الموضوع: كنوز الإجازة
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-24-2012, 05:05 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي

وملاقاة الخطوب والأخطار بمثل هذه المتاعب والآلام
حفظ الدين في صدور الأفذاذ ونشأت أجيال صالحة في المجتمعات
، وفي مقابل هذا الكفاح المرير من الآباء لإخراج أبناء صالحين
أصبحوا منارات في الإسلام فرط بعض الآباء في إصلاح أبنائهم
في ديار الإسلام ولم يكتفوا بإهمال تربيتهم في دورهم
بل عرضوهم للفتن بالسفر إلى بلاد غير المسلمين زعماً منهم
أنهم بذلك يكافؤنهم أو يكرمونهم أو يفرحونهم
أما علم أولئك أن في السفر إليهم تعرضاً للمهالك
وقد يقعون فريسة الإنحراف في الملذات والشهوات
وانحطاط الأخلاق والسلوك والبعد عن القيم والمروءات
في الرحلة إلى هناك
يضعف جانب الولاء والبراء والعداء للأعداء
لا يسمع للأذان نداء ولا للشريعة حكماً
ولا للمعروف أمراً ولا للمنكر نهياً

، الشاب هناك عرضة للتأثر بمحاكاة الكفار
في المآكل والمشارب
والهيئات، ترى أخلاق منحطة وسلوكيات معوجة وسفور وتبرج
تزين للرذيلة ودعوة للجريمة
وفي المال بعثرة له وتبذير ما جمع على مدار العام
يزج به في أرصدتهم في ثنايا أيام.

إن أعداء الله لا يرقبون في المؤمن إلاً ولا ذمة نظرتهم
إلى دينك نظرة عداء مستحكم وإن تظاهروا بالمودة واصطنعوا
حميد الأخلاق
يقول جل وعلا
( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ )
[آل عمران:118]
ورؤيتهم لمالك نظرة حسد وازدراء يحسدونك
على ما أنعم الله عليك من النعماء يتمنون تحولها عنك في الحال
يقول تعالى
(مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ
أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ )[البقرة:105]

يقول الله تعالى: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً) [الطارق:15]

فما جريرة الناشئ يتعرض لمخاطرهم ويبصر معابدهم وأشربتهم المعفنة
وأخلاقهم الهابطة وقد يتأثر بمعتقدات باطلة
فأحلل وثاق حقائب سفرك واعدل عن قرار رحلتك
ولا تستجيب لداعي الهوى والشيطان
فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
واجعل وجهتك إلى كعبة الله المشرفة
وأد فيها عمرة وصلّ في مسجد خير الورى عليه الصلاة والسلام
فصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه
فالعناية بالأبناء مسلك الأخيار وطريق الأبرار
وإن حسن نشأة الأولاد مرتبط باستمساك الوالدين بالدين
وكلما استقام الوالدان كان الأبناء بمنجاة من عوامل الضياع
وأسباب الضلال وأنت السعيد بصلاحهم في دنياك وأخراك.

ومنهم من يعود يأنف
من العيش في ظل المحافظة والستر وأحكام الإسلام
، ولئن صان الأب من يعول بعين الرعاية والمحافظة فتوارد الفتن
على القلب ودرؤها لا يملكها البشر فيتطلع إلى تلك الديار
في مستقبل زمانه فتنشأ الأجيال على مواطأة أراضي الكفار
وتتعلق لوعة الإعجاب والإفتتان بهم
( لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (196)
مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ )
[آل عمران:197،196]

إن الكسل عن الفضائل بئس الرفيق وحب الدعة والراحة
يورث من الندم ما يربو على كل متعة
، فصاحب المجديّن المستيقظين للزمان وجانب المجالس الخاوية
واقرأ سيرة الأفذاذ واستزد من المعرفة بعلوم الشريعة
واغتنم حياتك النفسية واحتفظ بأوقاتك العزيزة
فحياتك محدودة وأنفاسك معدودة والعمر قصير
وما تبقى منه يسير وحصّن أهلك أمام تلاطم الفتن
بزاد العلم وانتق لصحبتهم الأخيار
واحرص على تربية البنين على الإيمان والتقوى
ففي حفظهم لكتاب ربهم والعمل به رفعة وعلو
وقد كان ابن عباس رضي الله عنهما يضع القيد في قدم عكرمة
لتعليمه الكتاب والسنة
وكافئ أبناءك على ما قدموا من صالح عمل يقول إبراهيم بن أدهم
قال لي أبي يا بني أطلب الحديث فكلما سمعت حديثاً
وحفظته فلك درهم
قال فطلبت الحديث على هذا والزمان أشرف
من أن يضيع منه لحظة
فمن قال فيه سبحان الله العظيم وبحمده
غرست له نخلة في الجنة
ومن أمضى يوماً من عمره في غير حق
قضاه أو فرض أداء أو خير أسسه أو علم
اقتبسه فقد عقّ يومه وظلم نفسه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبد المحسن القاسم
شبكة السنة النبوية وعلومها
هنا
~~~
(1)الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2417-خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(2) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6412-خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
__________________
[CENTER][IMG]http://store1.up-00.com/2014-12/1418387439583.jpg[/IMG]

[URL="http://katarat1.com/forum/showthread.php?t=757"]موسوعه صور بسمله وفواصل واكسسوار للمواضيع [/URL][/CENTER]
رد مع اقتباس