قبل أن يفرض صيام رمضان فقد كان الأمر بصيامه
على الوجوب والفرضية ،على الراجح كما سبق بيانه
ثم بعد نزل شهر رمضان المبارك نسخ
الوجوب إلى الاستحباب مع ثبوت الأجرالوفير
قال الإمام مسلم في صحيحه
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ جَمِيعًا ،عَنْ
اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ،قال: قَالَ ابْنُ رُمْحٍ ،قال: أَخْبَرَنَا
اللَّيْثُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ،أَنَّ عِرَاكًا أَخْبَرَهُ ،
أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ
أَنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ
"أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِهِ
حَتَّى فُرِضَ رَمَضَانُ فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْهُ"
صحيح مسلم / 13- كتاب الصيام / 19-باب صوم يوم عاشوراء/
حديث رقم :116-(1125)/ص:270
قال الإمام البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ،عَنْ مَالِكٍ ،عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ،
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ
أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَامَ حَجَّ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ يَا أَهْلَ
الْمَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يَقُولُ هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبْ
اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَأَنَا صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ
وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ "
صحيح البخاري /30- كتاب الصوم /69- باب صيام
يوم عاشوراء / حديث رقم :2003 /ص:225
ورغم تحول الحكم من الوجوب إلى الاستحباب رغم ذلك
كان صلى الله عليه وسلم يحرص كل الحرص
على تحري صيامه ابتغاءًا للأجر الوفير
"يكفر السنة الماضية"
قال الإمام البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ،عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
"مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ
يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ
وَهَذَا الشَّهْرَ "
يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ .
صحيح البخاري /13- كتاب :الصوم /69 - باب :صيام
يوم عاشوراء/ حديث رقم :2006 /ص: 225
قوله "يتحرى"
أي : يقصد
قوله :"وهذا الشهر" يعني شهر رمضان....... وإنما
جمع ابن عباس بين عاشوراء ورمضان -
وإن كان أحدهما واجبًا والآخر مندوبًا - لاشتراكهما في
حصول الثواب , لأن معنى" يتحرى "أي يقصد
صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيها.هـ
قال الإمام مسلم في صحيحه
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ جَمِيعًا ،
عَنْ سُفْيَانَ ، قال: قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ
سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَسُئِلَ عَنْ صِيَامِ
يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ : مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى الْأَيَّامِ
إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ ،وَلَا شَهْرًا إِلَّا هَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي رَمَضَانَ .
صحيح مسلم / 13- كتاب الصيام / 19- باب : صوم يوم عاشوراء /
حديث رقم: 131-(1132) / ص: 271
*.*.*.*.*.*.*.*
التطبيق العملي للصحابة باستحباب صيامه
إن في فعل الصحابة رضوانالله عليهم أجمعين
صيام يوم عاشوراء على الاستحباب،
قال الإمام البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ،عَنْ مَالِكٍ ،عَنْ ابْنِ
شِهَابٍ ،عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّهُ سَمِعَ
مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
يَوْمَ عَاشُورَاءَ عَامَ حَجَّ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ يَا أَهْلَ
الْمَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "يَقُولُ هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبْ
اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَأَنَا صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ
وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ "
صحيح البخاري /30- كتاب الصوم /69- باب صيام يوم عاشوراء /
حديث رقم :2003 /ص:225
وبعض الصحابة كان يفطر يوم عاشوراء لتأكيد نسخ
فرضية صيامه كما جاء في صحيح البخاري
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ:
" دَخَلَ عَلَيْهِ الْأَشْعَثُ وَهْوَيَطْعَمُ فَقَالَ: الْيَوْمُ
عَاشُورَاءُ فَقَالَ كَانَ يُصَامُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ
فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تُرِكَ فَادْنُ فَكُلْ".
صحيح البخاري /65- كتاب تفسير القرآن /24- باب يا أيها الذين آمنوا
كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين/ حديث رقم:4503 /ص: 528
قوله" :فلما نزل رمضان ترك".........واستدل بهذا
الحديث على أن صيام
عاشوراء كان مفترضًا قبل أن ينزل فرض
رمضان ثم نسخ
............. والظاهر أن صيامه عاشوراء ما كان إلا
عن توقيف ولا يضرنا في هذه المسألة اختلافهم
هل كان صومه فرضًا أو نفلاً
قال مسلم في صحيحه
وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ
دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَأْكُلُ يَوْمَ
عَاشُورَاءَ فَقَالَ :يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ.
فَقَالَ: قَدْ كَانَ يُصَامُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا
نَزَلَ رَمَضَانُ تُرِكَ
فَإِنْ كُنْتَ مُفْطِرًا فَاطْعَمْ
صحيح مسلم /13- كتاب الصيام / باب صوم يوم عاشوراء/
حديث رقم :123-(1182)/ص: 271