عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 10-26-2010, 03:35 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022


نكمل المسير مع شرح خطبة الحاجة

اقتباس:
فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرَ الهدي هديُ
محمدٍ صلى الله عليه وسلم



ما هو الصدق؟

الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر

الله -تعالى- بالصدق، فقال:
{ يَـٰٓأَيُّہَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ }
[التوبة: 119]



ووصف نفسه سبحانه بأنه أصدق قولاً


{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٍ۬

تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدً۬ا‌ۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ

حَقًّ۬ا‌ۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً۬ }

[النساء: 122]


ورد في
تــفـــــــســــــــــــير
لـــهـــذه الآيــــــــــــة



فقال تعالى "وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ " أي

صدقت قلوبهم وعملت جوارحهم بما أمروا به من

الخيرات وتركوا ما نهوا عنه من المنكرات

" سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتٍ۬ تَجۡرِى مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ"

أي يصرفونها حيث
شاءوا وأين شاءوا

"خَـٰلِدِينَ فِيہَآ أَبَدً۬ا‌ۖ " أي بلا زوال ولا انتقال


"وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقًّ۬ا‌ۚ " أي هذا وعد من الله ووعد الله

معلوم حقيقه أنه واقع لا محالة ولهذا أكده بالمصدر

الدال على تحقيق الخبر وهو قوله حقـًا

ثم قال تعالى

"وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً۬ "

أي لا أحد أصدق منه قولاً أي خبرًا

لا إله إلا هو ولا رب سواه


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته


" إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد

صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها

وكل محدثة بدعة وكل بدعة

ضلالة وكل ضلالة في النار ".

ا.هـ

ورد في
تفســـــــير


لـــهـــذه الآيــــــــــــة

أي: { آمَنُوا ْ} بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقَدَر


خيره وشره على الوجه الذي أمروا به علما وتصديقا وإقرارا.


{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ْ} الناشئة عن الإيمان؟ وهذا يشمل سائر


المأمورات من واجب ومستحب، الذي على القلب، والذي على


اللسان، والذي على بقية الجوارح. كل له من الثواب المرتب


على ذلك بحسب حاله ومقامه، وتكميله للإيمان والعمل الصالح.


ويفوته ما رتب على ذلك بحسب ما أخل به من الإيمان والعمل،


وذلك بحسب ما علم من حكمة الله ورحمته، وكذلك وعده الصادق


الذي يعرف من تتبع كتاب الله وسنة رسوله. ولهذا ذكر الثواب


المرتب على ذلك بقوله:

{سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ْ}

فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على


قلب بشر، من أنواع المآكل والمشارب اللذيذة، والمناظر


العجيبة، والأزواج الحسنة، والقصور، والغرف المزخرفة،


والأشجار المتدلية، والفواكه المستغربة، والأصوات الشجية،


والنعم السابغة، وتزاور الإخوان، وتذكرهم ما كان منهم في


رياض الجنان، وأعلى من ذلك كله وأجلّ رضوان الله عليهم


وتمتع الأرواح بقربه، والعيون برؤيته، والأسماع بخطابه الذي


ينسيهم كل نعيم وسرور، ولولا الثبات من الله لهم لطاروا وماتوا


من الفرح والحبور، فلله ما أحلى ذلك النعيم وما أعلى ما أنالهم


الرب الكريم، وماذا حصل لهم من كل خير وبهجة لا يصفه


الواصفون، وتمام ذلك وكماله الخلود الدائم في تلك المنازل


العاليات، ولهذا قال: { خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ


مِنَ اللَّهِ قِيلًا ْ} فصدق الله العظيم الذي بلغ قولُه وحديثُه في


الصدق أعلى ما يكون، ولهذا لما كان كلامه صدقـًا وخبره حقـًا،


كان ما يدل عليه مطابقةً وتضمنًا وملازمةً كل ذلك مراد من


كلامه، وكذلك كلام رسوله صلى الله عليه وسلم لكونه لا يخبر إلا


بأمره ولا ينطق إلا عن وحيه.
ا.هـ