الحديث :
" إن المقصود بالتنفس أن يزيح الشخص الإناء من فيه
ثم يتنفس خارجاً ، ثم يعاود الشرب "
فالذي أفهمه من هذا كله أن الإنسان يرشف رشفة ثم يتنفس
ثم يرشف ثم يتنفس ، ثم يرشف ثم يتنفس
ثم يتوقف عن الشرب
فهل فهمي هذا صحيح ؟
الجواب :
الحمد لله
الحديث المقصود في السؤال
هو ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا
وَيَقُولُ : إِنَّهُ أَرْوَى ، وَأَبْرَأُ ، وَأَمْرَأُ )
رواه مسلم (رقم/2028)
وتفسير أهل العلم لهذا الحديث
هو أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يحب أن يشرب ما يحتاجه من الماء
على ثلاث دفعات
فيشرب جزءا ، ثم يبعد الإناء عن فمه ليتنفس
ويخرج زفيره خارج الإناء
ثم يعود فيشرب جزءا آخر ، ثم يبعد الإناء
عن فمه الشريف صلى الله عليه وسلم
ليأخذ نفسا ثانيا كما فعل في المرة الأولى
ثم يعود ليشرب الجزء الثالث حتى يرتوي
ويأخذ حاجته من الشراب
فقول أنس رضي الله عنه
في وصف شرب
النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان
( يَتَنَفَّسُ فِي الشَّرَابِ ثَلَاثًا )
يعني أنه كان يتنفس أثناء الشراب
لكن إخراج هذا النفس إنما يكون خارج الإناء
كما بين ذلك الإمام النووي رحمه الله
ثم فسر رحمه الله معاني كلمات الحديث الأخرى فقال
( أروى ) من الرِّي : أي : أكثر رِّيا
( وأبرأ ) أي : أبرأ من ألم العطش
وقيل : ( أبرأ )
أي : أسلم من مرض أو أذى يحصل بسبب الشرب في نفَس واحد .
( وأمرأ ) أي : أجمل انسياغا
" شرح مسلم " (13/199)
|