عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-11-2010, 09:02 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023


السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته

توطئة

إن حفــظ الســنة مـن حفــظ القـــرآن

قـال تعالـى :

{ إِنَّـا نَحْـنُ نَزَّلْنَـا الذِّكْـرَ وَإِنَّـا لَـهُ لَحَافِظُـونَ } .


سورة الحجر / آية : 9 .

فالله عـز وجـل قـد يسَّـرَ لكتابـه مـن

الدواعـي المُلزمـة بحفظــه ،

وقدر لـه مـن الأسـباب القاضيـة بحراسـته ،

مـع إحاطتـه بعنايتـه وإرادتـه ما عصمـه

الله بـه مـن الضيـاع والفقـد ، والزيـادة

والنقـص ، والتحريـف والتبديـل .


أمـا السـنة النبويــة المطهـرة

فهـي محفوظـة فـي جملتهـا بحفـظ الله

عـز وجـل ،

لـم يُضِـعْ منهـا شـيء ، ذلـك لأن إرادة الله

سـبحانه وتعالـى

حفـظ الذكـر تقتضـي أيضًـا حفـظ السـنة ،

لأنها مبينـة لـه ،

ففيها شـرح مقاصـده ، وتفصيـل مجملـه ،

وتخصيـص عمومـه ، وتقييـد مطلقـه ،

والدليـل على منسـوخه ،......

قـال تعالـى :

{ ... وَأَنزَلْنَـا إِلَيْـكَ الذِّكْـرَ لِتُبَيِّـنَ لِلنَّـاسِ

مَـا نُـزِّلَ إِلَيْهِـمْ وَلَعَلَّهُـمْ يَتَفَكَّـرُونَ } .

سورة النحل / آية : 44

فضيـاع السـنة إذن ـ بغيـر شـك ـ ضيـاع

لجملـة مـن الديـن

ولقـد حـاول بعـض المفسـدين لأسـباب مختلفـة ،

أن يدسـوا فـي السـنة مـا ليـس منهـا ،

فحدَّثـوا كذبًـا علـى رسـول الله ـ صلى

الله عليه وعلى آله وسلم ـ ،

وتقوَّلـوا عليـه مـا لـم يقـل ، فوضعـوا ألوفًـا

مـن الأحاديـث المكذوبـة علـى لسـانه ،

ولكـن شـاء الله تبـارك وتعالـى أن يحفـظ

لهـذه الأمـة دينهـا ،

فقيـض للسـنة رجـالاً أفـذاذًا مـن خيـرة

المسـلمين دينًـا وأمانـة وكفـاءة ، فوضعـوا

أدق المناهـج العلميـة وأعظـم القواعـد

النقديـة التـي يتميـز بهـا الحديـث

الصحيـح مـن غيـره ،

ثـم عكـف هـؤلاء الأئمـة الأفـذاذ علـى جمـع

الحديـث وطلـب أسـانيده ، وقامـوا بتدوينـه ،

ونقـد رجالـه ، وتمحيـص متونـه ،

وأقامـوا صرحـًا شـاهقًا مـن العلـوم

والمؤلفـات الحديثيـة ،

فألَّفـوا فـي صحيحـه ، وضعيفـه ، وعللـه ،

ورجالـه ، وطبقـات رواتـه ، وسـائر

فنونـه التـي تُيَسِّـر للباحـث التمييـز

بيـن مـا يصـح نسـبته إلـى النبـي ـ صلى

الله عليه وعلى آله وسلم ـ ومـا لا يصـح

نسـبته إليـه .

والناظـر بعيـن الإنصـاف إلـى هـذه

المؤلفـات الكثيـرة القيمـة ـ

فـي فنـون الحديـث وعلومـه ـ يـدرك أنـه

لـم يتوفـر لشـيء مـن الكتـب علـى وجـه

الأرض بعـد كتـاب الله عـز وجـل

ما توفـر للسـنة النبويـة

مـن منهـج دقيـق ، وتطبيـق واع ، وصـدقٍ

بالـغ ، وإتقـان كامـل ، وحـرص شـديد

علـى حفظهـا وصيانتهـا 0

ولا يفوتنـي عندئـذ أن أنبـه علـى ضـرورة

أن يتحـرى

المسـلمون فـي روايـة الحديـث والاسـتشـهاد

بـه ، أو اسـتخدامه فـي الوعـظ والتعليـم ،

وغيـر ذلـك ،

فـلا يذكـروا علـى لسـان النبـي ـ صلى الله

عليه وعلى آله وسلم ـ

إلا مـا يسـتوثقون مـن قبولـه وعـدم رده ،

ويتأكـدون مـن توثيـق أهـل العلـم لإسـناده .


......................................

أصل المعلومة مقتبس من
مقدمة جامع الأحاديث القدسية / ج : 1 / ص : 10 . إعداد عصام الدين الصبابطي/بتصرف



يُــــتْــــبَــــع