عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 12-11-2014, 04:56 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
y

المجلس الخامس
قال علامة الهند الإمام المحدث صديق حسن الحسيني
" لاخلاف في أن الإخلاص شرط لصحة العمل وقبوله"

وبناءًا على هذا الشرط ، فمن أدى العبادة ونوى بها غير وجه الله ،كأن يريد مدح الناس ، أو يريد مصلحة دنيوية ، أو فعلها تقليدًا لغيره دون أن يقصد بعمله وجه الله ، أو أراد بعبادته التقرب إلى أحد من الخلق، أو فعلها خوفًا من السلطان أو من غيره،فلا تقبل منه ،ولا يثاب عليها،وهذا مجمع عليه بين أهل العلم .
وإن قصد بالعبادة وجه الله وخالط نيته رياء حبط عمله أيضًا

تسهيل العقيدة الإسلامية للدكتور عبد الله بن عبد العزيز الجبرين /ص: 42
فالعبادة حتى تكون مقبولة لها شرطان :
1 ـ الإخلاص : وذلك بألا يراد بها إلا وجه الله تعالى وهذا لا يتأتى إلا بدراسة التوحيد .
2 ـ صوابًا : أي : المتابعة : وذلك بأن تكون العبادة على الكتاب والسنة الصحيحة .
وهذا يتأتى بتعلم العلم الشرعي بمقاصده الشرعية الصحيحة ، بأن يراد من تعلم العلم أن يكون وقودًا للإيمان فيزيده ، وأن يكون على المنهج الصحيح وذلك باتباع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
· والسلف الصالح خير من حقق الاتباع .

فقد كان العرب شتيتًا متناثرًا لا يأتلف ولا يتجمع رغم وجود كل عوامل التجمع ، من وحدة الأرض ، ووحدة البيئة ، ووحدة اللغة ، ووحدة المعتقدات ، ووحدة الثقافة ، ووحدة التاريخ .. ومن هناك التقطهم الإسلام فأخرج منهم " خير أمة أخرجت للناس ".
كان العرب شتيتًا متناثرًا لا يأتلف ولا يتجمع رغم وجود كل عوامل التجمع ، من وحدة الأرض ، ووحدة البيئة ، ووحدة اللغة ، ووحدة المعتقدات ، ووحدة الثقافة ، ووحدة التاريخ .. ومن هناك التقطهم الإسلام فأخرج منهم " خير أمة أخرجت للناس ".
لم تكن الأصنام وحدها هي الأرباب المعبودة في الجزيرة العربية كما تلح بعض كتب التاريخ التي تحصر قضية لا إله إلا الله في إزالة ذلك اللون الحسّي الغليظ من الشرك ، ولا كان الفساد مقصورًا على تلك المفاسد الخلقية من الخمر والميسر والزنا ووأد البنات وغارات السلب والنهب والمظالم الاجتماعية كما تلح كتب أخرى من كتب التاريخ!
لقد كانت لا إله إلا الله تستخلص النفوس من الشرك كافة ، ولم يكن الشرك لونًا واحدًا وإنما ألوانًا متعددة تندرج في النهاية تحت هاتين القضيتين الرئيسيتين : تعدد الآلهة واتباع غير ما أنزل الله ..
كانت القبيلة ربًا معبودًا ، كما يقول الشاعر:
وهل أنا من غُزَيَّة ، إن غوت غويت ، وإن ترشد غُزَيَّة أرشد!
وكان عرف الآباء والأجداد ربًا معبودًا، قال تعالى "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا "سورة لقمان 21.
وكان الهوى والشهوات أربابًا معبودة:
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي؟!
وكانت قريش وغيرها من القبائل الكبيرة أربابًا تحرِّم للعرب ما تشاء وتحل ما تشاء ، كما كان كهنة الأصنام" إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "سورة التوبة : 37 .
" وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ " سورة الأنعام : 136 - 140.
ومن كل هذه الألوان من الشرك - إلى جانب عبادة الأصنام - وعلى درجة واحدة من الأهمية ، كان القرآن يدعو - بلا إله إلا الله - لتخليص النفوس والقلوب ، والمشاعر والسلوك.

وكان جهاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة موجهًا إليها جميعًا.
ولئن كانت قضية البعث والحساب قد شغلت حيزًا كبيرًا من خطاب القرآن للمشركين في مكة ، فإن الله يعلم - سبحانه - ما للإيمان باليوم الآخر من أثر في اقتلاع الشرك بجميع أنواعه وجميع آثاره من القلوب ، ذلك أنهم إن لم يؤمنوا الإيمان القاطع أنهم سيبعثون بعد الموت ، ويحاسبون على شركهم ، فلن يَدَعُوا ذلك الشرك ولن يقلعوا عنه ، سواء كان شرك العبادة أو شرك الاتباع ..


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 06-24-2017 الساعة 05:20 PM
رد مع اقتباس