عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 10-25-2010, 03:02 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023


السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه


لم يقتصر هذا الاهتمام والحرص

على حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلم

و اجتهادهم في ألا يفوتهم شيء منه

على زمن الرسول فحسب

بل استمر

الحال بعد انتقاله صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلى

هذا الحرص نابع من تربية إيمانية صحيحة مبنية على

إخلاص العمل وصوابه

أي إخلاصه لله ؛على نهج رسول الله

فحيـن خَلُصَـت نفـوس المؤمنيـن بـ " لا إله إلا الله "

مـن ألـوان الشـرك المختلفـة ، فقـد حـدث فـي

نفوسـهم تحـول هائـل كأنـه ميـلاد جديـد .

لـم يكـن مجـرد التصديـق ، ولا مجـرد الإقـرار

لقـد كـان كأنـه إعـادة ترتيـب ذرات نفوسـهم


علـى وضـع جديـد ،


كمـا يعـاد ترتيـب الـذرات فـي قطعـة الحديـد ،


فتتحـول إلـى طاقـة مغناطيسـية كهربائيـة

كـان الاهتـداء إلـى " الحـق " هائـل الأثـر فـي كـل

جوانـب حياتهـم

كـان فـي حسـهم أن حياتهـم كلهـا عبــادة ،

وأن الشعـائر

إنمـا هـي لحظـات مركـزة ، يتــزود الإنسـان

فيهـا بالطاقـة الروحيـة

التـي تعينـه علـى أداء بقيـة العبــادة المطلوبـة منـه

كانـوا يقومـون بالعبـادة وهـم يمارسـون

الحيـاة فـي شتَّـى مجالاتهـا ،

كانـوا يذكـرون الله فيسـألون أنفسهـم :

هـل هـم فـي الموضـع الـذي يُرضـي الله ،

أم فيمـا يُسـخط الله ؟ !

فإن كانـوا فـي موضـع الرضـى حمـدوا الله ،

وإن كانـوا علـى غيـر ذلـك

اسـتغفروا الله وتابـوا إليـه .

وكانـوا يذكـرون اللـه ، فيسـألون أنفسـهم :

مـاذا يريـد الله منـا فـي هـذه اللحظـة ؟ !

أي : مـا التكليـف المفـروض علينـا فـي هـذه اللحظـة ؟ !

0 إذا كـان التكليـف :

{ ... وَعَاشِـرُوهُنَّ بِالْمَعْـرُوفِ ... } .

سورة النساء / آية : 19 .

كـان ذكـر الله مؤديـًا إلـى القيـام بهـذا الواجـب الـذي

أمـر بـه الله تجـاه الزوجـات .

وإذا كـان التكليـف :

{ ... قُـوا أَنفُسَـكُمْ وَأَهْلِيكُـمْ نَـاراً ... } .

سورة التحريم / آية : 6 .

كـان ذكـر الله مؤديـًا إلـى القيـام بتربيـة الأهـل


والأولاد علـى النهـج الربانـي

الـذي يضبـط سـلوكهم بالضوابـط الشـرعية .

وإذا كـان التكليـف

{ ... فَامْشُـوا فِـي مَنَاكِبِهَـا وَكُلُـوا مِـن رِّزْقِـهِ وَإِلَيْـهِ النُّشُـورُ } .

سورة الملك / آية : 15 .

كـان مقتضـى ذكـر الله ، هـو المشـي في مناكـب


الأرض وابتغـاء رزق الله في حـدود الحـلال

الـذي أحلَّـهُ الله ، لأنـه إليـه النشـور

فيحاسـب النـاس علـى مـا اجترحـوا في الحيـاة الدنيـا .

وهكـذا ... فقـد فهمـوا أن الصـلاةَ والنُّسُـك


( أى : الشـعائر ) إنمـا هـي

المنطلـق الـذي ينطلـق منـه الإنسـان ليقـوم ببقيـة


العبـادة التـي تشـمل الحيـاة كلهـا ، بـل المـوت كذلـك .

فالشـعائر مجـرد محطـات شـحن للانطـلاق إلـى بقيـة العبـادة ،

ويشمـل ذلـك المـوت .

المـوت فـي حـد ذاتـه لا يمكـن أن يكـون


عبـادة بطبيعـة الحـال ، لأنـه لا خيـار للإنسـان

فيـه ، ولكـن المقصـود فـي قولـه تعالـى :

{ ... وَمَحْيَـايَ وَمَمَاتِـي للهِ رَبِّ الْعَالَمِيـنَ * لاَ شَـرِيكَ لَـهُ ... } .
سورة الأنعام / آية : 162 ، 163

هـو أن يمـوت الإنسـان غيـر مشـرك بالله ،


وذلـك هـو الحـد الأدنـى

الـذي يكـون بـه الإنسـان ( فـي موتـه ) عابـدًا لله ،

أمـا الحـد الأعلـى فهـو أن يكـون موتُـه فـي سـبيل الله