عرض مشاركة واحدة
  #56  
قديم 09-27-2019, 09:47 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

🌸🍃🌸🍃🌸🍃

🍃 5⃣2⃣ 🍃


■ الرسالة العامة و الرسالة الخاصة

الرسالات السماوية السابقة انزلت لاقوام باعيانهم ؛ و الرسالة الخاتمة التي انزلت علي خاتم الأنبياء والرسل رسالة عامة للبشرية كلها بل عامة للإنس و الجن ؛ وهذا يقتضي ان تمتاز هذه الرسالة عن غيرها من الرسالات بما يجعلها صالحة لكل زمان و مكان ؛ وقد جعلها الله كذلك ؛ وانزل علي رسوله صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته :
{ ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ }
[سورة المائدة 3]

✋ "" إن المؤمن يقف امام إكمال هذا الدين ؛ يستعرض موكب الايمان ؛ و موقف الرسالات ؛ و موقف الرسل ؛ منذ فجر البشرية ؛ و منذ أول رسول آدم عليه السلام إلي هذه الرسالة الأخيرة ؛ رسالة النبي الأمي إلي البشر اجمعين .
فماذا يري ؟
يري هذا الموكب المتطاول المتواصل ؛ موكب الهدي و النور ؛ ويري معالم الطريق علي طول الطريق ؛ ولكنه يجد كل رسول قبل خاتم النبيين إنما أرسل الي قومه ؛ ويري كل رسالة ؛ قبل الرسالة الاخيرة إنما جاءت لمرحلة من الزمان ؛
رسالة خاصة لمجموعة خاصة في بيئة خاصة ؛
ومن ثم كانت تلك كل الرسالات محكومة بظروفها هذه متكيفة بهذه الظروف ؛ كلها تدعو إلي إله واحد فهذا هو التوحيد و كلها تدعو الي عبودية واحدة لهذا الاله الواحد فهذا هو الاسلام و لكن لكل منها شريعة للحياة الواقعية تناسب حالة الجماعة و حالة البيئة و حالة الزمان و الظروف .

👈 حتي إذا اراد الله ان يختم رسالته إلى البشر ارسل الي الناس كافة رسولا خاتم النبيين برسالة للأنسان لا لمجموعة من الاناس في بيئة خاصة وفي زمان خاص و في ظروف خاصة .
رسالة تخاطب الإنسان من وراء الظروف و البيئات و الأزمنة ؛ لأنها تخاطب فطرة الأنسان التي لا تتبدل ولا تتحور ولا ينالها التغيير :
{ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِی فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَیۡهَاۚ لَا تَبۡدِیلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلدِّینُ ٱلۡقَیِّمُ }
[سورة الروم 30]

👈 و فصل في هذه الرسالة شريعة تتناول حياة الانسان في جميع اطرافها ؛ وفي كل جوانب نشاطها و تضع لها المبادئ الكلية و القواعد الاساسية فيما يتطور فيها و يتحور بتغير الزمان والمكان ؛ وتضع لها الاحكام التفصيلية و القوانين الجزئية فيما لا يتطور ولا يتحور بتغير الزمان و المكان ؛ و كذلك كانت الشريعة بمبادئها و باحكامها محتوية علي كل ماتحتاج اليه حياة الانسان منذ تلك ال سالة الي آخر الزمان من ضوابط و توجيهات و تشريعات و تنظيمات لكي تستمر و تنمو و تتطور و تتجدد حول هذا المحور و داخل هذا الاطار ""

✋ وهذا المعني وهو كمال الرسالة و شمولها اشار اليه القرأن في غير موضع كقوله تعالى :
{ وَنَزَّلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ تِبۡیَـٰنࣰا لِّكُلِّ شَیۡءࣲ }
[سورة النحل 89]

{ مَّا فَرَّطۡنَا فِی ٱلۡكِتَـٰبِ مِن شَیۡءࣲۚ }
[سورة الأنعام 38]

👈 لقد جمعت الشريعة الخاتمة محاسن الرسالات السابقة ؛ وفاقتها كمالا و جلالا ؛ يقول الحسن البصري رضي الله عنه :
"" انزل الله مائة واربعة كتب ؛ اودع علومها اربعة : التوراة و الانجيل و الزبور و الفرقان
" القرآن " ثم اودع علوم الثلاثة الفرقان ؛

🌸🍃🌸🍃🌸🍃

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 10-04-2019 الساعة 12:22 AM
رد مع اقتباس