الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #77  
قديم 11-24-2018, 01:39 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,649
افتراضي


📌(75) الجنود التي أيد الله بها المؤمنين يوم بدر لنصرهم ( الجزء الأول )

🌱النصر يأتي من حيث لا يتوقع المسلمون، بل أحياناً يأتي النصر بطريقة يعترف الجميع أنها ليست من طرق البشر، ولا يستطيعونها؛ وما ذلك إلا لكي ينسب المسلمون النصر إلى الله عز وجل، ولا ينسبوه إلى أنفسهم أبداً.
و النصر من عند الله عز وجل، لكنه لا ينزل عشوائياً، بل ينزل على الذين ثبتوا في أرض القتال.

🌱تعالوا نرى الجنود التي أيد الله بها المؤمنين لنصرهم !

1⃣ الملائكة
ليس ملكاً ولا اثنين، بل جيشاً من الملائكة، يقول الله تعالى: ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) [الأنفال:9]، 🔸مردفين: أي يتبع بعضهم بعضاً،

🌱قال الربيع بن أنس رحمه الله -من التابعين- مفسراً هذه الآيات: أمد الله عز وجل المسلمين بألف، ثم صاروا ثلاثة آلاف، ثم صاروا خمسة آلاف.

📚وقد يقول قائل: كان يكفي ملك واحد، فلماذا هذه الأعداد المتزايدة؟

📕الجواب:
قال تعالى: ( وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ) [الأنفال:10]،

🌱ورأى المؤمنون بأنفسهم آثار الملائكة في أرض بدر، بل إن منهم من رأى الصورة التي تمثل بها الملائكة في أرض بدر، بل إن من المشركين من رأى الملائكة في الصورة التي تمثلوا بها في صورة بشر.

2⃣ قذف الرعب في قلوب الأعداء
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نصرت بالرعب مسيرة شهر)، والعجيب أن يدخل الرعب في قلوب القوي من الضعيف، وأن يدخل الرعب في قلب الكثير من القليل، وأن يدخل الرعب في قلب من هو مدجج بالسلاح من الأعزل الذي لا يملك سلاحاً .

3⃣ إنزال الطمأنينة والسكينة وتغشية المؤمنين بالنعاس يوم بدر

🌱ألقى السكينة في قلوب المؤمنين حتى اطمأنوا وثبتوا، وستجد حديثاً عن السكينة في كل المواقع التي حصل فيها النصر، في بدر والأحزاب وصلح الحديبية وحنين وهكذا.

🌱يقول الله تعالى عن غزوة بدر: ( إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ) [الأنفال:11].

4⃣ نزول المطر لإعاقة الكافرين وتطهير المؤمنين
فالله سبحانه قادر أن ينزل المطر هيناً لطيفاً على منطقة، وينزله وابلاً شديداً على منطقة مجاورة تماماً، ويكفينا أن نتذكر قول الله عز وجل: ( وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ )[الأنفال:11].

5⃣ تقليل عدد كل فريق من الجيشين في عين الآخر
جيش المسلمين في هذه الموقعة 314 تقريباً، وجيش الكفار ألف، والله سبحانه وتعالى يريد للموقعة أن تتم، ولا يريد لأي فريق أن يقرر الهروب ؛ ولكي يصمم كل فريق على القتال لابد أن يشعر أن الفريق الثاني ضعيف وقليل، هذا كان قبل القتال.

🌱وتم ما يريده سبحانه وتعالى من حدوث القتال، فحصل تغيير آخر مهم في عملية الإحصاء والعدد.
أما المسلمون فما زالوا يرون الكافرين قلة، وبالتالي فالمسلمون متحمسون تماماً للقتال ،

🌱وأما الكفار فقد دخل في روعهم أن المسلمين ضعف المشركين يعني: ألفين، ودخل في قلوبهم الرعب من المسلمين، وبالتالي انهزموا نفسياً ثم واقعياً

〰🌸🍃〰🌸🍃〰

🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس