عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-13-2016, 12:05 PM
الصورة الرمزية هدى رشاد
هدى رشاد هدى رشاد غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: مصر
المشاركات: 25
سب الدهر؛ صوره وحكمه

•قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال اللهُ تعالَى : "يُؤذيني ابنُ آدمَ ، يسبُّ الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ ، بيدي الأمرُ، أُقَلِّبُ الَّليلَ والنَّهارَ" (صحيح البخاري: 7491)

قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (باختصار): (وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون " يا خيبة الدهر " ونحو هذا ... " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي : لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها ، وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى .) انتهى

وقال الشيخ ابن عثيمين في القول المفيد (باختصار):
سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: أن يقصد الخبر المحض دون اللوم: فهذا جائز، مثل أن يقول: تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده .. ومثل هذا اللفظ صالح لمجرد الخبر، ومنه قول لوط عليه الصلاة والسلام: هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ.

الثاني: أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل، كأن يعتقد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلب الأمور إلى الخير والشر، فهذا شرك أكبر، لأنه اعتقد أن مع الله خالقا، لأنه نسب الحوادث إلى غير الله،

الثالث: أن يسب الدهر لا لاعتقاده أنه هو الفاعل، بل يعتقد أن الله هو الفاعل، لكن يسبه، لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده، فهذا محرم، ولا يصل إلى درجة الشرك، وهو من السفه في العقل والضلال في الدين، لأن حقيقة سبه تعود إلى الله سبحانه، لأن الله تعالى هو الذي يصرف الدهر، ويُكَوِّن فيه ما أراد من خير أو شر، فليس الدهر فاعلا، وليس هذا السب يُكَفِّر، لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة. ( وأضاف في فتاوى العقيدة: هذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب ) انتهى

من أمثلة سب الدهر قولهم: (يلعن اليوم/الساعة التي رأيتك فيها، الزمن غدار، جار عليه الزمان، قست عليه الأيام..)
__________________
رد مع اقتباس