عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-22-2010, 04:36 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023

ترجمة لحياة الشيخ
محمد بن صالح العثيمين

من منا في الأوساط العلمية لا يعرف الشيخ ابن عثيمين وهو

الذي ملأ ذكره الدنيا وشاع علمه في الآفاق وشهد القاصي

والداني بفضله وعلو مكانته، ونعرض ومضات من ترجمته

،رغبة منا في أن تكون سيرة هذا الشيخ الجليل وغيره من

العلماء المخلصين الناصحين السائرين على نهج السلف الصالح

رضوان الله عليهم حافزاً إيمانياً وفرصة عظيمة للاستفادة من

الدروس والعبر التي تزخر بها أيامهم للتأسي

بهم واقتفاء آثارهم.

إنه ذلك العالم الجليل والمربي الفاضل والقدوة الصالحة والطود

الشامخ في العلم والزهد والصدق والإخلاص والتواضع والورع

والفتوى شيخ التفسير، والعقيدة والفقه، والسيرة النبوية

والأصول والنحو وسائر العلوم الشرعية، الداعي إلى الله

بصيرة المشهود له بصدق العمل، ومواقف الخير والدعوة

والإرشاد والإفتاء الذي انتفع بعلمه المسلمين في شتى أنحاء

العالم الإسلامي والذي أجمعت القلوب على قبوله ومحبته

وفضله وعلو مرتبته فضيلة شيخنا فقيد البلاد والأمة الإسلامية

العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله رحمة واسعة

وأسكنه الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين

والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

اسمه ومولده:

هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن

سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي.

كان مولده في ليلة السابع والعشرين من شهر

رمضان المبارك عام 1347هـ، في مدينة

عنيزة –إحدى مدن القصيم- بالمملكة العربية السعودية.

نشأته العلمية:

تعلم القرآن الكريم على جده من جهة أمه عبد

الرحمن بن سليمان الدامغ –رحمه الله- ثم تعلم

الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق بإحدى

المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن

مبكرة، ومختصرات المتون في الحديث والفقه.

وكان فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي

رحمه الله- قد رتب من طلبته الكبار لتدريس

المبتدئين من الطلبة وكان منهم الشيخ محمد بن

عبد العزيز المطوع –رحمه الله-

فانضم إليه فضيلة شيخنا.

ولما أدرك ما أدرك من العلم في التوحيد والفقه

والنحو جلس في حلقة شيخه فضيلة الشيخ

العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي –رحمه الله-

فدرس عليه في التفسير والحديث والتوحيد

والفقه وأصوله والفرائض والنحو.



ويعتبر الشيخ عبد الرحمن السعدي شيخه الأول الذي

نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه

للدليل وطريقة تدريسه وتقريره وتقريبه العلم

لطلابه بأيسر الطرق وأسلمها، وقد توسم فيه

شيخه النجابة والذكاء وسرعة التحصيل فكان

به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً

في حلقته، قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي

ابن عودان –رحمه الله- في علم الفرائض

حال ولايته القضاء في عُنَيْزَة.

وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي –رحمه الله-

في النحو والبلاغة أثناء وجوده في عُنَيْزَة

ولما فتح المعهد العلمي بالرياض

أشار عليه بعض إخوانه أن يلتحق به فاستأذن

شيخه عبد الرحمن السعدي فأذن له فالتحق

بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1372هـ

وانتظم في الدراسة سنتين انتفع فيهما بالعلماء

الذين كانوا يدرسون في المعهد حينذاك ومنهم

العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ

عبد العزيز بن ناصر بن رشيد والشيخ عبد

الرحمن الأفريقي وغيرهم (رحمهم الله).

واتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن

عبد الله بن باز –رحمه الله- فقرأ عليه في

المسجد من صحيح البخاري، ومن رسائل شيخ

الإسلام ابن تيمية وانتفع منه في علم الحديث

والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها

ويعتبر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

شيخه الثاني في التحصيل والتأثر به.

وتخرج من المعهد العلمي ثم تابع دراسته الجامعية انتساباً

حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود

الإسلامية في الرياض.