عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 08-23-2020, 12:15 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,649
افتراضي



🍂🍃1⃣7⃣🍃🍂

الخطأ في الحب ومن هؤلاء من يغتر بمحبة الفقراء والمشايخ والصالحين، وكثرة التردد إلى قبورهم، والتضرع إليهم، والاستشفاع بهم، والتوسل إلى الله بهم، وسؤاله بحقهم عليه، وحرمتهم عنده.
ومنهم من يغتر بآبائه وأسلافه، وأن لهم عند الله مكانة وصلاحا، فلا يدعوه أن يخلصوه كما يشاهد في حضرة الملوك، فإن الملوك تهب لخواصهم ذنوب أبنائهم وأقاربهم، وإذا وقع أحد منهم في أمر مفظع خلصه أبوه وجده بجاهه ومنزلته.
الاغترار بالله
ومنهم من يغتر بأن الله عز وجل غني عن عذابه، وعذابه لا يزيد في ملكه شيئا، ورحمته له لا تنقص من ملكه شيئا، فيقول: أنا مضطر إلى رحمته، وهو أغنى الأغنياء، ولو أن فقيرا مسكينا مضطرا إلى شربة ماء عند من في داره شط يجري لما منعه منها فالله أكرم وأوسع فالمغفرة لا تنقصه شيئا والعقوبة لا تزيد في ملكه شيئا.
الاغترار بالفهم الفاسد والقرآن والسنة
ومنهم من يغتر بفهم فاسد فهمه هو وأضرابه من نصوص القرآن والسنة، فاتكلوا عليه كاتكال بعضهم على قوله تعالى:
{ولسوف يعطيك ربك فترضى}
[سورة الضحى: ٥٥] .
قال وهو لا يرضى أن يكون في النار أحد من أمته، وهذا من أقبح الجهل، وأبين الكذب عليه، فإنه يرضى بما يرضى به ربه عز وجل، والله تعالى يرضيه تعذيب الظلمة والفسقة والخونة والمصرين على الكبائر، فحاشا رسوله أن يرضى بما لا يرضى به ربه تبارك وتعالى.
وك اتكال بعضهم على قوله تعالى: {إن الله يغفر الذنوب جميعا} [سورة الزمر: ٥٣]
وهذا أيضا من أقبح الجهل، فإن الشرك داخل في هذه الآية، فإنه رأس الذنوب وأساسها، ولا خلاف أن هذه الآية في حق التائبين، فإنه يغفر ذنب كل تائب من أي ذنب كان، ولو كانت الآية في حق غير التائبين لبطلت نصوص الوعيد كلها.
وأحاديث إخراج قوم من الموحدين من النار بالشفاعة.
وهذا إنما أتى صاحبه من قلة علمه وفهمه، فإنه سبحانه هاهنا عمم وأطلق، فعلم أنه أراد التائبين، وفي سورة النساء خصص وقيد فقال: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}
[سورة النساء: ٤٨]


🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃
رد مع اقتباس