الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #140  
قديم 02-13-2019, 04:58 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


📌(139) وصول النبي صل الله عليه وسلم وأصحابه إلى الحديبية

🍃أكمل صل الله عليه وسلم الطريق إلى مكة المكرمة إلى أن وصل إلى مكان يعرف بالحديبية، ويوجد هناك بئر، وهذا الموضع قريب جداً من مكة المكرمة، يقع بين التنعيم وبين مكة المكرمة، فهو عليه الصلاة والسلام دخل في حدود مكة المكرمة نفسها

🍃 لكن قبل دخول مكة المكرمة حدث أمر مفاجئ، حدث أن ناقة الرسول صل الله عليه وسلم توقفت عن المسير، ورفضت الناقة أن تقوم،

فقال الصحابة :
(( خلت القصواء خلت القصواء))
● أي: امتنعت عن القيام وعن التقدم،

فقال صل الله عليه وسلم : ((ما خلت القصواء وما ذاك لها بخلق))
💡 يعني: ليس من خلق القصواء أن ترفض الأمر الموجه إليها، وما ذاك لها بخلق:

((ولكن حبسها حابس الفيل))
💡يعني: أنه سبحانه وتعالى أراد لها ألا تتقدم، فهو أمر من الله عز وجل للناقة.

🍃ثم قال صل الله عليه وسلم بعد أن أحس وشعر أن هناك وحياً واضحاً في هذه القضية، قال :
(( والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها))

(............فقالوا خَلَأَتِ القَصْواءُ ، خلَأَتِ القصواءُ ! فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ما خلَأَتِ القصواءُ ، وما ذاك لها بخُلُقٍ ، ولكن حبَسَها حابسُ الفيلِ . ثم قال: والذي نفسي بيدِه ، لا يَسْأَلُونَنِي خطةً يُعَظِّمون فيها حرماتِ اللهِ إلا أَعْطَيْتُهم إيَّاها ...........)

الراوي : المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 2731 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]




💡لذلك سيقبل عليه الصلاة والسلام بأي خطة تعظم حرمات الله، فهو يشترط في الخطة أن تعظم حرمات الله، فلن يقبل بظلم على المسلمين، ولن يقبل بمخالفة شرعية صل الله عليه وسلم، فهذا أمر في غاية الأهمية.

🍃إذاً: الرسول صل الله عليه وسلم كان يريد مصالحة وخطة ليس فيها قتال، وهذا أيضاً سيفسر لنا قبول الرسول عليه الصلاة والسلام بصلح الحديبية بصورة واضحة؛ لأنه أمر مرضي له صلى الله عليه وسلم.

🍃وبعد بقاء المسلمين في منطقة الحديبية أرسلت قريش أحد الرسل؛ لكي يحل المشكلة بين المسلمين وبين قريش،

👈وهذا الرسول هو بديل بن ورقاء الخزاعي
💥فهو ليس من قريش وإنما من قبيلة خزاعة، ومعروف أن قبيلة خزاعة حليفة للرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول عليه الصلاة والسلام كان يحب خزاعة،

⚠وقريش لم ترسل رجلاً منهم، لم ترسل زعيماً من زعمائهم يهدد ويتوعد، لأن قريشاً تريد أن تعامل الرسول عليه الصلاة والسلام بالسلم، وبنوع من الحسنى، وبتجنب القتال قدر المستطاع،

💥ونحن قد نستغرب ونقول: كيف قبلت قريش العزيزة المنيعة القوية القبيلة الكبيرة المعظمة عند جميع قبائل العرب بلا استثناء، كيف تقبل هذه القبيلة الكبيرة بالجلوس مع الرسول عليه الصلاة والسلام في طاولة المفاوضات، مع عدم الضغط المباشر على الرسول عليه الصلاة والسلام؟
👈إن الذي حصل في السنة السادسة من الهجرة أثر تأثيراً كبيراً على سلوك قريش، الذي حصل من سرايا وغزوات متتالية في العام السادس من الهجرة كان فيه رفع راية الجهاد وإظهار الهيبة الإسلامية والعزة الإسلامية في كل مكان، فكل هذا كان له تأثير سلبي واضح على نفسيات قريش، وكان له تأثير معنوي إيجابي رائع جداً عند المسلمين، مما جعل الموقف يكون بهذه الصورة.

〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الأوابين🌷

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 02-13-2019 الساعة 05:05 AM
رد مع اقتباس