الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 09-29-2018, 08:46 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


📌(14) الحكمة الإلهية من عدم القتال في العهد المكي

🌱لماذا أمر الله عز وجل المسلمين بالكف عن القتال في مكة؟ ولماذا تحملوا الألم دون رد أو تغيير؟

🌱الحكمة الكاملة من وراء ذلك المنع لا يستطيع البشر أن يتوصلوا إليها، لكن قد تكون هذه هي الأسباب، حتى نتعلم كيفية العمل في الظروف المشابهة من كف المسلمين عن القتال:

1⃣ التربية على نوع جديد من الصبر،
وهو الصبر على تحمل الظلم ، فالعربي له طبيعة ثائرة لا ترضى بالظلم، يثور ولو ضاعت حياته، لكن الآن أصبح من أهداف المؤمن أن يقيم أمة ودولة ، والمصلحة العامة اهم من مصلحة الفرد

2⃣تربية المسلمين على الطاعة المطلقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لأي قائد ما لم يأمر بمعصية لله عز وجل.

3⃣أن الدعوة السلمية في هذه البيئة كانت تعطي نتائجا أفضل.
والغرض كان هو إسلام اهل مكة وليس حكم أهل مكة، كما أن هذه البيئة المكية ألفت العنجهية والعزة، ولو فرضت عليها الرأي بالقوة لن تقبله، وسيحدث صراع مبكر بين المؤمنين والكافرين، وسيرفض الكافرون الدخول في هذا الدين عناداً

4⃣ تجنب الفتنة الخطيرة التي ستحدث في مكة وتؤدي إلى سمعة سيئة بالإسلام، وإلى الفتنة العظمى ، فلو قاتل المؤمنون دفاعاً عن أنفسهم، فإنهم سيقاتلون آباءهم وأعمامهم وقبائلهم، وفي هذا الموقف ما الذي سيقال عن الإسلام؟

5⃣ أن الله عز وجل يعلم أن كثيراً من أهل الكفر سينتقلون بعد ذلك من الكفر إلى الإيمان، فالدعوة لم تأخذ الفرصة الكافية للوصول إلى قلوب الناس، وكثير منهم سيعترض في البداية ، ثم لا يلبث أن يتبدل الأمر ، من هؤلاء عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبي جهل ، فلو حصل القتال في أول فترة مكة لخسر الإسلام هؤلاء وأمثالهم.

6⃣ أن النخوة التي كانت في قلوب كثير من العرب كانت تتأثر بصورة المظلوم الذي لا يستطيع رفع الظلم عن كاهله، فيتحرك العربي في شهامة ليرفع الظلم الذي يقع على المسلمين، مثل ما وقع في القصة إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه

7⃣ حتى لا يصطدم المسلمون بالنواميس الكونية ، فللباطل قوة ، ولا يستقيم للمؤمنين أن يقولوا: إن الله معنا ونحن على الحق، ثم يلقون بأنفسهم في حرب خاسرة، ظناً منهم أنهم لا محالة سينتصرون

8⃣ أن القتال لم يكن ضرورة ملحة، فإن الدعوة كانت تسير في مكة بمشقة وبصعوبة، ولكنها في النهاية تسير

9⃣ لو حدث قتال لاضطر المسلمون إلى كشف كل أوراقهم، وسيظهر كثير من المؤمنين الذين لم يعلم إيمانهم بعد، والمرحلة لا تتطلب ذلك، هذه المرحلة كانت تتميز بجهرية الدعوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللقليل من الصحابة ممن لهم منعة

🔟 إظهار قدرة الله عز وجل وقوته وعزته وحكمته سبحانه وتعالى، ظهر أمام الجميع في مكة وما حولها في زمانهم وفي الأزمان التي تلت كيف كان المؤمنون ضعفاء ، فإذا بالضعف يتحول إلى قوة، وإذا بالذل يتحول إلى عزة، وإذا بالخوف يتحول إلى أمن، وإذا بالتعذيب والتشريد والإهانة والقتل يتحول إلى سيادة وتمكين

〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الاوابين🌷
رد مع اقتباس