الموضوع: قصص وعبر
عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 08-05-2018, 01:15 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
y

ما هو همك بالدنيا

يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم..
مشى الفتى أربعين يومًا حتى وصل إلى قصر جميل على قمة جبل.. و فيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه..
و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعًا كبيرًا من الناس..انتظر الشاب ساعتين حين يحين دوره..
أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له: الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين..
و قال الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت:
امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب منها الزيت.
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه على الملعقة..
ثم رجع لمقابلة الحكيم وسأله: هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟..
هل رأيت الحديقة الجميلة؟..
و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟..
ارتبك الفتى و اعترف له بأنه لم ير شيئًا،فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة..
فقال الحكيم: ارجع وتعرف على معالم القصر.. فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه..
عاد الفتى يتجول في القصر منتبهًا إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران.. شاهد الحديقة و الزهور الجميلة..

و عندما رجع إلى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى..
فسأله الحكيم: و لكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟..
نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا..
فقال له الحكيم: تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة
فهم الفتى مغزى القصة - منقول بتصرف -
لا تجعل هدفك وغايتك يعوقها شيء مما حولك،

مَن كان همُّه الآخرةَ والنجاة لن تلهيه الدنيا ومتاعها الزائف عن هدفه


مَن كان همُّه الآخرةَ جمَع اللهُ شملَه وجعَل غِناه في قلبِه وأتَتْه الدنيا وهي راغمةٌ،فمن أراد الدنيا والآخرة فعليه بتقوى الله والعلم النافع والعمل الصالح


قال صلى الله عليه وسلم "نضَّر اللهُ امرَءًا سمِع منا حديثًا فحفِظه حتى يبلغَه غيرَه فإنه رُبَّ حاملِ فِقهٍ ليس بفقيهٍ ، ورُبَّ حاملِ فِقهٍ إلى مَن هو أفقهُ منه ثلاثُ خصالٍ ، لا يُغَلُّ عليهِنَّ قلبُ مسلمٍ أبدًا : إخلاصُ العملِ للهِ ومناصحةُ وُلاةِ الأمرِ ولُزومُ الجماعةِ ، فإنَّ دعوتَهم تُحيطُ مِن ورائِهم وقال : مَن كان همُّه الآخرةَ جمَع اللهُ شملَه وجعَل غِناه في قلبِه وأتَتْه الدنيا وهي راغمةٌ ، ومَن كانتْ نيتُه الدنيا فرَّق اللهُ عليه ضيعتَه وجعَل فقرَه بين عينَيه ولم يأتِه منَ الدنيا إلا ما كُتِب له وسأَلنا عنِ الصلاةِ الوُسطى وهي الظهرُ" .الراوي : زيد بن ثابت - المحدث : الوادعي- المصدر : الصحيح المسند-الصفحة أو الرقم: 358 - خلاصة حكم المحدث : صحيح ، رجاله ثقات- الدرر السنية-