عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 12-03-2018, 02:13 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🍃6⃣🍃

■ حاجة البشرية إلي الرسل و الرسلات ■

إذا كان الناس في القديم يجادلون الرسل ؛ و يرفضون علومهم ؛ و يعرضون عنهم فإن البشر اليوم في القرن العشرين ؛ حيث بلغت البشرية ذروة التقدم المادي ؛ فغاصت في أعماق البحار ؛ و انطلقت بعيدا في أجواز الفضاء ؛ و فجرت الذرة ؛ و كشفت كثيرا من القوي الكونية الكامنة في هذا الوجود - أشد جدالا للرسل ؛ و أكثر رفضا لعلومهم ؛ و اعظم إعراضا عنهم ؛ و حال البشر اليوم من الرسل و تعاليمهم كحال الحمر المستنفرة حتي تري الاسد فتفر لا تلوي علي شئ :
قال تعالى :
{ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَىٰ صُحُفًا مُنَشَّرَةً }
[سورة المدثر 49 - 52]

👈 والبشر اليوم يأبون أكثر من قبل التسليم للرسل و تعاليمهم اغترارا بعلومهم و استكبارا عن متابعة رجال عاشوا في عصور متقدمة علي عصورهم

{ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا ۚ وَاسْتَغْنَى اللَّهُ ۚ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }
[سورة التغابن 6]

👈 و اليوم ينفخ شياطين الإنس في عقول البشر يدعونهم إلي التمرد على الله
و علي شريعة الله . و رفض تعاليم الرسل بحجة أن شريعة الله حجرا علي عقولهم ؛ و توقيفا لركب الحياة و تجميدا للحضارة و الرقي ؛ و قد أقامت الدول اليوم نظمها و قوانينها و تشريعاتها علي رفض تعاليم الرسل ؛ بل إن بعض الدول تضع الإلحاد مبدأ دستوريا وهو الذي يسمي بالعلمانية ؛ وكثير من الدول التي تتحكم في رقاب المسلمين تسير على هذا النهج ؛ و قد ترضي عوام الناس بأن تضع مادة في دستورها تقول : دين الدولة الإسلام ؛ ثم تهدم هذه المادة بالمواد السابقة و اللاحقة و التشريعات التي تحكم العباد .

✋ فهل صحيح ان البشرية قد بلغت اليوم مبلغا يجعلها تستغني عن الرسل و تعاليم الرسل ؟؟؟ و هل أصبحت البشرية اليوم قادرة علي أن تقود نفسها بعيدا عن منهج الرسل ؟؟؟
يكفي في الإجابة أن ننظر في حال تلك الدول التي نسميها متقدمة متحضرة ك امريكا و بريطانيا و روسيا و الصين لنعلم مدي الشقاء الذي يغشاهم ؛ نحن لا ننكر إنهم بلغوا من التقدم المادي شأوا بعيدا ؛
ولكنهم في الجانب الآخر الذي جاء الرسل وجاءت تعاليمهم لإصلاحه انحدروا انحدارا بعيدا ؛

👈 لاينكر احد أن الهموم و الاوجاع و العقد النفسية اليوم سمة العالم المتحضر ؛ اﻻنسان في العالم المتحضر اليوم فقد إنسانيته ؛ خسر نفسه ؛ لذلك فإن الشباب هناك يتمردون علي القيم و الأخلاق و الاوضاع و القوانين ؛ أخذوا يرفضون حياتهم التي يعيشونها و أخذوا يتبعون كل ناعق من الشرق أو الغرب يلوح لهم بفلسفة او دردشة او سفسطة يظنون فيه هناءهم ؛ لقد تحول عالم الغرب إلي عالم تنخر الجريمة عظامه و تقوده للإنحرافات و الضياع ؛ لقد زلزلت الفضائح أركان الدول الكبري ؛ و الخافي أعظم و أكثر من البادى ؛
إن الذين يسمون اليوم بالعالم المتحضر يخربون بيوتهم بأيديهم ؛ حضارتهم تفرز سموما تسري فيهم تقتل الأفرادو تفرق الجماعات ؛
الذين نسميهم اليوم بالعالم المتحضر كالطائر الجبار الذي يريد ان يحلق في أجواز الفضاء بجناح واحد .

✋ إننا بحاجة إلى الرسل و تعاليمهم لصلاح قلوبنا ؛ و إنارة نفوسنا ؛ و هداية عقولنا .
نحن بحاجة إلى الرسل كي نعرف وجهتنا ف الحياة ؛ و علاقتنا بالحياة و خالق الحياة .
نحن بحاجة إلي الرسل كيلا ننحرف او نزيغ فنقع في المستنقع الآسن .

🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس