الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #95  
قديم 12-16-2018, 01:18 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,647
افتراضي


📌(94) موقف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من شهداء أحد

🌱نزل الرسول عليه الصلاة والسلام من فوق الجبل ليتفقد الشهداء، وكان موقفاً مريعاً، سبعون من أفاضل المسلمين كلهم ملقى على أرض أحد.

🌱وكان هناك أناس من الصحابة أخذوا بعض الشهداء ليدفنوهم في المدينة، فأمر صلى الله عليه وسلم أن يردوا جميعاً إلى أرض أحد ويدفنوا فيها، وألا يغسلوا ولا يكفنوا، بل يدفنوا في ثيابهم بعد أن تنزع الدروع والجلود من فوقهم.

🌱وكان صلى الله عليه وسلم يدفن الاثنين والثلاثة في القبر الواحد، ويجمع بين الرجلين أحياناً في ثوب واحد، ويقول: (أيهم أكثر أخذاً للقرآن) فمن كان يحفظ القرآن أكثر وضعه الأول في اللحد.

🌱وقال: (أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة) مرة ثانية، وكررها كثيراً في ذلك اليوم، وكان إذا علم أن بين اثنين من الصحابة محبة كبيرة دفنهما معاً، فدفن عبد الله بن عمرو بن حرام مع عمرو بن الجموح رضي الله عنهم أجمعين.

🌱ولما رأى صلى الله عليه وسلم ما حدث بـحمزة رضي الله عنه اشتد حزنه وتقطع كبده صلى الله عليه وسلم وبكى بكاءً شديداً، وانتحب حتى نشغ -كما يقول الراوي- من البكاء، يعني: صار له شهيق عال من البكاء.

🌱يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باكياً قط أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب) بل وضعه صلى الله عليه وسلم في القبلة وصلى عليه مع كل شهيد رضي الله عنهم أجمعين وأرضاهم.

🌱كذلك مصعب بن عمير رضي الله عنه ممن قتل شهيداً في يوم أحد، وكفن في ثياب بالية رثة، يقول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، وكفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطيت رجلاه بدا رأسه. وذكروا ذلك للرسول عليه الصلاة والسلام فقال: (غطوا بها رأسه بهذه البردة، واجعلوا على رجله الإذخر) والإذخر نبات.

🌱إن وضع الشهداء كان مؤلماً جداً للمسلمين، ومع كل هذه الأحداث جمع الرسول صلى الله عليه وسلم كل الموجودين في أرض القتال، وقال لهم: (استووا حتى أثني على ربي عز وجل)

🌱يا الله! موقف عجيب في كل مواقفه صلى الله عليه وسلم، فصاروا خلفه صفوفاً، فوقف صلى الله عليه وسلم يدعو والجميع يؤمن على دعائه

🌱وكان في دعائه تعظيم الآخرة في عيون الصحابة، خاصة في هذا الموقف، فكان مما دعا به صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول)

💡حتى لو ضاقت الدنيا كلها وأعطيتنا الآخرة فنحن الرابحون، دعاء فيه وضوح الرؤية في حرب كل من صد عن سبيل الله، سواء كانوا من المشركين أو من الكفرة من أهل الكتاب الذين قاتلوا المسلمين، دعاء جامع شامل يعبر عن فهم دقيق للحبيب صلى الله عليه وسلم.

🌱رجع صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، واستقبل في حزن شديد، فكل بيت تقريباً فيه شهيد

🌱وقابلته في الطريق حمنة بنت جحش رضي الله عنها ونعى إليها صلى الله عليه وسلم أخوها عبد الله بن جحش فاسترجعت واستغفرت له الله عز وجل، ثم نعى لها خالها حمزة بن عبد المطلب فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعى لها زوجها مصعب بن عمير فصاحت وولولت، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن زوج المرأة منها لبمكان).

🌱وجاءت امرأة من بني دينار أصيب زوجها وأخوها وأبوها في أحد، فنعوا لها جميعاً، فقالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الزوج والأخ والأب لم يشغلوا بالها، وأخذت تسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا: خيراً يا أم فلان! هو بحمد الله كما تحبين. قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فأشاروا إليه، فقالت: كل مصيبة بعدك جلل. يعني: صغيرة ويسيرة

🌱هذه مشاعر الحب التي كانت من المسلمين تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى مع المصاب الفادح الذي أصيب به الجميع.

〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس