الموضوع: قواعد_قرآنية
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 01-25-2024, 11:19 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,665
افتراضي

القاعدة الخامسة عشرة:

🔅 {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف:128]

📌هذه قاعدة من القواعد القرآنية المحكمة، التي تبعث الأمل في نفوس أهل الإيمان، وتملأ قلوبهم ثقةً ويقينًا.

ما أحوجنا ونحن نشاهد ما نشاهد -إنْ على المستوى الفردي أو الجماعي- أن نتأمل هذه القاعدة!

▪ ولنبدأ بالإشارة إلى المستوى الجماعي:

فإنّ أمّة الإسلام تمر منذ قرون بحالة من الضعف والتفرق وتسلط الأعداء على كثير من أبنائها، وهذه حالٌ تجعل بعض الناس من المنتسبين للإسلام قد يبحث عن موطئ قدم خارج دائرة الإسلام؛ فيذهب غربًا أو شرقًا؛ بحثًا عن مبادئ أخرى، ومذاهب مختلفة، لا تَمُت إلى الإسلام بصلة، بسبب شعوره البائس بهزيمة داخلية! ولِما تعانيه الأمة الإسلامية من تفرق وتشرذم! وفي الوقت ذاته: انبهاره بالتقدم المادي، وما يوجد في تلك البلاد من محاسن تتعلق بحقوق الإنسان، وغيرها من المجالات.

❗والمؤلم في أمثال هؤلاء: أنهم لم يروا من حضارة الشرق أو الغرب إلا الجانب الإيجابي والحسن، وعميت أبصارهم، أو تعاموا عن الجوانب المظلمة -وما أكثرها-! هذه الحضارة التي اعتنت بالجسد، وأهملت الروح، وعمرت الدنيا وخربت الآخرة، وسخّرت ما تملكه من أسباب مادية في التسلط على الشعوب المستضعفة، وفرض ثقافتها، وأجندتها على من تشاء!

💡ألا ما أحوج الدول الإسلامية، والجماعات الإسلامية -في بقاع الأرض- إلى أن يتدبروا هذه القاعدة جيدًا، وأن يتأملوا في العواقب التي جناها مخالفوا التقوى في الأنظمة والحكم والسلوك.

🔅ومَن تدبَّر مجيء قوله تعالى -على لسان موسى وهو يخاطب قومه المضطهدين عدة قرون-: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف:128]؛ ⇦عرف حاجة الدول والمجتمعات لتدبُّر هذه الآية جيدًا، وأن وعد الله لا يتخلف لمن اتقاه دولًا كانوا أو شعوبًا.

"من كتاب "قواعد قرآنية" - د.عمر المقبل (باختصار)".

ღ قوت القلوب
رد مع اقتباس