الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #87  
قديم 12-06-2018, 02:12 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


📌(85) وصول النبي وجيشه إلى أحد وتوجيهاته لأفراد الجيش

🌱دخل الرسول عليه الصلاة والسلام أرض أحد، وبدأ ينظر إلى الأرض بنظرة عسكرية ثاقبة، وبدأ يحط معسكره في المكان المناسب

🌱واختار مكاناً في منتهى العبقرية؛ اختار مكاناً يكون عن ظهره وعن يمينه جبل أحد، فتكون له حماية طبيعية من جبل أحد، وفي نفس الوقت كان جيش مكة في مكان منخفض نسبياً وهو في مكان مرتفع، وهذا يعطيه قدرة أكبر على القتال

🌱واكتشف صلى الله عليه وسلم في أرض القتال أن بجانبه جبل صغير عرف بعد ذلك في التاريخ بجبل الرماة، وهذا الجبل كان على شمال الجيش الإسلامي، ويعتبر ثغرة ضد مصلحة الجيش المسلم؛ لأنه لو استطاع الجيش الكافر أن يلف حول هذا الجبل لدخل على المسلمين من ورائهم، وسيكون الجيش الإسلامي محصوراً بين المشركين من الأمام ومن الخلف

💡ولكي يأمن الرسول عليه الصلاة والسلام هذه النقطة الحساسة في أرض القتال، انتخب من أصحابه خمسين رامياً ماهراً وضعهم على جبل الرماة، وأمرهم أن يصدوا عنهم هجمات الفرسان المشركين

🌱هؤلاء الخمسون كان على رأسهم الصحابي الجليل عبد الله بن جبير الأوسي البدري رضي الله عنه وأرضاه، كان من أعظم الصحابة وأمهر الرماة فيهم، وذكر الرسول عليه الصلاة والسلام بعض الأوامر والنصائح له وللفرقة التي معه.

🌱قال الرسول عليه الصلاة والسلام لهم الأمر بطريقة فريدة، طريقة تجعل فهم هذا الأمر بصورة خاطئة يعتبر أمراً مستحيلاً:

🍃التوجيه الأول: خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم القائد عبد الله بن جبير أمام الرماة جميعاً.
قال له: (انضح عنا الخيل بالنبل)،

💡هذه الجملة لوحدها تكفي المهمة في منتهى الوضوح،
⬅أي: مهمتك ومهمة الرماة أن تمنعوا خيول المشركين من الالتفاف حول الجيش الإسلامي

💥وليس المنع عن طريق القتال، ولكن عن طريق الرمي من أعلى الجبل، والنضح يعني: الرمي؛ لأن خيل المشركين لن تقابل بخيل من المسلمين،
💡فالمسلمون ليس لهم خيول في موقعة أحد، ولن يستطيع الرماة بسيوفهم أن يقاتلوا هؤلاء المشركين الفرسان، فلابد أن يكون الصد عن طريق الرماية.

🍃التوجيه الثاني: (لا يأتون من خلفنا)

🍃التوجيه الثالث: (إن كانت لنا أو علينا فاثبت مكانك)، وكأن الرسول عليه الصلاة والسلام يرى تماماً كل الذي سيحصل بعد ذلك في أحد، وينبه الصحابة مرة ومرتين وثلاثاً وما زال في التنبيه: (إن كانت لنا -لو كسبنا- أو علينا -لو خسرنا- لا تتركوا الجبل).

🍃الأمر الرابع: (لا نؤتين من قبلك)، يحرك فيه المشاعر، لا يخسر كل هؤلاء المسلمين الحرب بسبب مجموعة الخمسين هذه، وكل هذا الكلام للقائد عبد الله بن جبير وكل الرماة يسمعون هذا الكلام.

🌱ليس هذا فحسب، فالرسول عليه الصلاة والسلام ترك عبد الله بن جبير وانتقل إلى مجموعة الرماة، وبدأ يخاطبهم بنفسه، وقال لهم كلاماً في منتهى العجب، فالتوجيهات الأربعة الأولى كانت موجهة لـعبد الله بن جبير .

🍃أما التوجيه الخامس: (إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم

🍃الأمر السادس: (وإن رأيتمونا هزمنا القوم ووطئناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم)

🌱ونزل صلى الله عليه وسلم مرة أخرى إلى جيشه، وبدأ يحفز الناس على الجهاد في سبيل الله، ويذكرهم بالجنة، ثم يحفزهم على التنافس في أعمال الخير وأعمال الجهاد وأعمال القتال.

〰🌸🍃〰🌸🍃〰

🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس