عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 02-22-2013, 10:49 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي

تفسير الآية 164 من سورة آل عمران

من تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)

‏164‏]‏ ‏{‏لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ‏}‏

هذه المنة التي امتن الله بها على عباده، أكبر النعم، بل أصلها، وهي الامتنان عليهم
بهذا الرسول الكريم الذي أنقذهم الله به من الضلالة، وعصمهم به من الهلكة،
فقال‏:‏ ‏{‏لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم‏}‏ يعرفون نسبه، وحاله، ولسانه، من قومهم وقبيلتهم، ناصحا لهم،
مشفقا عليهم، يتلو عليهم آيات الله، يعلمهم ألفاظها ومعانيها‏.‏
‏{‏ويزكيهم‏}‏ من الشرك، والمعاصي، والرذائل،
وسائر مساوئ الأخلاق‏.‏
و‏{‏يعلمهم الكتاب‏}‏ إما جنس الكتاب الذي هو القرآن،
فيكون قوله‏:‏ ‏{‏يتلو عليهم آياته‏}‏ المراد به الآيات
الكونية، أو المراد بالكتاب ـ هنا ـ الكتابة، فيكون قد امتن عليهم، بتعليم الكتاب والكتابة،
التي بها تدرك العلوم وتحفظ، ‏{‏والحكمة‏}‏ هي‏:‏ السنة، التي هي شقيقة القرآن، أو وضع الأشياء مواضعها، ومعرفة أسرار الشريعة‏.‏
فجمع لهم بين تعليم الأحكام، وما به تنفذ الأحكام، وما به تدرك فوائدها وثمراتها،
ففاقوا بهذه الأمور العظيمة جميع المخلوقين، وكانوا من العلماء الربانيين، ‏
{‏وإن كانوا من قبل‏}‏ بعثة هذا الرسول ‏{‏لفي ضلال مبين‏}‏ لا يعرفون الطريق الموصل إلى ربهم،
ولا ما يزكي النفوس ويطهرها، بل ما زين لهم جهلهم
فعلوه، ولو ناقض ذلك عقول العالمين‏.‏




مختصر تفسير الحافظ ابن كثيرتحقيق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله


قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ} [(164) سورة آل عمران]
أي: من جنسهم, ليتمكنوا من مخاطبته وسؤاله ومجالسته والانتفاع به".
"كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [(21) سورة الروم] أي: من جنسكم،
وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} الآية [(110) سورة الكهف],
وقال تعالى: {وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} [(20) سورة الفرقان]
وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى} [(109) سورة يوسف],
وقال تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ} [(130) سورة الأنعام]
فهذا أبلغ في الامتنان أن يكون الرسول إليهم منهم بحيث يمكنهم مخاطبته ومراجعته في فهم الكلام عنه, ولهذا قال تعالى: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} [(164) سورة آل عمران]".
"ولهذا قال تعالى: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} يعني القرآن {وَيُزَكِّيهِمْ} أي: يأمرهم بالمعروف
وينهاهم عن المنكر, لتزكوَ نفوسهم وتطهر من الدنس والخبث الذي كانوا متلبسين به
في حال شركهم وجاهليتهم".
"{وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} يعني القرآن والسنة,
{وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ} أي: من قبل هذا الرسول
{لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} أي: لفي غي وجهل ظاهر جلي بيِّن لكل أحد".


لا يوجد تعليق لهذه الآية في بدائع التفسير لابن القيم


تطبيق ذلك في أرض الواقع :

- يظهر لنا من هذه الآية الكريمة فضل الله على الصحابة الكرام وعلى جميع المسلمين,
فيما امتن الله به عليهم من بعثة رسول منهم , يستطيعون مخاطبته والفهم منه ,
فما استشكل عليهم سألوه, فهذا فضل من الله أعظم عليهم , ممن لغتهم غير لغته,
فأذكر مثلا امرأة كانت تجلس بقربي في المسجد الحرام وأظنها إندونيسية ,
كانت تقرأ بتجويد وبإتقان ما شاء الله, فلما كلمتها فهمت أنها لا تحسن العربية
وأنها تعلمت ذلك من خلال دورات , وهذا بالطبع يتطلب منها جهدا كبيرا , لكننا نحن العرب ,
سبحان الله! بلغتنا !ولكن الكثير منا من لا يهتم بتعلمه وتلاوته بإتقان , هدانا الله .

فنحن اليوم في نعمة واي نعمة, أن جعلنا الله من أتباعه , ولم نخلق لا في بيت يهودي
ولا مجوسي ولا نصراني , فهذه نعمة, وكذلك الرسالة جاءت بلغتنا,
مما يسهل علينا فهم كتاب الله و سنته عليه الصلاة والسلام ( الكتاب والحكمة )
القرآن والسنة بلغتنا , فهي نعمة من الله نسأل الله تعالى
أن نكون من الذين يؤدون شكر النعم.

- لنستشعر نعمة الله علينا أن بعث فينا رجلا منا , أي بشرا وليس مَلَكَا فلو كان مَلَكًا
لقلنا إنه مَلَك, لا نطيق فعل ما يفعل, لكنه بشر وهو قدوتنا في كل شيء .

- فبين لنا الحق والخير حتى نفعله فنسعد في الدنيا والآخرة
وبين لنا الشر وما هو ضار لنا لنجتنبه فنعيش في حياة سعيدة في الدنيا والآخرة .



إضافة من أخت أكرمها الله
اسم الله الرقيب ، إنه معنا أينما كنا
وإن كل كبير وصغير مستطر ( مكتوب في سطور عنده )
وإننا دائما نسقط الآيات على غيرنا , حيث هم العصاة هم الأشرار
فينشغل أحدنا بالحكم على معاصي الآخرين ويعمى أن يرى معاصيه
و يغفل عن إصلاحها ، لابد أن يتنقص أحدنا نفسه ويستصحب
دائما الشعور بالتقصير وهذا كان سمت السلف الصالح .


فضل الرسالة ليس على الصحابة فحسب
:
- حيث إن : الرسالة نعمة على العالمين ونحن من أعظم المستفيدين منها
فلا إله إلا الله , وهي عبادة الله بحق , لن تكون إلا عن طريق محمد
رسول الله فقط, حيث باب العبادة الأوحد هو الاتباع للرسول
- صلى الله عليه وسلم - فهو رحمة للعالمين .

- حتى يوم الموقف العظيم ستكون شفاعته في فض الموقف
وبدء الحساب رحمة للعالمين .

- جاء عليه السلام بنور الرسالة لتتناسب مع نور الفطرة
وتهدي الخلق إلى عبادة رب العالمين .

- يكفي أن من آمن به ولو كان أفسق الخلق يكفيه
أنه سينجو من الخلود في النار فلا يستوي بالكافرين نسأل الله العافية .

- كذا هو بشر وفي بشريته منتهى الرحمة بنا حيث هو القدوة
أتى من الشرائع ما يطيقها كل البشر ، فليس لأحد أن يستثقل
أمرا شرعيا فعله النبي عليه الصلاة والسلام قائلا :
هو نبي منذا الذي يستطيع عمل ما يعمل ؟

فدحض هذا القول وجوابه : أنه بشر مثلنا .


رد مع اقتباس