عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 06-04-2013, 05:47 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023

مجلس رقم 8
25 رجب 1434 هـ
ـ ذي النِّعَـمِ الواسـعةِ الغزيـرةْ والحِكَـمِ الباهـرةِ الكثيـرةْ
( النِّعَـمِ ) : جمـع نِعمـة ـ بكسـر النـون ـ وهـي :

المنفعـةُ المفعولـةُ علـى جهـة الإحسـان إلى الغيـر .
وأمـا النَّعمـة ـ بفتـح النـون ـ فهـي التنعُّـمُ .
( الواسـعة ) : مـن السَّعـة ، وهـي ضـد الضيـق .
( الغزيـرة ) : مـن الغزارة ، وهـي الكثـرة ضـد القِلـة .
ونعـم الله تعالـى موصوفـةٌ بهاتيـن الصفتيـن :
{ وَإِن تَعُـدُّواْ نِعْمَـةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَـا ... } .
سورة النحل / آية : 18 .
ـ لاَ تُحْصُوهَـا ـ : لسـعتها وكثرتهـا .
فهـذا بيـان لسـعة وكثــرة فضلـه وعطايـاه الشـاملة لجميـع خلقـه ، فـلا يخلـو مخلـوق مـن نعمِـهِ طرفـة عيـن ، ولا سـيّما الآدمـي ، فـإنَّ الله فضَّلـه وشـرّفه ، وسـخر لـه مـا فـي السـموات ومـا فـي الأرض ، وأسـبغ عليـه نعمَـه الظاهـرة والباطنـة ، ولا يمكـن تعـداد نعمـه لسـعتها وكثرتهـا .
قـال تعالـى : { وَإِن تَعُـدُّواْ نِعْمَـةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَـا إِنَّ اللهَ لَغَفُـورٌ رَّحِيـمٌ } . [ سورة النحل / آية : 18 ] .
ولكنـه تعالـى رضِـيَ مَـنْ شَـكَر نعمـه ، بالاعتـراف بهـا ، والتحـدث بهـا ، وصرفهـا فـي طاعـة الله ، وأن لا يسـتعان بشـيءٍ مـن نعمـه علـى معاصيـه .
( والحِكَـمِ ) : جمـع حِكْمـة ، وهـي : اسـم جامـع لكـل مـا يمنـع مـن الوقـوع فـي الخطـأ ، وذلـك بوضـع كـل شـيء فـي مكانـه المناسـب مـن جميـع الوجـوه ، وهـذا فـي حـق مـن لـه الكمـال المطلـق سـبحانه وتعالـى .
(الباهـرةِ ) : أي المدهشـة للعقـول لعظمتهـا ودقتهـا .
[ والحِكـم الباهـرة الكثيـرة ] يعنـي أن حكمـه تعالـى كثيـرة تبهـر العقـول ، وتتعجـب منهـا غايـة العجـب ، فـإن جميـع مخلوقاتـه ومأموراتـه مشـتملة علـى غايـة الحكمـة .
ومَـنْ نظـر في هـذا الكـون وعجائبـه وسـمائِه وأرضـه ، وشـمسه وقمـره ، وكواكبـه وفصولـه وحَيَوانِـهِ ، وأشـجاره ونباتـه ، وجبالـه وبحـاره ، وجميـع مـا يحتـوي عليـه ، رأى فيـه العجائـب العظيمـة ، ويكفـي الإنسـان نفسـه ، فإنـه إذا نظـر إلـى كـل عضـو مـن أعضائِـه علِـمَ أنـه لا يصلـح فـي غيـر مَحَلِّـهِ .
فـإذا أردت أن تكـون حكيمًـا ، فيجـب أن تفهـم هـذا ، وتضـع الأمـور فـي أماكنهـا ، كمـا يحـب الله ويرضـى ، وهـذا فضـل مـن الله ، قـال تعالـى :
{ يُؤتِـي الْحِكْمَـةَ مَـن يَشَـاءُ وَمَـن يُـؤْتَ الْحِكْمَـةَ فَقَـدْ أُوتِـيَ خَيْـراً كَثِيـراً ... } .
سورة البقرة / آية : 269 .

رسالة القواعد الفقهية / السعدي / ص : 6 / بتصرف . وشرحها
للدكتور / مصطفى كرامة مخدوم
.
oتعقيـــب :

ـــــــ
مـن حِكَـم الله مـا لا يدركـه العبـاد ، ولكـن المتقـرر عنـد أهـل الإيمـان قـولاً وعمـلاً واعتقـادًا أن أحكـام الله لهـا حِكـم ومصالـح ، وأن علـى العبـد الانقيـاد والتسـليم ـ للأحكـام الشـرعية ـ سـواء ظهـرت لـه الحكمـة أو لـم تظهـر لـه .
منظومة القواعد الفقهية ... / شرح : عُبيد الجابري

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 06-05-2013 الساعة 01:13 AM
رد مع اقتباس