عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 12-17-2018, 12:25 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


🍃1⃣7⃣🍃


■ صفات الرسل ■

✋ البشرية :

شاءت حكمة العليم الخبير أن يكون الرسل الذين يرسلهم إلي البشر من البشر أنفسهم :
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ }
[سورة الكهف 110]

■ وسنجلي هذا الموضوع في أربعة مطالب :
■ المطلب الأول :

👈 أهلية البشر لتحمل الرسالة

الذين يستعظمون و يستبعدون اختيار الله بعض البشر لتحمل الرسالة لا يقدرون الإنسان قدره ؛ ف الإنسان مؤهل لتحمل الأمانة العظمي ؛ أمانة الله التي أشفقت السموات والأرض و الجبال من حملها ؛ :

{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا }
[سورة اﻷحزاب 72]

✋ والذين استعظموا أختيار الله البشر رسلا نظروا إلي المظهر الخارجي للإنسان ؛ نظروا إليه علي أنه جسد يأكل و يشرب و ينام ؛ و يمشي في الأرض لتلبية حاجاته :
{ وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ ۙ }
[سورة الفرقان 7]
و لم ينظروا إلي جوهر الإنسان ؛ و هو تلك الروح التي نفخة من روح الله :

{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }
[سورة الحجر 29]

وبهذه الروح تميز الإنسان ؛ و صار إنسانا ؛ و استخلف في الأرض ؛ و قد أودعه الله الاستعداد للاتصال به عن طريق تلك النفخة العلوية التي ميزته ؛ فلا عجب أن يختار الله واحدا من هذا الجنس ؛ صاحب استعداد للتلقي ؛ فيوحي إليه ما يهدي به إخوانه إلي الطريق كلما غام عليهم الطريق ؛ و مايقدم به إليهم العون كلما كانوا بحاجة إلى العون :

{ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ}
[سورة إبراهيم 11]

👈 ثم إن الرسل يعدون إعدادا خاصا لتحمل النبوة و الرسالة ؛ و يصنعون صنعا فريدا :
{ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }
[سورة طه 41]
واعتبر هذا حال نبينا محمد صل الله عليه وسلم ؛ كيف رعاه الله و حاطه بعنايته علي الرغم من يتمه و فقره :

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ }
[سورة الضحى 6 - 8]

و قد زكاه و طهره ؛ و أذهب عنه رجس الشيطان ؛ و أخرج منه حظ الشيطان منذ كان صغيرا ؛ فعن أنس بن مالك أن رسول الله صل الله عليه وسلم آتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان ؛ فأخذه فصرعه ؛ فشق عن قلبه ؛فاستخرج القلب ؛ فاستخرج منه علقة ؛ فقال هذا حظ الشيطان منك ؛ ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ؛ ثم لأمه ؛ ثم أعاده في مكانه ؛ و جاء الغلمان يسعون إلي أمه -- أمه في الرضاع وهي حليمة السعدية --
فقالوا : إن محمد قد قتل ؛ فاستقبلوه و هو ممتقع اللون ؛ قال أنس : وقد كنت أري أثر ذلك المخيط في صدره .

✋ وحدث قريب من هذا عندما جاء جبريل عليه السلام يهيئه للرحلة الكبري للعروج به إلي السموات العلي ؛ ففي حديث الإسراء :
(( فرج سقف بيتي و أنا بمكة ؛ فنزل جبريل عليه السلام ؛ ففرج صدري ؛ ثم غسله من ماء زمزم ؛ ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة و إيمانا ؛ فأفرغها في صدري ؛ ثم أطبقه ))
[[ متفق عليه ]]


🍃🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس