الموضوع: قواعد]_نبوية
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 12-27-2018, 12:42 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


🌟القاعدة الحادية عشرة:

"مَنْ سنّ في الإسلام سنة حسنةً؛ فله أجرها وأجر من عمل بها بعده"

☀ كنا عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صدر ِالنهارِ . قال : فجاءه قومٌ حُفاةٌ عُراةٌ مُجتابي النِّمارِ أو العباءِ . مُتقلِّدي السيوفَ . عامَّتُهم من مُضَرَ . بل كلُّهم من مُضرَ . فتمعَّر وجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لما رأى بهم من الفاقةِ . فدخل ثم خرج . فأمر بلالًا فأذَّن وأقام . فصلَّى ثم خطب فقال : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاالنساء 1 . والآيةَ التي في الحشرِ : اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ [ الحشر / 18 ] تصدَّق رجلٌ من دينارِه ، من درهمِه ، من ثوبِه ، من صاعِ بُرِّه ، من صاعِ تمرِه ( حتى قال ) ولو بشِقِّ تمرةٍ " قال : فجاء رجلٌ من الأنصارِ بصُرَّةٍ كادت كفُّه تعجِزُ عنها . بل قد عجَزتْ . قال : ثم تتابع الناسُ . حتى رأيتُ كَومَين من طعامٍ وثيابٍ . حتى رأيتُ وجهَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتهلَّلُ . كأنه مَذهبةٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : " من سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حسنةً ، فله أجرُها ، وأجرُ مَن عمل بها بعدَه . من غير أن ينقص من أجورِهم شيءٌ . ومن سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً سيئةً ، كان عليه وزرُها ووزرُ مَن عمل بها من بعده . من غير أن يَنقصَ من أوزارهم شيءٌ "(1)

🕯 لقد أوردنا قصة هذه القاعدة؛ لتعلم أن السنة هاهنا مِثل ما فعل ذلك الصحابي، وهو العمل بما ثبت كونه سنة،

△ وأن الحديث مطابق لقوله في الحديث الآخر:

مَن أحيا سنَّةً من سنَّتي ، فعملَ بِها النَّاسُ ، كانَ لَهُ مثلُ أجرِ من عَمِلَ بِها ، لا يَنقصُ مِن أجورِهِم شيئًا ، ومن ابتدعَ بدعةً ، فعمِلَ بِها ، كانَ عليهِ أوزارُ مَن عملَ بِها ، لا ينقُصُ مِن أوزارِ من عملَ بِها شيئًا(2)



فجعل مقابل السنة الابتداع، فظهر أن السنة الحسنة ليست بمبتدعة.

🎯 إن لهذه القاعدة النبوية العظيمة آثارًا عملية ينبغي أن يُرى أثرها على المؤمن حين يسمعها، فمن ذلك:

☘ أن هذا الكلام دعوة إلى التنافس في الخير..

⚠ التحذير من البدع في الدين؛ لأن أمور الدنيا الأمر فيها واسع، وباقٍ على أصل الإباحة، وحكمه يختلف بحسب مآلاته: إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.

📮 ومن دلالات هذه القاعدة: أن الوسائل لها أحكام المقاصد، سواء كان ذلك في الشأن الديني أو الدنيوي، ولنضرب على ذلك بعض الأمثلة التي توضح المراد:

▫فمن أمثلة الوسائل الدينية: جمعُ الصحابة المصاحف على مصحف واحد؛ كانَ وسيلة إلى غاية من أعظم الغايات، وهي حفظ القرآن الكريم، ومنع التفرق بين المسلمين، وتضليل بعضهم بعضًا!
وقصة بدء الجمع التي ذكرها البخاري عن حذيفة -رضي الله عنه- تدل على هذا.

▫وقل مثل ذلك في جمع السنة وترتيبها؛ فهذه سنة حسنة يتوصّل بها إلى حفظ السنة.

▪ومن أمثلة الوسائل الدنيوية: ما فعله أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- في وضع ديوان الجند، وبعض التراتيب الإدارية التي اقتضتها مصلحة الدولة آنذاك.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)


(1)لراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 1017 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

(2)الراوي : عمرو بن عوف المزني | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه

الصفحة أو الرقم: 174 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره |

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 12-27-2018 الساعة 01:09 AM
رد مع اقتباس