عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 07-11-2011, 09:05 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493




صفية بنت حيي بن أخطب

رضي الله عنها


هي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب بن سعنة

أبوها سيد بني النضير

من سبط لاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق

بن إبراهيم عليهم السلام

ثم من ولد هارون بن عمران ، أخي موسى عليه السلام

وأمها هي برة بنت سموءل من بني قريظة .

كانت مع أبيها وابن عمها بالمدينة

فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير

ساروا إلى خيبر

وقُتل أبوها مع من قُتل مِن بني قريظة.

تزوجها قبل إسلامها سلام بن مكشوح القرظي

– وقيل سلام بن مشكم –

فارس قومها ومن كبار شعرائهم

ثم تزوّجها كنانة بن أبي الحقيق ، وقتل كنانة يوم خيبر

وأُخذت هي مع الأسرى

فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه

وخيّرها بين الإسلام والبقاء على دينها قائلاً

لها : ( اختاري ، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي

– أي : تزوّجتك -

وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك )

فقالت : " يا رسول الله

لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني

حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب

وما لي فيها والد ولا أخ ، وخيرتني الكفر والإسلام

فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي "

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها وتزوّجها

وجعل عتقها صداقها

وكانت ماشطتها أم سليم التي مشطتها

وعطرتها ، وهيّأتها للقاء النبي صلى الله عليه وسلم

وأصل هذه القصة ما ورد في الصحيح

عن أنس قال : ( قدم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر

فلما فتح الله عليه الحصن ذُكر له

جمال صفية بنت حيي بن أخطب

وقد قتل زوجها وكانت عروسا

فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها

حتى إذا كان بالطريق جهّزتها له أم سليم

فأهدتها له من الليل

فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروساً

فقال : من كان عنده شيء فليأتِ به

فجعل الرجل يجيء بالتمر ، وآخر يجيء بالسمن

وثالثٌ بالسويق ، فكانت تلك

وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية

ثم خرجنا إلى المدينة .

قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يُحوِّي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره

فيضع ركبته ، فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب )

رواه البخاري (1)

ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخدها لطمة

فقال: ( ما هذه ؟ )

فقالت : إني رأيت كأن القمر أقبل من يثرب

فسقط في حجري

فقصصت المنام على ابن عمي ابن أبي حقيق فلطمني

وقال : تتمنين أن يتزوجك ملك يثرب

فهذه من لطمته.

وكان هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم

من زواجها إعزازها وإكرامها ورفع مكانتها

إلى جانب تعويضها خيراً ممن فقدت من أهلها وقومها

ويضاف إلى ذلك إيجاد رابطة المصاهرة بينه وبين

اليهود لعله يخفّف عداءهم

ويمهد لقبولهم دعوة الحق التي جاء بها .

وأدركت صفية رضي الله عنها ذلك الهدف العظيم

لرسول الله صلى الله عليه وسلم

ووجدت الدلائل والقرائن عليه في بيت النبوة

فأحست بالفرق العظيم بين الجاهلية اليهودية

ونور الإسلام ، وذاقت حلاوة الإيمان

وتأثّرت بخلق سيد الأنام

حتى نافس حبّه حب أبيها وذويها والناس أجمعين

ولما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم

تأثّرت رضي الله عنها لمرضه

وتمنت أن لو كانت هي مكانه

فقد أورد ابن حجر في الإصابة وابن سعد في الطبقات

عن زيد بن أسلم رضي الله عنه

قال: " اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم

في مرضه الذي توفى فيه، واجتمع إليه نساؤه

فقالت صفية بنت حيي : إني والله يا نبي الله
لوددتُ أنّ الذي بك بي
فتغامزت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم
فقال صلى الله عليه وسلم : والله إنها لصادقة "(2)



كانت رضي الله عنها امرأة شريفة ، عاقلة

ذات حسب أصيل ، وجمال ورثته من أسلافها

وكان من شأن هذا الجمال أن يؤجّج مشاعر الغيرة

في نفوس نساء النبي صلى الله عليه وسلم

وقد عبّرت زينب بنت جحش عن ذلك

بقولها : " ما أرى هذه الجارية إلا ستغلبنا

على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم "

وفي ضوء ذلك

يمكن أن نفهم التنافس الذي حصل بين صفية رضي الله عنها

وبين بقيّة أمهات المؤمنين ، ومحاولاتهن المتكرّرة للتفوّق عليها

ولم يَفُتْ ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم

فكان يسلّيها ويهدئ ما بها .



ومن مواقفها الدالة على حلمها وعقلها

ما ذكرته كُتب السير من أن جارية لها

أتت عمر بن الخطاب

فقالت : إن صفية تحب السبت ، وتصل اليهود

، فبعث عمر يسألها

فقالت : أما السبت فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة

وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً فأنا أصلها

ثم قالت للجارية: ماحملكِ على ما صنعت ؟

قالت : الشيطان قالت : اذهبي فأنت حرة .

ولم تكن – رضي الله عنها -

تدّخر جهداً في النصح وهداية الناس

ووعظهم وتذكيرهم بالله عز وجل

ومن ذلك أن نفراً اجتمعوا في حجرتها

يذكرون الله تعالى ويتلون القرآن

حتى تُليت آية كريمة فيها موضع سجدة ، فسجدوا

فنادتهم من وراء حجاب

قائلة : " هذا السجود وتلاوة القرآن ، فأين البكاء ؟ "



ولقد عايشت رضي الله عنها عهد الخلفاء الراشدين

حتى أدركت زمن معاوية رضي الله عنه

ثم كان موعدها مع الرفيق الأعلى سنة خمسين للهجرة

لتختم حياة قضتها في رحاب العبادة

ورياض التألّه

دون أن تنسى معاني الأخوة والمحبة التي انعقدت

بينها وبين رفيقاتها على الدرب

موصيةً بألف دينار لعائشة بنت الصدّيق

وقد دفنت بالبقيع

فرضي الله عنها وعن سائر أمهات المؤمنين.

منقول من إسلام ويب

~~~
(1)الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2235
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
~~~
(2)الراوي: زيد بن أسلم المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة
الصفحة أو الرقم: 4/347
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
رد مع اقتباس