عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-26-2011, 10:38 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي

أخواتي الغاليات
جــزاكم الله خيراً

السلام عليكم ورحمة الله وبــركــاته



نـــكـــمل بحـــول من الله وقـــوة




و الصحابي هنا هو "مَن لقي النبي -صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به ، ومات على ذلك .


وقد ورد في فضلهم آيات وأحاديث كثيرة منها :
قوله تعالى ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَان
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّات تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100)



وقال تعالى ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18)



قال السعدي رحمه الله في تفسير الآية ( يخبر تعالى بفضله ورحمته،
برضاه عن المؤمنين إذ يبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المبايعة
التي بيضت وجوههم، واكتسبوا بها سعادة الدنيا والآخرة، وكان سبب هذه البيعة
- التي يقال لها « بيعة الرضوان » لرضا الله عن المؤمنين فيها،
ويقال لها « بيعة أهل الشجرة » - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دار الكلام بينه وبين المشركين
يوم الحديبية في شأن مجيئه، وأنه لم يجئ لقتال أحد، وإنما جاء
زائراً هذا البيت، معظما له، فبعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم عثمان بن عفان لمكة في ذلك، فجاء خبر غير صادق، أ
ن عثمان قتله المشركون، فجمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم من معه من المؤمنين، وكانوا نحوا من ألف وخمسمائة،
فبايعوه تحت شجرة على قتال المشركين، وأن لا يفروا
حتى يموتوا، فأخبر تعالى أنه رضي عن المؤمنين في تلك الحال،
التي هي من أكبر الطاعات وأجل القربات، ( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ )
من الإيمان، ( فَأَنزلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ) شكرا لهم على ما في قلوبهم،
زادهم هدى، وعلم ما في قلوبهم من الجزع من تلك الشروط التي شرطها المشركون
على رسوله، فأنزل عليهم السكينة تثبتهم، وتطمئن بها قلوبهم، ( وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا )
وهو: فتح خيبر، لم يحضره سوى أهل الحديبية، فاختصوا بخيبر وغنائمها،
جزاءا لهم، وشكرا على ما فعلوه من طاعة الله تعالى والقيام بمرضاته.
(9)

وقال رســول الله صلى الله عليه وســلم
( لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها )
(10)

وفي آيات عديدة ذكرهم الله تعالى وترضى عنهم .


ومما جاء في السنة :عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال
: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
( لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن
أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) (11)




" وسبب تفضيل نفقتهم أنها كانت في وقت الضرورة ،
وضيق الحال بخلاف غيرهم ، ولأن إنفاقهم كان في نصرته
-صلى الله عليه وسلم- ، وحمايته ، وذلك معدوم بعده ،
وكذا جهادهم وسائر طاعتهم ، وقد قال تعالى ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ
مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً )(الحديد:10)
وهذا كله مع ما كان فيهم في أنفسهم من الشفقة ، والتودد ، والخشوع ، والتواضع ، والإيثار ،
والجهاد في الله حق جهاده ، وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ،
ولا ينال درجتها بشيء ، والفضائل لا تؤخذ بقياس ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " ا.هـ (12)



وقال البيضاوي _رحمه الله تعالى_ " معنى الحديث لا ينال أحدكم بإنفاق مثل أحد ذهبا من الفضل
والأجر ما ينال أحدهم بإنفاق مد طعام أو نصيفه ،
وسبب التفاوت ما يقارن الأفضل من مزيد الإخلاص ، وصدق النية ) ا.هـ


" مع ما كانوا من القلة ، وكثرة الحاجة والضرورة " (13)
وقيل " السبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام ،
وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها ، وكذلك الجهاد بالنفوس
لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين ،
وقلة أنصارهم فكان جهادهم أفضل ، ولأن بذل النفس مع النصرة
، ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها " ا.هـ .

ومما جاء في فضلهم -رضي الله عنهم- حديث ابن مسعود _رضي الله عنه_
عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) (14)



" وإنما صار أول هذه الأمة خير الناس ؛ لأنهم آمنوا به حين كفر الناس ،
وصدقوه حين كذبه الناس ، وعزروه ، ونصروه ، وآووه ، وواسوه بأموالهم وأنفسهم ،
وقاتلوا
غيرهم على كفرهم حتى أدخلوهم في الإسلام " ا.هـ



ومما جاء في فضلهم ما رواه أبو بردة _رضي الله عنه_ قال :
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -
(النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد ،
وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون ،
وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) (15) "



وجـــاء في شرح النووي على صحيح مسلــم في شرح الحديث السابق


قوله صلى الله عليه وسلم : ( النجوم أمنة للسماء ، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد )
قال العلماء : ( الأمنة ) بفتح الهمزة والميم ، والأمن والأمان بمعنى .
ومعنى الحديث أن النجوم ما دامت باقية فالسماء باقية .
فإذا انكدرت النجوم ، وتناثرت في القيامة ، وهنت السماء ،
فانفطرت ، وانشقت ، وذهبت ، وقوله صلى الله عليه وسلم
: ( وأنا أمنة لأصحابي ، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون )
أي من الفتن والحروب ، وارتداد من ارتد من الأعراب ،
واختلاف القلوب ، ونحو ذلك مما أنذر به صريحا ، وقد وقع كل ذلك .



وقوله صلى الله عليه وسلم : ( وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ) معناه من ظهور البدع ،
والحوادث في الدين ، والفتن فيه ، وظهور الروم وغيرهم عليهم ،
. وهذه كلها من معجزاته صلى الله عليه وسلم .ا.هــ


وجـــاء في تحفة الأحوذي "وهو إشارة إلى الفتن الحادثة بعد
انقراض عصر الصحابة من طمس السنن وظهور البدع وفشو الفجور في أقطار الأرض " .


الوعيد الشديد فيمن آذى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم



وعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال :
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( مَن سب أصحابي فعليه
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) (16).




موقف السلف الصالح من الصحابة الكرام



لقد عرف السلف الصالح فضل الصحابة الكرام وبيَّنوا ذلك
وردوا على كل من أراد انتقاصهم _رضي الله عنهم_
قال ابن عمر _رضي الله عنهما_ " لا تسبوا أصحاب محمد صلى
الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عُمره " (17) .


وجاء رجل إلى عبد الله بن المبارك وسأله أمعاوية أفضل أو
عمر بن عبد العزيز فقال " لتراب في منخري معاوية مع رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز " (18)



وجاء رجل إلى الإمام أبي زرعة الرازي -رحمه الله- فقال :
يا أبا زرعة أنا أبغض معاوية . قال : لِمَ ؟ قال :
لأنه قاتَل عليا . فقال أبو زرعة : إن ربَّ معاوية ربٌّ رحيم
وخصمَ معاوية خصمٌ كريم فما دخولك أنت بينهما _رضي الله عنهم_ أجمعين(19).





وقال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- "
إذا رأيت رجلا يذكر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسوء فاتهمه على الإسلام "(20)


وقال –رحمه الله تعالى- " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب
ولا نقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته
ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فان تاب قبل منه
وإن ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع "



وقال بشر بن الحارث _رحمه الله تعالى_
" مَن شتم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فهو كافر وإن صام وصلى وزعم أنه من المسلمين " (21)



ولعل كثيرا من الكتاب ممن في قلوبهم مرض الذين ينتقصون أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم –
في الصحف وغيرها يرون أن الوقت لم يحن بعد لانتقاص
القرآن والسنة فرأوا أن تقليل شأن الصحابة الكرام عند الناس
هو من أقصر الطرق لرد الكتاب والسنة .
كما قال أبو زرعة _رحمه الله تعالى_ " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وإنما أدى
إلينا هذا القرآن والسنة أصحابُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة " ا.هـ (22) .




وقال الإمام محمد بن صُبيح بن السماك _رحمه الله تعالى_ لمن انتقص الصحابة "
علمتَ أن اليهود لا يسبون أصحاب موسى -عليه السلام-
وأن النصارى لا يسبون أصحاب عيسى -عليه السلام-
فما بالك ياجاهل سببت أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ؟
وقد علمتُ من أين أوتيتَ لم يشغلك ذنبك أما لو شغلك ذنبك لخفت ربك ،
ولقد كان في ذنبك شغل عن المسيئين فكيف لم يشغلك عن المحسنين ؟
أما لو كنت من المحسنين لما تناولت المسيئين ، ولرجوت لهم أرحم الراحمين ،
ولكنك من المسيئين فمن ثَمَّ عبت الشهداء والصالحين ،
أيها العائب لأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-
لو نمتَ ليلك ، وأفطرت نهارك لكان خيرا لك من قيام ليلك ،
وصوم نهارك مع سوء قولك في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فويحك لا قيام ليل ، ولا صوم نهار ، وأنت تتناول الأخيار
فأبشر بما ليس فيه البشرى إن لم تتب مما تسمع وترى ..
وبم تحتج يا جاهل إلا بالجاهلين ، وشر الخلف خلف شتم
السلف لواحد من السلف خير من ألف من الخلف
" ا.هـ (23) .


وقال ابن الصلاح _رحمه الله تعالى_
" إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة , و
مَن لابس الفتن منهم فكذلك بإجماع العلماء الذين يُعتد بهم في الإجماع " ا.هـ (24) .



(9) قصة الحديبية تخريج الحديث ،الراوي: المسور بن مخرمة و مروان بن
الحكم المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة: 2731خلاصة حكم المحدث: [صحيح] .

(10) » صحيح مسلم » كتاب فضائل الصحابة » باب من فضائل أصحاب الشجرة أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم
(11) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة
أو الرقم: 2540خلاصة حكم المحدث: صحيح

(12)شرح مسلم للنووي 16/93 شرح سنن ابن ماجه 1/15 تحفة الأحوذي
10/246
(13) عون المعبود 12/269 .
(14)الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2652خلاصة حكم المحدث: [صحيح] .

(15)» صحيح مسلم » كتاب فضائل الصحابة » باب بيان أن بقاء
النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه وبقاء أصحابه أمان للأمة.
(16)الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة
- الصفحة أو الرقم: 2340خلاصة حكم المحدث: حسن بجموع الطرق.

(17) .الراوي: نسير بن ذعلوق المحدث: الألباني - المصدر:
صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 133خلاصة حكم المحدث: حسن

(18) رواه ابن عساكر 59/208 وانظر : منهاج السنة 6/227 .
(19).رواه ابن عساكر 59/141وانظر فتح الباري
13/86 عمدة القاري 24/215

(20) شرح أصول الاعتقاد للالكائي 7/1252 الصارم المسلول 3/ 1058
(21) رواه ابن بطة في الإبانة /162.
(22) تاريخ بغداد 38/132 والكفاية /97
(23) رواه المعافي في الجليس الصالح 2/392.
(24) مقدمة ابن الصلاح /428 .

__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم




رد مع اقتباس