الموضوع: حسن الظن بالله
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-06-2015, 03:16 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493

وإلا فحسن الظن مع اتباع الهوى عجز
وبالجملة فحسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة
وأما مع انعقاد أسباب الهلاك فلا يتأتى إحسان الظن.
فإن قيل: بل يتأتى ذلك
ويكون مستند حسن الظن على سعة مغفرة الله ورحمته
وعفوه، وجوده، وأن رحمته سبقت غضبه
وأنه لا تنفعه العقوبة، ولا يضره العفو


قيل: الأمر هكذا، والله فوق ذلك وأجل وأكرم
وأجود وأرحم، ولكن إنما يضع ذلك في محله اللائق به
فإنه سبحانه موصوف بالحكمة والعزة والانتقام
وشدة البطش، وعقوبة من يستحق العقوبة
فلو كان معول حسن الظن على مجرد صفاته وأسمائه
لشترك في ذلك البر والفاجر، والمؤمن والكافر
ووليه وعدوه


فما ينفع المجرم أسماؤه وصفاته وقد باء بسخطه وغضبه
وتعرض للعنته، ووقع في محارمه وانتهك حرماته
بل حسن الظن ينفع من تاب وندم وأقلع
وبدل السيئة بالحسنة
واستقبل بقية عمره بالخير والطاعة


ثم أحسن الظن بعدها فهذا هو حسن الظن
والأول غرور والله المستعان
يفرق بين حسن الظن بالله وبين الغرور به
قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرجُونَ رَحمَتَ اللَّهُ " (1)
فجعل هؤلاء أهل الرجاء، لا البطالين والفاسقين
وقال تعالى: " ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعدِ
مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ
إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " (2)


فأخبر سبحانه أنه بعد هذه الأشياء غفور رحيم لمن فعلها
فالعالم يضع الرجاء مواضعه، والجاهل المغتر
يضعه في غير مواضعه.
قال رسول الله
{ إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث } (3)


إن استمراء ظن السوء وتحقيقه لا يجوز
وأوّله بعض العلماء على الحكم في الشرع
بظن مجرد بلا دليل


روى الترمذي عن سفيان
الظن الذي يأثم به ما تكلم به
فإن لم يتكلم لم يأثم
وذكر ابن الجوزي قول سفيان هذا عن المفسرين
ثم قال: وذهب بعضهم إلى أنه يأثم بنفس الظن
ولو لم ينطق به
قال القاضي أبو يعلى: إن الظن منه محظور
( وهو سوء الظن بالله )
والواجب حسن الظن بالله عز وجل


والظن المباح كمن شك في صلاته
إن شاء عمل بظنه وإن شاء باليقين
{ إذا ظننتم فلا تحققوا }(4)


وهذا من الظن الذي يعرض في قلب الإنسان
في أخيه فيما يوجب الريبة
قال ابن هبيرة الوزير الحنبلي
لا يحل والله أن يحسن الظن بمن ترفض
ولا بمن يخالف الشرع في حال
وقال : { ما أظن فلاناً وفلاناً
يعرفان من ديننا شيئاً } (5)
قال الليث بن سعد: كان رجلين من المنافقين
عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله
{ إن حسن الظن من حسن العبادة } (6)


وفي الصحيحين أن صفية أتت النبي
تزوره وهو معتكف، وأن رجلين من الأنصار رأياهما
فأسرعا فقال النبي
{ على رسلكما إنها صفية بنت حيي }
فقالا: سبحان الله يا رسول الله
قال: { إن الشيطان يجري من الإنسان
مجرى الدم وخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً }
أو قال: { شراً } (7)


قال أبو حازم: العقل التجارب والحزم سوء الظن
وقال الحسن: لو كان الرجل يصيب ولا يخطىء
ويحمد في كل ما يأتي داخله العجب


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم أجمعين
هنا
ـــــــــــــــ


(1) [البقرة:218]
(2) [النحل:110]
(3) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5143
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(4) الراوي: 87 جابر بن عبدالله المحدث
الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 3942
خلاصة حكم المحدث: ثابت
(5) الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6067
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(6) الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر
المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 15/184
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
(7) الراوي: صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم
المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2035
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

__________________
[CENTER][IMG]http://store1.up-00.com/2014-12/1418387439583.jpg[/IMG]

[URL="http://katarat1.com/forum/showthread.php?t=757"]موسوعه صور بسمله وفواصل واكسسوار للمواضيع [/URL][/CENTER]
رد مع اقتباس