الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 10-05-2018, 08:23 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


📌(29) سفارة مصعب إلى المدينة ومهامه فيها

🌱بعث الرسول صلى الله عليه وسلم واحداً من المسلمين المكيين إلى يثرب، يمثل دور السفير، لكنه في الحقيقة كانت له أدوار إيجابية مهمة:

1⃣ تعليم المسلمين هناك الإسلام.

2⃣ أن يكون صورة متحركة للإسلام، وقدوة للناس.

3⃣ إدخال القدر الذي يستطيعه من أهل البلد في الإسلام، لكي تكون حماية البلد بعد ذلك معتمدة على أبنائه من داخله.

4⃣ تمهيد البلاد نفسياً لاستقبال المسلمين بعد ذلك من مكة والحبشة، أو من أي مكان في الأرض.

5⃣ دراسة الوضع العسكري والأمني والاقتصادي ليثرب؛ لأنها ستكون دار الهجرة.

📌سبب اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير لدور السفير إلى المدينة

🔸أولاً : كان من أعلم الصحابة ، كان يحفظ كل ما نزل من القرآن، وهو من أوائل من أسلم، ويعرف متى نزلت آيات القرآن ومعناها، ورأي الرسول صلى الله عليه وسلم في تفسير الآيات التي نزلت.

🔸ثانياً: كان يتصف باللباقة والذكاء والهدوء والصبر، وسعة الصدر والحلم، أي: أنه داعية مثالي.

🔸ثالثاً: أنه كان من أشراف أهل مكة، كان من بني عبد الدار الذين يحملون مفتاح الكعبة ، وليس معنى هذا أن الإسلام أتى ليفرق بين أصحاب الأصل الشريف وبين غيره من الناس، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يراعي حالة أهل يثرب، ولا يريد أن يفتنهم . يا ترى ماذا سيكون حالهم لو ذهب إليهم رجل بسيط ضعيف؟ ربما لن يسمعوا منه أصلاً

🔸رابعاً: لأنه سيكون خير قدوة للأغنياء الذين يريدون الدخول في هذا الدين، ويترددون بسبب ملكهم أو أموالهم؛ لأن مصعباً يقدم لهم المثال العملي لرجل استطاع أن يترك المال من أجل الدعوة، وكذلك الفقراء سيتأكدون أن الدين لا يفرق بين الغني والفقير فعلاً.

🔸خامساً: سيكون إرساله إلى يثرب إعلاناً واضحاً لأهل يثرب ولمكة ولغيرهما أن هذا الدين ليس ثورة من الفقراء على الأغنياء، هذا هو السفير الإسلامي كان رجلاً غنياً وواسع الغنى، ثم ترك ماله ليصبح مسلماً وإن كان فقيراً.

🔸سادساً: هذا السفير المنعزل في يثرب الذي يعيش على بعد (500) كيلو من الرسول صلى الله عليه وسلم قد يفتن بالدنيا هناك، وبراحة العيش، ورغد الحياة، مثل ما نرى نحن من يكون شعلة من النشاط، لكن عندما تعرض عليهم الدنيا يفتنون بها ويبتعدون عن الطريق، أما مصعب فلم يكن هكذا، فقد نجح في الاختبار الصعب الذي قامت به أمه معه، ولئن كان قادراً على رفض الدنيا من يد أمه، فهو على رفضها من أيدي الآخرين أقدر.

🔸سابعاً: الداعية المنعزل الذي يعيش لوحده بعيداً عن المسلمين، ويعلم الناس والناس تمشي وراءه، قد يفتن بفتنة الرئاسة والزعامة، وينسلخ عن الصف بمن تبعه، لكن مصعباً في الحقيقة أثبت قدرته على الوقوف أمام فتنة الرئاسة؛ فـمصعب من بني عبد الدار، ومكانته في قريش معروفة، وزعامته فيها كانت وشيكة لولا ارتباطه بهذا الدين، لو كان فعلاً يريد الزعامة لظل على شركه ولم يدخل في الإسلام، لكنه اختار الإسلام ورفض الزعامة.

🔸ثامناً: أنه كان من المهاجرين إلى الحبشة في الهجرتين الأولى والثانية، ولا شك أن هجرة الحبشة قد أكسبته خبرة كبيرة في التعامل مع الأغراب، ومع عادات وتقاليد مختلفة

🔸تاسعاً: هجرة الحبشة أعطته القدرة على ترك الديار ومفارقة الأهل والأحباب.

🔸عاشراً: كان عمره (35) عاماً وقت هذه السفارة، وهذا سن مناسب جداً لهذا العمل، فهو ليس شاباً صغيراً حتى يتهور أو يندفع، وليس شيخاً مسناً حتى تصعب عليه الحركة والدعوة والمشقة.

🌱عاد مصعب بن عمير رضي الله عنه وأرضاه إلى مكة قبل موسم الحج من السنة الثالثة عشرة من البعثة، ونقل أحداث الموقف لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقل له الأخبار السعيدة بإيمان الأنصار، ووضح له منعة المدينة في يثرب، ومنعة رجالها، وقوة بأسها وسلاحها، وعرفه مواطن القوة فيها، ومفاتيح التغيير في الرجال هناك، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخيل المدينة وهو في مكة وكأنه يراها رأي العينً.

*****
〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس