عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12-26-2010, 03:24 PM
الصورة الرمزية أم سليمان
أم سليمان أم سليمان غير متواجد حالياً
مشرفة ملتقى البراعم والأسرة المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 458
16- أنهُ ينبغِي للمُستَدِل أن يذكُر الدَّليل الذي يقتنع به المُخاطب
منَ الناحيتَين الشرعِية والحِسية،وكذلك العقلِية إذا أمكن،لأنهُ كُلما
ازدادتْ الأدِلة؛ازداد الإنسان طُمأنينة،ويدُلُ لهذا الأصلُ العظيم:
أنَّ إبراهِيم الخليل- عليه الصلاة والسلام- قال:
( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى)..[،فقال الله لهُ:( أَوَلَمْ تُؤْمِنْ )

قال:( بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي )،[البقرة:260]،فليس الخبر
كالمُعاينة،فأراه الله- عزَّ وجل-ذلك بما أمره به أن يفعله ففعله

فرأى كيف يحي الله عزَّ وجل الموتى.

17- أنَّهُ رُبما يستدل بالشَّبه على ثُبُوت النسب؛لقوله:
(فمن أيَ يكُونُ الشَّبه)،ويُؤيد هذا ماورد في قصة عُتبة بن أبي
وقاص حينما زنا،فولد لهُ ولدٌ منَ الزِنا،فلمَّا مات عُتبة تنازع
أخُوه سعد بن أبي وقاص وعبْد بن زمعة في هذا الولد الذي
وُلد،فقال عبْد بن زمعة:يارسول الله،هذا أخي وُلِد على فِراشِ
أبي،وقال سعد:هذا أخي ابن عتبة عهد بي إلي،وقال سعد
للرَّسُول:يارسول الله،انظر شبهه،فنظر النبي صلى الله عليه
وسلم فرأى شبهاً بيِّناً بعُتبة فأعمل النبي صلى الله عليه وسلم
هذا الشَّبه ولم يُلغه،ولكنَّهُ أحال الحُكم على سبب أقوى وهو
الفراش فقال صلى الله عليه وسلم:
(الغُلام لك ياعبْد بن زمعة،الولدُ للفراش وللعاهر الحجر)،فثبت
الآن أن الغُلام أخٌ لسودة بنت زمعة- رضي الله عنها-زوجة
النبي صلى الله عليه وسلم،لكنَّه لمَّا رأى الشبه البيِّن بعتبة قال
لها:(احتجبي منه ياسودة(1))،فهنا أعمل انبي صلى الله عليه
وسلم الشبهه مع أنَّ الولد شرعاً الذي حصل فيه التنازع لزمعة
شرعاً،فيرث إخوانه ويرثونه وبينهم المحرمية،لكن أعمل النبي صلى
الله عليه وسلم الشبه وجعل سودة- رضي الله عنها- تحتجب
من من باب الأحتياط نظراً لهذا الشِّبه،فدلَّ هذا اعتبار الشبه
في الحُكم في الأمور الأحتياطية..أنتهى..
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ....

(1)..رواه البُخاري،كتاب البًيوع،باب تفسير المشبهات،رقم
(2053)،
ومسلم،كتا ب الرضاع،باب الولد للفراش وتوقي الشبهات،رقم
(1457).
منقول
__________________
رد مع اقتباس