عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 05-14-2013, 09:01 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,018



**( الحمـــدُ ) : هـو الثنـاء . وقـد بـدأ النظـم بالحمدلـة :
اتباعًـا للقـرآن ، فقـد بـدأ الله تعالـى كتابـه بسـورة الحمـد ـ ( الفاتحـة ) ـ .
وعمـلاً بالسـنة ، فقـد كـان صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم يفتتـح مواعظـه وخطبـه بالحمدلـة كمـا يؤخـذ مـن مجمـوع الروايـات ـ ( خطبـة الحاجـة ) ـ . ويقـوم مقـام الحمدلـة كـل مـا فيـه ثنـاء لله تعالـى ، كالبسـملة (1) ونحوهـا .
[ فقـد كـان النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يبـدأ رسـائله وكتبـه بالبسـملة بـدون حمـد ، فيقــول : بسـم الله الرحمـن الرحيـم مـن محمـد رسـول الله إلـى ... ؛ إلـى قيصـر عظيـم الـروم ونحـوه .


فـإذا كـان هنـاك مؤلـف وكتـاب ، فـإن كثيـرًا مـن أهـل العلـم رأوا أنـه يبـدأ بـه ـ أي بالكتـاب ـ بالأمريـن معًـا : البسـملة وحمـد الله تعالـى ، وأخـذوا هـذا مـن أنـه يجمـع الأمريـن معًـا ، كونـه رسـالة مكتوبـة ، وكونـه خطبـة ، لأنـه سـيقرأ بعـد ذلـك . قالـوا : وفيـه اقتـداء بكتـاب الله ـ عـز وجـل ـ فإنـه بـدأ بالبسـملة ، ثـم حمـده سـبحانه ] .

القواعد الفقهية ... / شرح : د . مصطفى كرامة مخدوم / بتصرف .
القواعد الفقهية ... / شرح : سعد بن ناصر الشثري / بتصرف .
( 1 ) بسم الله الرحمن الرحيم : " بسم الله " ؛ أي أبتدئ بكل اسم لله تعالى ، لأن لفظ " اسم " مفرد مضاف ، فيعم جميع الأسماء الحسنى .

" الله " : هو المألوه المعبود ، المستحق لإفراده بالعبادة ، لما اتصف به من صفات الألوهية ، وهي صفات الكمال . " الرحمن الرحيم " : اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء ...
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان / للسعدي / ص : 21 . تفسير الفاتحة .
فالبسملة إذا أُطلقت فهي تحوي الحمد .
* وصـف المحمـود بالوصـف الجميـل مـع محبتـه وتعظيمـه . [ فهـو الثنـاء علـى الله بصفـات الكمـال ، وبأفعالـه الدائـرة بيـن الفضـل والعـدل ، فلـه الحمـد الكامـل بجميـع الوجـوه ] . تفسير السعدي .
* وهـو سـبحانه يحمـد حمـدًا مطلقًـا ، أي حمـد اسـتحقاق ، لأنـه يسـتحق الحمـد لذاتـه . ( ال ) فـي " الحمـد " : للاسـتغراق ، أي اسـتغراق جميـع أنـواع المحامـد . ( الله ) : هـو المألـوه ، المعبـود المسـتحق لإفـراده بالعبـادة ، لمـا اتصـف بـه مـن صفـات الألوهيـة ، وهـي صفـات الكمـال . ولفـظ الجلالـة أعـرف مـن أن يُعـرَّف ، وهـو أصـل لجميـع الأسـماء الحسـنى والـلام فـي
" الله " : للجنـس المفيـدة للاسـتغراق ، فالمسـتحق للحمـد المطلـق هـو الله عـز وجـل ، والمختـص بـه هـو الله تعالـى .
ولهـذا كـان النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا أصابتـه السـراء قـال ( الحمـد لله الـذي بنعمتـه تتـم الصالحـات ) ، وإن أصابتـه ضـراء قـال : ( الحمـد لله علـى كـل حـال ) .
القواعد الفقهية ... / شرح : خالد الصقعبي / بتصرف .
* فعـن عائشـة قالـت : كـان رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا رأى مـا يحـبُّ قـال : " الحمـد لله الـذي بنعمتـه تتـمُ الصالحـاتُ " ، وإذا رأى مـا يكـره قـال : " الحمـد لله علـى كـل حـال " .
سنن ابن ماجه / ( المجلد الواحد ) / تحقيق الشيخ الألباني / ( 33 ) ـ كتاب : الأدب / ( 55 ) ـ باب :
فضل الحامدين / حديث رقم : 3803 / ص : 627 / حديث حسن .
ـ الفـرق بيـن الحمـد والشـكر : الحمـد متعلـق بالنعمـة والمصيبـة ، أمـا الشـكر فعلـى النعمـة فقـط . لـذا كـان صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم يحمـد الله علـى كـل حـال .
* فعـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ قالـت : كـان رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا رأى مـا يُحـب قـال : " الحمـد لله الـذي بنعمتـه تتـمُّ الصالحـات " ، وإذا رأى مـا يكـره قـال : " الحمـد لله علـى كـل حـال " .
سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 34 ) ـ كتاب : الدعاء /
( 55 ) ـ باب : فضل الحامدين / حديث رقم : 3803 / ص : 627 / حسن .
ـ الفــرق بيـن الحمـد والمـدح : الحمـد والمـدح كلاهمـا فيـه ذِكـر للمحمـود فـي صفـة الكمـال ، أما الفـرق فهـو أن الإخبـار عـن محاسـن الغيـر إمـا أن يكـون إخبـارًا مجـردًا مـن حـب وإرادة فهـذا مـدح ، وإن كـان مقرونًـا بهمـا فهـو حمـد .


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 05-21-2013 الساعة 09:05 PM
رد مع اقتباس