عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 03-11-2018, 12:47 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


88. ﴿وإن تعُدوا نعمة اللهِ لا تُحصُوها﴾: إن عجزت عن إحصاء نعم الله، فكيف تزعم أنك شكرتها؟!

89. ﴿ وَآتَاكُم مِّن (كل) ما سألتموه﴾: الإجابة أكيدة! قال ابن حجر: «كل داع يستجاب له لكن تتنوع، الإجابة فتارة تقع بعين ما دعا به، وتارة بِعوَضه».

90. ﴿وإن تَعدوا ( نعمة ) الله لا تُحصوها ﴾: سين: كيف نعُدُّ نعمة واحدة؟! جيم: النعمة الواحدة مشتملة على آلاف النعم. قال ابن القيم: «ويكفي أن النَّفَس من أدنى نعمه التي لا يكادون يعدونها، وهو أربعة وعشرون ألف نفَس في كل يوم وليلة، فلله على العبد في النفس خاصة أربعة وعشرون ألف نعمة كل يوم وليلة، دع ما عدا ذلك من أصناف نِعَمِه على العبد».

91. ﴿رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام﴾: خاف خليل الرحمن من الكفر بعد الإسلام، وغيره لا يخاف؟!

92. ( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي) كم يداوي هذا الدعاء فينا من أدواء! تهاوننا وتثاقلنا وتكاسلنا وتأخيرنا للصلاة، وخاصة صلاة الفجر.

93. ﴿الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء﴾: ظل طيلة عمره يدعو ربه بالولد، ولم ييأس إلى أن زاره الفرج.

94. ﴿ ربنا اغفر لي و لوالدي﴾ قال رسول:ﷺ: «إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك». صحيح الجامع رقم: 1617

95. ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ﴾: من باب التشبيه البليغ الذي حذفت فيه الأداة، والتقدير: وقلوبهم كالهواء في الخلو من الإدراك من شدة الهول.

96. ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ﴾: قارن بين تجبر الظلمة اليوم وقسوتهم على المؤمنين وبين شخوص أبصارهم فلا تطرف من الرعب يوم القيامة، وخروج قلوبهم عن صدورهم حتى تبلغ الحناجر من شدة الهول والفزع.

97. ﴿مقرنين في الأصفاد﴾: جُمِعوا مع غيرهم في قيد وواحد، قد ضُمَّ كل قرين إلى من يشبهه في الكفر والفسوق والعصيان، فعابد الصنم مع عابد الصنم، وشارب الخمر مع شارب الخمر، والظالم مع الظالم، كما قال: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ﴾.

98. ﴿(وترى) المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد﴾ رؤية هؤلاء المجرمين مقصود غدا لشفاء صدور المؤمنين.

99. ﴿ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ ﴾: وجعلت من قطران لأنه شديد الحرارة، فيؤلم الجلد الواقع عليه، فيعذَّبون بهذا اللباس قبل دخول النار، فيبدأ عذابهم مبكِّرا قبل دخولها.

100. ﴿وتغشى وُجُوهَهُمْ النار﴾: وقد ذكروا أن تخصيص الوجوه بالإحراق مع عمومه لسائر الأعضاء:

- لكونها أعزَّ الأعضاء الظاهرةِ وأشرفَها.

- ولأنها مجمعَ المشاعرِ والحواسّ التي خُلقت لإدراك الحق، وقد أعرضوا عن الحق، ولم يستعملوها في استقباله وتدبره، فعوقبوا فيها.

- أو لخلوُّها عن القطِران الذي يعذِّب الجسد، فذكر تعذيبها بالنار بدلا منه، ولعل تخلية الوجوه من القطِران ليتعارفوا عند انكشافِ ألسنة اللهب، ويتضاعف عذابُهم بالخزي على رءوس الأشهاد.
رد مع اقتباس