عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-22-2016, 10:33 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
المجلس الثالث
تفسير سورة الملك
تلخيص ما مضى من تفسير السورة
معاني الكلمات:
تَبَارَكَ:تعالى وتعاظم و تكاثر خير الله وبرُّه.لِيَبْلُوَكُمْ:ليختبركم.أَحْسَنُ عَمَلًا:أخلصه وأصوبه.طِبَاقًا:بعضها فوق بعض من غير مماسة.تَفَاوُتٍ:اختلاف و تباين. فُطُورٍ:شقوق و صدوع.ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ:أعد النظر مرة بعد مرة.يَنْقَلِبْ:يرجع.خَاسِئًا:ذليلا صاغرًا.حَسِيرٌ:متعب كليل.رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ:شهبًا محرقة لمسترقي السمع من الشياطين.وَأَعْتَدْنَا:أعددنا.


" تَبَارَكَ" هذا يختص بالله -عز وجل-،أي عَظُمتْ بَركتُهُ، عَظُمتْ خيراتُهُ وكثُرَتْ،
تكاثر خير الله وبرُّه على جميع خلقه، الذي بيده مُلك الدنيا والآخرة وسلطانهما، نافذ فيهما أمره وقضاؤه، وهو على كل شيء قدير. الذي خلق الموت والحياة؛ ليختبركم - أيها الناس-: أيكم خيرٌ عملًا وأخلصه؟ وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء، الغفور لمن تاب من عباده. الذي خلق سبع سموات متناسقة، بعضها فوق بعض، ما ترى في خلق الرحمن- أيها الناظر- من اختلاف ولا تباين، فأعد النظر إلى السماء: هل ترى فيها مِن شقوق أو صدوع؟ ثم أعد النظر مرة بعد مرة، يرجع إليك البصر ذليلا صاغرًا عن أن يرى نقصًا، وهو متعب كليل. ولقد زيَّنا السماء الدنيا القريبة التي تراها العيون بنجوم عظيمة مضيئة، وجعلناها شُهُبًا محرقة لمسترقي السمع من الشياطين، وأعتدنا لهم في الآخرة عذاب النار الموقدة يقاسون حرها.هنا
الآيات"6–11"وصف لجهنم التي أُعدت للكافرين وحالها من شدة الغيظ والغضب من أعداء الله.


*لاحظ أن هذه الآيات آخذٌ بعضها بحُجز بعض، لما ذكر الله -تبارك وتعالى- دلائل القدرة، وما زين به السماء من هذه المصابيح، أخبر أنه جعلها رجومًا للشياطين، هذا في الدنيا، ثم ذكر ما يكون لهؤلاء الشياطين في الآخرة فقال: وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ يعذب هؤلاء الشياطين بعذاب السعير.
فلما ذكر جزاء الشياطين في الآخرة ذكر جزاء الكفار كذلك في الآخرة

"وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ "6"
"إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ" 7
قال ابن جرير:- شَهِيقًا- يعني الصياح. تفسير ابن كثير
  1. - شَهِيقًا-وهو أول نهيق الحمار وذلك أقبح الأصوات تفسير البغوي
"وَهِيَ تَفُورُ" قال الثوري: تغلي بهم كما يغلي الحَبّ القليل في الماء الكثير.تفسير ابن كثير
وَإِذَا أُلْقِيَ الكَفَرَةُ المُجْرِمُونَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَمِعُوا لَهَا صِيَاحاً وَصَوْتاً كَصَوْتِ المُتَغَيِّظِ مِنْ شِدَّةِ الغَضَبِ "شَهِيقاً"، وَهِيَ تَفُورُ بِمَا فِيهَا، وَتَغْلِي كَمَا يَغْلِي المِرْجَلُ بِمَا فِيهِ.
شهيقاً- صَوْتاً مُنْكَراً.
تَفُورُ- تَغْلي غَلَيَانَ القِدْرِ بِمَا فِيهَا. أيسر التفاسير

"
تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ "8
"تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ" أي: يكاد ينفصل بعضها من بعض، من شدة غيظها عليهم وحنقها بهم. تفسير ابن كثير

"تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ" أي: تكاد على اجتماعها أن يفارق بعضها بعضًا، وتتقطع من شدة غيظها على الكفار، فما ظنك ما تفعل بهم، إذا حصلوا فيها؟تفسير السعدي
"كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ "
وَكُلَّمَا طُرِحَ فِيهَا فَوْجٌ مِنَ الكَفَرَةِ سَأَلَهُمْ حُرَّاسُ النَّارِ مُقَرِّعِينَ مُوَبِّخِينَ: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبِيٌّ مِنْ رَبِّكُمْ يُنْذِرُكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا؟
فَوْجٌ- جَمَاعَةٌ مِنَ الكُفَّارِ.أيسر التفاسير

"قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ" 9
يذكرُ تعالى عدلَهُ في خلقهِ، وأنه لا يعذبُ أحدًا إلا بعدَ قيامِ الحجةِ عليهِ وإرسالِ الرسولِ إليهِ، كما قالَ "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا"الإسراء: 15 تفسير ابن كثير
وَيَرُدُّ هَؤُلاءِ المُجْرِمُونَ عَلَى خَزَنَةِ جَهَنَّمَ قَائِلِينَ: بَلَى لَقَدْ جَاءَنَا رَسُولٌ مِنْ رَبِّنَا يَدْعُونَا إِلَى اللهِ، وَيُنْذِرُنَا مِنْ عَذَابِهِ، فَكَذَّبْنَاهُ وَقُلْنَا لَهُ: إِنَّ اللهَ لَمْ يُنَزِّلْ شَيْئاً، وَلَمْ يُرْسِلْ إِلينَا رَسُولاً، وَمَا أَنْتَ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا، فَمَا أَنْتَ، فِيمَا تَدَّعِيهِ مِنَ الرِّسَالَةِ مِنْ اللهِ، إِلا مُجَانِبٌ لِلْحَقِّ، بَعِيدٌ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ.أيسر التفاسير

فجمعوا بين تكذيبهم الخاص، والتكذيب العام بكل ما أنزل الله ولم يكفهم ذلك، حتى أعلنوا بضلال الرسل المنذرين وهم الهداة المهتدون، ولم يكتفوا بمجرد الضلال، بل جعلوا ضلالهم، ضلالا كبيرًا، فأي عناد وتكبر وظلم، يشبه هذا؟
{وَقَالُوا} معترفين بعدم أهليتهم للهدى والرشاد: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} فنفوا عن أنفسهم طرق الهدى، وهي السمع لما أنزل الله، وجاءت به الرسل، والعقل الذي ينفع صاحبه، ويوقفه على حقائق الأشياء، وإيثار الخير، والانزجار عن كل ما عاقبته ذميمة، فلا سمع [لهم] ولا عقل، وهذا بخلاف أهل اليقين والعرفان، وأرباب الصدق والإيمان، فإنهم أيدوا إيمانهم بالأدلة السمعية، فسمعوا ما جاء من عند الله، وجاء به رسول الله، علمًا ومعرفة وعملا.
والأدلة العقلية: المعرفة للهدى من الضلال، والحسن من القبيح، والخير من الشر، وهم -في الإيمان- بحسب ما من الله عليهم به من الاقتداء بالمعقول والمنقول، فسبحان من يختص بفضله من يشاء، ويمن على من يشاء من عباده، ويخذل من لا يصلح للخير.
قال تعالى عن هؤلاء الداخلين للنار، المعترفين بظلمهم وعنادهم"
11"فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لأصْحَابِ السَّعِيرِ" أي: بعدًا لهم وخسارة وشقاء.
فما أشقاهم وأرداهم، حيث فاتهم ثواب الله، وكانوا ملازمين للسعير، التي تستعر في أبدانهم، وتطلع على أفئدتهم!
*
فالعذاب الحقيقي، والألم الحقيقي هناك في هذه الأفواج، حينما تقاد فوجًا بعد فوج إلى النار، وهي تتغيض، ولها هذا الصوت المفزع تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ثم بعد ذلك يلقون فيها بعد أن يعترفوا بذنوبهم، هذا هو المقام الذي ينبغي أن يخشاه العبد، وأن يفكر فيه طويلاً، فهو حري بأن يزهده بحطام الدنيا، وعرضها الزائل، وأن تتقاصر همته، ونفسه عن طلب الشهوات المحرمة، وأن يكون هذا اليوم نصب عينيه يحسب له حسابه، ويستعد له غاية الاستعداد؛ لأن ذلك هو المصير النهائي المحتوم الذي لا طعم للسعادة بعده إذا كان الإنسان من أهل الشقاء، -نسأل الله العافية-.
د.خالد بن عثمان السبت

*"إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ"12
إن الذين يخافون ربهم, فيعبدونه, ولا يعصونه وهم غائبون عن أعين الناس, ويخشون العذاب في الآخرة قبل معاينته, لهم عفو من الله عن ذنوبهم, وثواب عظيم وهو الجنة.التفسير الميسر


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 07-19-2016 الساعة 11:52 PM
رد مع اقتباس