عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-29-2012, 05:02 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي

ويقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
كل نَفَسٍ أو كل عرَقٍ سيخرج في الدنيا في غير طاعة الله أو فائدة في الحياة ـ [ تعين على حسنة ] ـ سيخرج يوم القيامة حسرة وندامة . ا . هـ . ما بين المعكوفتين تصرف .
ويقول عمار بن رجاء : سمعت عبيد بن يعيش " شيخ البخاري ومسلم " يقول " أقمتُ ثلاثين سنة ما أكلتُ بيدي بالليل ، كانت أختي تُلَقِّمُني وأنا أكتب الحديث " .ا . هـ .ما بين المعكوفتين تصرف.
عندما يخلص الإنسان لربه وخالقه ويشتغل بكل دقيقة من وقته وعمره في طاعة ربه يُبارك الله له في عمره وإن كان قصيرًا ، والرجال لا يقاسون بطول أعمارهم ، وإنما يقاسون بأعمالهم ، والله عز وجل تعبدنا بحسن الأعمال وذلك في مقدورنا وفي إمكاننا بإذن ربنا ، ولم يتعبدنا بطول أعمارنا فإن ذلك ليس بمقدورنا ولا بإرادتنا ،فالإنسان الذي يعرف حق وقتِه وقيمته ينبغي عليه أن يعمِّر وقتَه بالخيرات ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ويسارع فيها ، فكلما تيسر إليه خير بادر إليه تطبيقًا للآية :
قال الله تعالى " وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى" . سورة طه / آية : 84 .
وللحديث : احرص على ما ينفعك .
* فعن أبي هريرة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم " المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، احرِص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجِز ، وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلتُ كان كذا وكذا ، ولكن قل : قَدَرُ اللهِ ، وما شاءَ فعلَ ، فإن لو تفتح عملَ الشيطانِ " .
صحيح مسلم . متون / ( 46 ) ـ كتاب : القدر/ ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة وترك العجز ، ..... /حديث رقم :34 ـ (2664) / ص : 677 .
والمراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة .
احرِص على ما ينفعك ..... ولا تعجِز : احرص على طاعة الله تعالى والرغبة فيما عنده ، واطلب الإعانة من الله تعالى على ذلك ، ( ولا تعجِز ) ولا تكسل عن طلب الطاعة ولا عن طلب الإعانة .
صحيح مسلم شرح النووي / ج : 16 / ( 46 ) ـ كتاب : القدر / ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة و 000 / ص : 329 .
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
* " افعلوا الخيرَ دهركم ، وتعرضوا لنفحاتِ رحمة الله ، فإن لله نفحاتٍ من رحمته ، يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتِكم ، وأن يؤمِّن رَوعاتِكم " .
أخرجه الطبراني في الكبير . وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة /ج : 4 / حديث رقم : 1890 / ص : 511 .
إن من رحمة الله بعباده وإكرامه لهم سبحانه أن هيأ لهم فرصًا وأوقاتًا خصها بالأجر الوفير ، أوقات فاضلة . فكما فضل سبحانه بعض الأماكن على بعض ، كذلك فضل الأزمنة على بعض . فلقد فضل سبحانه من الشهور " شهر رمضان " الذي أنزل فيه القرآن وجعل لمن فاز بصيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا الجائزة العظيمة وهي غفران ما تقدم من الذنب ، ونفس الجائزة لمن فاز بليلة القدر بأن قامها إيمانًا واحتسابًا .
وفضل سبحانه من أيام العام " أيام العشر من ذي الحجة " وخص فيها يوم عرفة بجائزة عظيمة لمن فاز بصيامه .
* قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " أفضل أيام الدنيا أيام العشر " .
رواه البزار عن جابر . صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي /ج : 1 / حديث رقم : 1133 / ص : 253
أيام العشر : أي عشر ذي الحجة . فيض القدير ..... / ج : 2 / ص : 71 .
وهكذا هذا على سبيل المثال لا الحصر . فلنتحر الأوقات الفاضلة ليربو عملُنا ولتغْفر ذنوبُنَا ، ولنفوز بجنة ربِّنا .
ولذا كان العزم على تجميع بحيث صغير ليكون إعانة لنا على معرفة حقيقة أعمارنا ، وما يجب علينا تجاهها ، ووسِمَ هذا البحث بـ :
" أوقاتنا أعمارنا " . وهو يحوي عدة مباحث موضحة بفهرس موضوعات البحث .
نسأل الله أن تنفعنا هـذه الرسالة وإياكم ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وسلم .

* * * * *

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 11-23-2018 الساعة 07:21 AM