وقال النعمان بن بشير رضي الله
عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي يعني صفوفنا إذا قمنا للصلاة
فإذا استوينا كبر فانظروا أيها المسلمون ولاسيما الأئمة منكم انظروا إلى قوله
فإذا استوينا كبر هذه الجملة الشرطية تجدونها صريحة في أنه صلى الله عليه
وسلم لا يكبر للصلاة حتى تستوي الصفوف ولقد أدرك ذلك الخلفاء
الراشدون والأئمة المتبعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ففي الموطأ عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أنه كان يأمر بتسوية الصف فإذا جاءوه فأخبروه أن الصفوف
قد استوت كبر وكان قد وكل رجالاً لتسوية الصفوف
وقال مالك بن أبي عامر كنت مع عثمان بن عفان فقامت الصلاة
وأنا أكلمه يعني في حاجة حتى جاء رجال كان قد وكلهم بتسوية الصفوف
فأخبروه بأن الصفوف قد استوت فقال لي استوي في الصف ثم كبر
فهذا أيها المسلمون فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وخلفائه الراشدين لا يكبرون للصلاة حتى تستوي الصفوف
أفليس من الجدير بنا أن يكون لنا فيهم أسوة
أفليس جديراً بنا أن نأمر بتسوية الصفوف وإقامتها وأن ننتظر فلا نكبر
للصلاة حتى نراهم قد استوا على الوجه المطلوب ؟
إن كثيراً من الأئمة يخجلون أن يقفوا عن التكبير من أجل
تسوية الصفوف يخشون أن يلومهم الناس على
ذلك وفي الحقيقة إن المؤمن لا يهمه أحد في جانب تقوى الله عز وجل إن
المؤمن لا يخشى في الله لومة لائم أو تضجر متضجر إن الأمر الذي ينبغي
للأئمة أن يقولوا كلمة يريدون بها معناها أن يقولوا استوا وهم يريدون من
الناس أن يستوا لا أن يقولوها كلمة عابرة حتى لو كان الصف أعوج فإنهم لا
يبالون أن يكبروا بدون أن يستوي أيها المسلمون هذه بعض من مسؤوليات
الإمام في إمامته أما المأموم فإنه لو كان يصلي وحده لكان مخيراً بين أن يقتصر
على أدنى واجب في صلاته أو يطول فيها وإن كان فعل السنة أفضل لكنه إذا
كان مع الإمام فقد ارتبطت صلاته بصلاة إمامه فلا يجوز أن يتقدم على الإمام
بالتكبير ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالركوع ولا بالسجود ولا يجوز أن يأتي
بذلك مع الإمام أيضاً وإنما يأتي به بعده متابعاً له فلا يتأخر عنه قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله
رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار ) وقال أيضاً
( إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا ركع فاركعوا
وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد
فاسجدوا وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً أجمعون )