عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 01-03-2011, 08:40 PM
أمة الله أمة الله غير متواجد حالياً
مشرفه الملتقى عام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 741
كانت الصَّدمة الأخيرة متعدِّدة الأطراف،


فقد وجد فجْأة أنَّه بين مجموعةِ مساجد، الأوَّل لا يقبله لأنَّه يطلق لحيته ويصرُّ على اتِّباع السنَّة في سمته! والآخر لا يقْبله لأنَّه ينكِر عليهِم تصدُّرهم للدعوة بغير علم! والثَّالث لا يقبله لأنَّه لا يقول بكُفْر المعيَّن بمجرَّد وقوعه في الكفر! والرَّابع لا يقْبله لأنَّه لا يجرح الدعاة! والخامس لا يقبله لأنَّه يُخالف فتاوى الشَّيخ الأستاذ بالمسجد![10]





وكلّ طائفة تُحاول جاهدة تصنيفه - ولا بدَّ من التَّصنيف عندهم جميعا!- فيسمع ممَّن ناقشه منهم بعد ذلك تهمًا عجيبة كانت تلصق به جزافًا، فكلّ القوم - ولو أنكروا ذلك - يَجرحون غيرهم ويُنْكِرون عليهم، ويعدِّلون من كان على نهجهم وجماعتهم!







فإذا ما حاول أن يُناقش أحدَهم - إلاَّ مَن رحم الله - وجد آذانا صمًّا وأعيُنًا عمْيًا، لا يرِدُون إلاَّ عن كبيرهم، ولا يشْربون إلاَّ من أحواضهم.








وإذا ما حاول أن يوصِّل إليهم دعوته في اتِّباع السنَّة، وأنَّ الخلاف ليس رحْمة،





أشاروا له جميعًا إشارة واحدة اتَّفقوا عليها جميعًا، رغْم أنَّهم اختلفوا فيما عداها.
اخرُج عنَّا، هيَّا ابتعد، لستَ منَّا ولسنا منك، ابْحث عمَّن تنتمي لهم، فإمَّا أن تكون معنا أو تكون ضدَّنا!
لكني مسلم!





ونحن مسلمون أيضًا؛ لكن لنا طريقُنا ولك طريقك، إمَّا أن تتعاوَن معنا على ما نَحن فيه بلا إنكار، وإمَّا أن تبحث عمَّن يوافقك؛ لأنَّنا لن نقبلَك وسنُعاديك ونُبغضك، فنحن لنا سبيلٌ لن نحيدَ عنْه.

أين الولاء؟ أنا مسلم!
.
.
.
ولو خالف سبيلُ جماعتِكم السنَّة وهدي الصَّحابة؟!










هذه فروع، ونحن لا نختلف في الأصول!






أي فروع وأي أصول؟ هل خلاف السنَّة فروع؟!





الأصول عندنا أنَّنا مسلمون،





وأنَّنا ننتمي إلى هذه الجماعة وهذا الشَّيخ، ونهجر ما عداها، والفروع كلّ ما عدا هذه الحقائق، فإذا أردتَ صُحْبَتَنا فلا تُنْكِر عليْنا شيئًا؛ فكلُّها عندنا فروع ثانويَّة!





ولماذا لا نتفق أن نوحِّد المصدر، نتَّبع الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا نقدِّم على رأيه رأي من سواه، فنكون جماعة واحدة، ولو اختلفْنا؟



..لاجدوى من النقاش!!!!






فلمَّا ضاق صدرُه عن الجدال، سكت على مضض وولاَّهم ظهرَه، ومضى في دعوتِه غيرَ مهتمٍّ، فما وجد حولَه ممَّن هم على دربِه إلاَّ قليلاً.





ومرَّت السِّنون وعرك صاحبُنا الحياة وبقِي - بفضْل الله - على ما عاهد نفسَه عليه من اتِّباع السنَّة، ونفض يدَه ممَّا عدا ذلك،





فكلُّ خيرٍ في اتِّباع مَن سلف، وكلّ شرٍّ في ابتِداع مَن خلف، وإنَّ الصَّحابة هم خير القرون، فلا يخالفهم ويتَّبع الظنون.

وحفظ حديث حذيفة[11]




فظلَّ على العهد والوعد: ((فاعتزِلْ تلك الفرق كلَّها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة، حتَّى يدركَك الموت وأنت على ذلك)).(ج)









فاتَّصل به يومًا أحد إخوانه قائلا في حيرة:





لماذا اختلفوا؟! وماذا أفعل؟! ولمن أنتمي؟








فابتسم في حنين ومرَّ أمامَه ما مضى من السنين، ثمَّ تنفَّس في عمق وقال:
الاختِلاف سنَّة كونيَّة لا سبيل لدَفْعِها، لكن أدِّ ما عليك، واتَّبِع السنَّة وحْدَها، ولو خالفك من في الأرض.






وانْتَمِ للرَّسول وجماعته ولو عاداك أهل الأرض؛ فالجماعة هي السنَّة ولو كنت وحدك.





و{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 161].


**************************
[10] ذكرت الأمور التي تعدُّ علمًا على هذه الجماعات، ولكن هناك أمور أخرى تخالف السنَّة لم أذكرها؛ لأنَّ المراد ليس نقدًا تفصيليًّا بل هو نقد جماعي للتعصُّب لأي كائنٍ وأيّ فئة، سوى السنَّة وجماعة المسلمين ككلّ.






[11] حديث حذيفة: كان النَّاس يسألون رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشَّرِّ؛ مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنَّا في جاهليَّة وشرّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم))، قلت: وهل بعد ذلك الشَّر من خير؟ قال: ((نعم، وفيه دخن))، قلت: وما دخنُه؟ قال: ((قوم يهدون بغير هدْيِي، تعرف منهم وتنكر))، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم، دعاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابهم إليها قذفوه فيها))، قلت: يا رسول الله، صفْهم لنا، قال: ((هُم من جلدتنا، ويتكلَّمون بألسنتنا))، قلت: فما تأمرُني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامَهم))، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلَّها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة، حتَّى يدركك الموت وأنت على ذلك))؛ متَّفق عليه
قلت: ومن عجيب لفظ الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - قوله: تلك الفرق، قبل أن يفترقوا!

منقول موقع الألوكة الشرعية بتصرف يسير


(ج)وفي رواية لمسلم قال يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس . قال حذيفة قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع
متفق عليه / حديث رقم 5382/مشكاة المصابيح/الألباني


**********************



ولمعرفة:
لماذا حصل الاختلاف في مسائل الفقه بين الأئمة؟ وهل يجب تقليد أحد المذاهب؟


تابعواهنا


رزقنا الله وإياكن أن نكون من الفرقة الناجية..

ماهم على سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وصحبه رضوان الله عليهم



آآآمين
رد مع اقتباس