عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 05-01-2011, 12:57 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي


السنن والنوافل






الحمد لله رب العالمين شرع لنا ديناً قويماً وهدانا صراطاً مستقيماً


ونصلي ونسلم على من كان فضل الله عليه وعلينا عظيماً



السنة في اللغة


هي السيرة والطريقةسواء أكانت حسنة أم سيئة


محمودة أم مذمومة



ومنه قوله تعالى



(سُنَّةَ مَن قَدْأَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً)(1)



إن التزود بالنوافل بعد أداء الفرائض من أهم الأسباب


الجالبةلمحبة الله تعالى لعبده


كما في الحديث القدسي


قال الإمام البخاري فى صحيحه



حدثني محمد بن عثمان بن كرامة ، قال حدثنا خالد بن مخلد


قال حدثنا سليمان بن بلال ، قال حدثني شريك بن عبد الله بن


أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة قال


" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب


وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه


وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه


فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به


وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها


ورجله التي يمشي بها


وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه


وما ترددت عن شيء أنا فاعله


ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته "(2)



ومن هذا أحبتي علينا أن نأتي من النوافل والتطوعا


تمايتسع له نشاطنا وتنشط له أنفسنا


أناء الليل وأطراف النهار



وذلك إنالإكثار منها يقرب العبد إلى ربه ويُكسبه


حبه ورضاه عنه .. ..


فالنفس إن لم نشغلهابالطاعة شغلتنا بالمعصية




قال تعالى

{ وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}(3)



ومعنى {تطوع خيراً}


فعل غير المفترض عليهمن صلاة وصدقة وصوم وحج


وغير ذلك من أنواع التطوعات



وقوله تعالى


{ فإن الله شاكر عليم}


معناها : أنه سبحانه يشكر لعباده فعل الطاعة


فيثيبهم على القليل بالكثير




ولكي نحفز النفس وتعلو همتها للقيام بالنوافلوالتطوعات


لنفوز بمحبة الله علينا بالتالي



أولاً : معرفةفضائل النوافل والتطوعات ومنها



أ- تحصيل محبة الله كما هو أساس حديثنا


وأي ثواب وفضل وحافز أعظم من محبة الله الله أكبر أحبتي بتقربنا إلى الله بالنوافل نمشي على الأرض وبين الناس والله


من فوق سبع سموات يحبنا كل خير إلينا نازل


وكل شر عنا مندفع



ب تحصيل العبد لمعية الله فيكون الله معه في كل جوارحه


حافظاً لها فلا يبدر منها إلا مايرضي الله



العين لاتنظر إلا لما يرضى واللسان لاينطق إلا بما أذن


واليدلاتكسب إلا ما أباح


والرجل لا تسعى إلا إلى ماشرع



وكثيراً مانشتكي أحبتنا من اقتراف جوارحنا لبعض المعاصي


والله قد أرشدنا ودلنا على طريق السلامة


ولما نحفظ به جوارحنا وهو كثرة النوافل والتطوعات


قال جل من قائل



"ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه"



ج- ومن فوائدها أيضاً إجابة الدعاء


( ولئن سألني لأعطينه ولئناستعاذني لأعيذنه )

د- التقرب إلى الله بالنوافل


يجبر به ما يحصل من خلل في الفرائض


فقد جاء في الحديث



أول مايحاسب به العبد يومالقيامة الصلاة المكتوبة


فإن اتمها وإلا قال الله تعالى


"إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة


قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي


أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة


وإن كان انتقص منها شيئا


قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع


قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم "(4)



هـ - زيادة الإيمان فالإيمان يزيد بالطاعة


وينقص بالعصيان فحينما يتقرب العبد إلى الله بالطاعات


فإن منسوب الإيمان يزيد لديه



من فضائلها تكفير الخطايا ومحو السيئات


فالعبد إذا فعل السيئةثم أتبعها حسنة


فإنها تمحيها بمنة الله



فإذا كان العبد كثير التطوعفإن آلة التنظيف


من السيئات وهي النوافل تعمل بإستمرار



فكلما أقترف سيئة عملت بمحوها وإزالتها


بل وتعين على عدم فعلها بإيقاظ الإيمان وزيادته


{ وأتبع السيئة الحسنة تمحها } (5)



إن من يكثر النوافل فهذايعني أنه يذكر الله في رخائه


ويستعد للقائه بفعلها وبذلك فإن الله يذكره عندالشدائد


بالإعانة ويتوفاه وهو عنه راض



أولاً : نوافل الصلاة



وقوله صلى الله عليه وسلم

قال الإمام مسلم فى صحيحه

حدثني زهير بن حرب ،قال حدثنا جرير بن عبد الحميد
عن الأعمش ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد ، وأبي الضحى
عن عبد الرحمن بن هلال العبسي
عن جرير بن عبد الله
قال : جاء ناس من الأعراب
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الصوف
فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة
فحث الناس على الصدقة ، فأبطئوا عنه حتى رئي ذلك في وجهه
قال : ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق
ثم جاء آخر ، ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
من سن في الإسلام سنة حسنة ، فعمل بها بعده
كتب له مثل أجر من عمل بها ، ولا ينقص من أجورهم شيء
ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، فعمل بها بعده
كتب عليه مثل وزر من عمل بها
ولا ينقص من أوزارهم شيء " (6)




وأما في الشرع



فتطلق على ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم
ونهى عنه وندب إليه قولاً وفعلاً



وقد تطلق السنة على ما كانعليه عمل الصحابة رضي الله عنهم
واجتهدوا فيه ، وأجمعوا عليه
وذلك كجمع المصحف، وتدوين الدواوين
قال صلى الله عليه وسلم



"عليكم بسنتي وسنةالخلفاءالراشدين المهديين
عضوا عليها بالنواجذ" (7)

-----

(1)الإسراء - 77
---
(2)فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الرقاق

باب من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب

وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه

رقم 6137
---
( 3) البقرة- 158
---
(4) الراوي:أنس بن حكيم الضبيالمحدث:الألباني

المصدر:صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 864
خلاصة حكم المحدث:صحيح
---
(5) الراوي: معاذ بن جبل و أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3160
خلاصة حكم المحدث: حسن
---
(6) الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1017
خلاصة حكم المحدث: صحيح
---
(7)الراوي:عبدالله بن مسعودالمحدث:الألباني
المصدر:تخريج كتاب السنةالصفحة أو الرقم: 58

خلاصة حكم المحدث:صحيح