عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-20-2018, 12:24 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ﴾[الروم: 36]:
23. هذا تنبيه هام إلى أن ما يصيبنا من مصائب سببه أفعالنا، فما علينا إلا محاسبة أنفسنا على السيئات، واستدراك ما فات، لكي يرفع الله عنا ما نزل من بلاء، وينجينا من القنوط والإحباط.
24. ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[الروم: 41]: (بعض) الذي عملوا؛ لو أذاقهم الله جميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة!
25. ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[الروم: 41]: هدف بعض الابتلاءات ردُّ الشاردين إلى رحاب الله، وجذب الغافلين إلى روضات الطاعات.
26. ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ ﴾[الروم: 42]: تستطيع أن تسير وأنت واقف! فالسير في الأرض سيران: سيرٌ بالأقدام لمشاهدة آثار السابقين، وسير القلوب بالتفكر في أحوال الظلمة والمعاندين.
27. ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾[الروم: 45]: قال ابن كثير: «ومع هذا فهو العادل فيهم الذي لا يجور».. كم دفعتنا كراهية البعض إلى ظلمهم!
28. ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً﴾[الروم: 54]: الطفل= ضعف، والوالدان عند الكبر= ضعف + شيبة، فوالداك عند الكِبَر أشد ضعفا من الأطفال، لذا يحتاج الوالدان رعايتك أكثر من أولادك.
29. ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ﴾[الروم: 55]: الدنيا كلها في جوار الآخرة ساعة، فكيف بعتم خلود الآخرة بنعيم ساعة، وليته كان نعيما خالصا، بل مع تنغيص وهموم وأحزان وغموم!
30. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾[الروم: 60]: لماذا الصبر؟ لأن وعْدَ الله لك بالنصرة وإظهار الدين وإعلاء كلمة الحق محقق، ولابد من إنجازه والوفاء به لا محالة! وهذا زاد الصبر إن أوشك صبرنا على النفاد!
31. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾[الروم: 60]: سورة الروم سورة مكية، والجهاد لم يؤذن به في مكة، فما هو إلا الصبر، يأمر الله به رسوله، ويأمر به رسوله الناس!
32. ﴿وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾[الروم: 60]: أي لا تضطرب لكلامهم، ولا تقلق، ولا يذهب عقلك بسبب ما يصنع هؤلاء المجرمون، ولا تتسرع في قرارك، ولا تخرج عن طبعك وهدوئك ولا عن إيمانك، بل ثق بوعدنا، واطمئن لقضائنا!
33. ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾[الروم: 60]: خُتِمَت السورة بالوعد بالنصر، كما افتتحت بالوعد به، فسورة الروم هي مبشِّرة المؤمنين، ونازِعة القلق من قلوب الصلحين، وهي من أهم جرعات اليقين!
34. عن علي رضي الله عنه أن رجلا من الخوارج ناداه وهو في صلاة الفجر فقال: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾، فأجابه ( وهو في الصلاة: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ﴾.
35. ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا﴾[لقمان: 6]: خطورة عمل القلب! قال قتادة: «والله لعله أن لا ينفق فيه مالا، ولكن اشتراؤه استحبابه، بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحقّ، وما يضرّ على ما ينفع».
36. ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾ [لقمان: 12]: الحكمة منحة ربانية وهدية إلهية، وليست بالضرورة عن كبر سِنٍّ، ولكن عطاء الله يعطيه من يشاء من عباده، فادع الله بها.
37. ﴿يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم﴾ [لقمان: 13]: من وسائل التربية أنك إذا أمرت أحدا بأمر أن تبيِّن له سببه، فهذا أدعى لقبوله الأمر منك!
38. ﴿أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]: قال سفيان بن عيينة في هذه الآية: «من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله، ومن دعا للوالدين في أدبار الصلوات الخمس فقد شكر الوالدين».
39. ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ﴾[لقمان: 17]: لابد مع الدعوة إلى الله من أذى ينال الداعي، ولا يُدفَع الأذى إلا بالصبر!
40. ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ﴾[لقمان: 18]: قال ابن عباس: «ولا تتكبر؛ فتحقر عباد الله، وتُعرِض عنهم بوجهك إذا كلموك»، ولو مع عامل النظافة أو متسوِّل في الطرقات.
41. ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾[لقمان: 20]: النعم دنيوية وأخروية..
42. فالدنيوية الظاهرة: الصحة والمال والعيال والأموال وحسن الخلقة، والدنيوية الباطنة: ستر عيوبك وقبيح أحوالك التي تكره أن يطلع عليها الناس.
43. والأخروية الظاهرة: الإسلام والقرآن، والأخروية الباطنة: ما ستر من عيوبك وأخفى من ذنوبك
رد مع اقتباس